“حرب الرمال” تشتعل بين الجارتين المغرب والجزائر

كتبت: ندى عيد
تدقيق: عبد الفتاح عبد الواحد

فجر قطع العلاقات الدبلوماسية بين المغرب والجزائر الخيط الرفيع الأخير بين الجارتين الشقيقتين في شمال إفريقيا .. وذلك بعد اتهام الحكومة الجزائرية الرباط بالتورط في “أفعال عدائية” تجاهها.

حيث أعلنت الجزائر مقتل 3 من مواطنيها فى قصف مغربي على الحدود بين الصحراء الغربية و موريتانيا، وتوعدت الجزائر بأن مقتل هؤلاء “لن يمضي دون عقاب”، وبعد معلومات أولية عن هذه الحادثة، نفى الجيش الموريتاني في بيان وقوع مثل هذا الهجوم في أراضيها.

وفي غضون ذلك، نقلت وكالة فرانس برس عن “مصدر مغربي” قوله إن المملكة لن تنجر إلى حرب مع جارتها الجزائر، وقال : “إذا كانت الجزائر تريد الحرب فإن المغرب لا يريدها .. فنحن لن ننساق وراء دوامة عنف تهز استقرار المنطقة”.

وكان الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون قد قرر فى 31 أكتوبر الماضي عدم تجديد عقد العمل المبرم بين الجزائر والمغرب، لنقل الغاز الجزائرى لإسبانيا مروراً بالمغرب، وذلك بسبب “الممارسات ذات الطابع العدواني من المملكة المغربية”، وفق ما جاء في بيان صادر عن الرئاسة.

و تعتمد المملكة المغربية على جزء من هذه الصادرات في توليد الطاقة الكهربائية، كما أن خيارات التصدير الأخرى لدى الجزائر قد تكون مكلفة، بينما قللت الحكومة المغربية من تأثير قرار الجزائر بعدم تجديد الاتفاق بشأن خط أنبوب الغاز المغربي- الأوروبي، مؤكدة أنه “لن يكون له حاليا سوى تأثير ضئيل على أداء النظام الكهربائي المحلي”.

ولم تكن الأزمه الجزائرية المغربية الراهنة هي الأولى من نوعها، فقد بدأ النزاع منذ عام 1963 ؛

بسبب نزاعات حدودية، وتطورت الأوضاع فى عام 1976 إلي قطع العلاقات بين البلدين، لتبادلهما اتهامات بدعم حركات تهدد أمن و استقرار كل منهما، وأغلقت الحدود البرية بين البلدين عام 1994، ولا تزال مغلقة حتي الآن.

وفي عام 2020 ، حصل المغرب على اعتراف من الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بسيادة المغرب على الصحراء الغربية، ولم يكتف بذلك فقد أعلن عبر حسابه على تويتر، أنه اتفق مع العاهل المغربي محمد السادس علي أن تستأنف الرباط علاقاتها الدبلوماسية مع إسرائيل، فضلا عن تعزيز التعاون الاقتصادي والثقافي بين الجانبين بما يدعم الاستقرار في المنطقة.

ويشمل الاتفاق إعادة فتح مكاتب اتصال فى كل من تل أبيب والرباط، وتبادل فتح السفارات، فضلا عن استعداد المغرب للسماح برحلات جوية مباشرة من وإلى إسرائيل.

واعتبرت الجزائر تطبيع العلاقات بين إسرائيل والمغرب دعما من الطرفين لحركة انفصالية تنشط في منطقة القبائل الجزائرية، وهو دعم اعتبرته الرباط ردا من جانبها على مساندة الجزائر لجبهة «البوليساريو»، في صراعها مع الرباط حول الصحراء الغربية.