كتب: أمل البني- مريم عماد
عنف ومثليه جنسية وتحكم في السلوك دون رقابة.. اخطار الكارتون والألعاب الإلكترونية
– “أنا حاسس إن ميولي الجنسية قوس قزح”
– “أنا عايز أبقى ريمبو زي ولاد سوبر مان”
– “نفسي يبقى عندي أصحاب قوس قزح زي اللي في الدوري الإنجليزي”.
– “عاوز أكسب ١٠ دولار من جاتا عشان أفتح الديسكو وأشوف الرقاصة”.
-“في ببجي ..هنسمي الفريق بتاعنا بوكو حرام عشان دول طيبين عايزين ينقذوا أفريقيا”.
– “يالا نتوسون الواد ونلوده”.
– “عيل عبيط لو قتلناه هنكسب”.
عبارات يتناقلها الأطفال بين بعضهم مِن خلال أفلام الكارتون والألعاب الإلكترونية!
هل خطر في ذهنك يومًا أن أفلام الكرتون الشهيرة مثل: هومر سيمبسون، جيمي نيوترون