نقل مركب الشمس للمتحف الكبير والتجهيز لاحتفالية موكب طريق الكباش
كتب: محمد ماهر
بعد عرضه في متحف خاص على هضبة الجيزة، خلف الهرم الأكبر مباشرة. نُقل مركب الملك خوفو الذي يعود إلى 4600 عام إلى المتحف المصري الكبير. وهو عبارة عن مركب يستخدم لطقوس دينية تهدف إلى حمل الملك بعد بَعْثِه ويعتقد أنها صُنعت من أجل الملك خوفو.
وقال مسؤولون إن وسائل الإعلام لم تُدْعَ لمشاهدة عملية النقل، لأنها عملية دقيقة ومعقدة كان يمكن أن تزداد صعوبة بسبب وجود الصحافة.
الملك خوفو صاحب الهرم الأكبر في الجيزة، وهو الأعجوبة الوحيدة والأقدم القائمة من عجائب الدنيا السبع في العالم القديم. واكتشف عالم المصريات كمال الملاخ قارب خوفو الأول، المعروف في وسائل الإعلام باسم القارب الشمسي، في مايو 1954. وعُثر عليه في حفرة مغلقة خلف الهرم الأكبر في الجيزة خلال عملية إزالة الرمال من الجانب الجنوبي من الهرم الأكبر للملك خوفو. وتفيد التقارير بأن عملية إعادة تجميع المركب استغرقت أكثر من عقد من الزمن، وأن جزءا كبيرا من ذلك الوقت أمضاه القائمين على هذه العملية في دراسة عادات بناء السفن في مصر القديمة. وعُرض القارب في متحف يحمل اسمه على هضبة الجيزة بعد ترميمه وإعادة بنائه، مما أدى للأسف إلى حجب جمال الهرم من الجانب الجنوبي.
دُرست العديد من الأفكار لنقل قارب خوفو، وشملت جميعها تفكيك القارب وإعادة بنائه في المتحف الكبير. غير أن هذه الأفكار ثبت أنها محفوفة بالمخاطر، لأنها يمكن أن تكون أكثر خطورة من إبقاء المركب في موقعه الحالي.
كان نقل القارب الذي يبلغ طوله 42 مترا ويزن20 طن كقطعة واحدة هو الحل الوحيد المناسب، مثل نقل التمثال العملاق لرمسيس الثاني من ساحة رمسيس إلى المتحف الكبير.
واستعدادا لعملية النقل، أجرى فريق العمل في المتحف الكبير والمجلس الأعلى للآثار ثلاث عمليات محاكاة خلال الأشهر القليلة الماضية – باستخدام السيارة الذكية التي يمكن التحكم فيها عن بعد والتي نُقلت خصيصا من بلجيكا – لاختبار أداء المركبة في نقل القارب، من أجل ضمان وصوله آمنًا، والتي أثبتت نجاحها.
وصرحت وزارة السياحة أن إعداد القارب لنقله كان عملية طويلة بدأت قبل 24 ساعة من عملية النقل، وكان القارب مُغلفًا بأمان داخل كبسولة تحمل اسمه بالذهب، ثم رُفع على السيارة الذكية الضخمة ونُقل بأمان لمقره الجديد، واستغرق الأمر 10 ساعات لنقل القارب.
موكب المومياوات الذهبية
يعيد هذا إلى الذاكرة موكب المومياوات الملكية الذهبي الرائع أو الموكب الذهبي الذي شاهده العالم كله وهو يحبس أنفاسه، حيث نُقلت 22 مومياء – 18 ملكا وأربع ملكات – من المتحف المصري في ميدان التحرير عبر شوارع القاهرة ليستقروا بجوار هضبة الجيزة مباشرة، في نفس المكان مع قارب خوفو الشمسي، في المتحف المصري الكبير.
وحُملت كل مومياء على مركبة مزينة مزودة بممتصات خاصة للصدمات ومحاطة بموكب من المركبات، بما في ذلك مستنسخات لعربات حربية تجرها الخيول.
وقالت سليمة إكرام، أستاذة علم المصريات بالجامعة الأمريكية بالقاهرة أن وزارة السياحة والآثار بذلت قصارى جهدها للتأكد من استقرار المومياوات والحفاظ عليها ووضعها في بيئة مغلقة بحيث يمكن التحكم في مناخها من درجة الحرارة والرطوبة وأي عوامل أخرى من شأنها أن تؤثر على سلامة المومياوات.
خبيئة الدير البحري الأولى
ومن الجدير بالذكر أنه في عام 1881م عثر علماء الآثار على المقبرة رقم TT320 والمعروفة أيضًا باسم “الخبيئة الملكية”، وهي مقبرة أثرية تقع بجوار الدير البحري في (جبانة طيبة) بالبر الغربي بمدينة الأقصر التاريخية والتي كانت عاصمة الدولة المصرية القديمة خاصة الفترة بين 1550 و1070 قبل الميلاد، وتسمي تلك الفترة “بالمملكة الحديثة” حيث يُقسم التاريخ المصري القديم لثلاث ممالك، القديمة والوسطى والحديثة. وعثر في المقبرة على 10 مومياوات من الـ 22 في خبيئة الدير البحري (الخبيئة الأولى)
خبيئة وادي الملوك
في عام 1898 عثر عالم المصريات الفرنسي فيكتور لوريه، على خبيئة آخرى للمومياوات الملكية في مقبرة الملك أمنحتب الثاني KV35، بوادي الملوك بالأقصر، حيث عثر على 10 مومياوات أخرى داخل هذه الخبيئة من الـ 22 مومياء.
المتحف المصري الكبير-GEM موكب
من المقرر افتتاح المتحف المصري الكبير في أكتوبر وفقا لوزارة السياحة والآثار، إلا أن الافتتاح تأجل عدة مرات بسبب بعض الاضطرابات السياسية بين عامي 2011 و2017، وأُجل مرة أخرى بسبب جائحة COVID-19 التي اجتاحت العالم أوائل عام 2020.
وسيستضيف المتحف أكثر من 100,000 قطعة أثرية، مما يجعله أكبر متحف أثري في العالم مخصص لحضارة واحدة، وتبلغ مساحته 480,000 متر مربع ويُطل على هضبة الجيزة.
نعم، صحيح، سيكون أكبر متحف أثري في العالم مخصص لحضارة واحدة، وهي أقدم حضارة متقدمة شهدها التاريخ البشري على الإطلاق.
وكان اختيار موقع المتحف الكبير الحالي لأسباب عديدة، أهمها أنه يقع غرب أهرامات الجيزة، بالقرب منهم حتى أن الزائر سيرى الأهرامات من البانوراما الزجاجية لمتحف. وبُني المتحف على شكل مثلث مشطوف. وتصطف الجدران الشمالية والجنوبية للمبنى مباشرة مع الهرم الأكبر لخوفو وهرم منقرع. وصُمم المتحف الجديد ليشمل أحدث التقنيات، بما في ذلك الواقع الافتراضي.
وستُعرض بعض الآثار الأكثر شهرة في مصر القديمة، بما في ذلك المجموعة الشهيرة للملك توت عنخ آمون، والتي نُقل بعضها بالفعل إلى قاعات المتحف بعد جولة حول العالم لعرضها في باريس ولندن ولوس أنجلوس.
احتفالية افتتاح طريق الكباش
تجري الاستعدادات لحدث آخر كبير من شأنه أن يلفت انتباه العالم إلى مصر، وهذه المرة في الأقصر. وهو إعادة فتح طريق الكباش. ومع ذلك، لم يتم تحديد الوقت لإعادة فتحه.
طريق الكياش مسار مُعَبَّد بالأحجار بطول 2700 متر ويحيط به صفان من تماثيل أبو الهول يربط معبد الأقصر بمجمع الكرنك في مدينة الأقصر. ولا تزال تماثيل أبو الهول في طور الترميم المُعقد. ويحتوي طريق الكباش على العديد من أنواع التماثيل بين تماثيله البالغ عددها 1200، بما في ذلك العديد منهم برأس كبش.
واكتشف عالم الآثار المصري زكريا غنيم أول ثمانية تماثيل برأس كبش في عام 1949. وعلى مر العقود، اكتشف علماء الآثار المصريون بقايا الطريق تباعا.
بدأ بناء طريق الكباش أثناء فترة المملكة الحديثة (1550 قبل الميلاد -1070 قبل الميلاد) واكتملت خلال حكم الأسرة الثلاثين، الملك نقتانبو الأول (380-362 قبل الميلاد).
وقال مصطفى الصغير، مدير معابد الكرنك والمشرف العام على مشروع طريق الكباش، أن ذلك سيحيي الاحتفال بعيد “أوبيت”. وكان ذلك العيد الأكثر شهرة وأهمية في مصر القديمة مخصصًا لأمون وكان الاحتفال به يبدأ عندما ينتهي موسم الحصاد، بين النصف الثاني من أكتوبر والنصف الأول من نوفمبر.
وكان الاحتفال بأوبيت لتكريم الثالوث المحلي لطيبة، آمون رع مع زوجته الإلهة موط وابنهما خونسو. وخلال ذلك الاحتفال، يخرج الموكب من معبد الكرنك بثلاثة تماثيل تمثل هذه الآلهة موضوعة في قوارب مذهبة ويحملها الكهنة على طول طريق الكباش إلى معبد الأقصر والعودة.وقال مصطفي الصغير “في الاحتفال المقبل، سيحمل الأشخاص الذين يمثلون الكهنة تمثال آمون وموط من معبدها وخونسو أيضا من معبد الكرنك على متن قوارب مقدسة، تماما كما فعل المصريون القدماء”، مضيفا أن الإضاءة والملابس الفرعونية والعروض والموسيقية ستضيف الإثارة إلى الاحتفال.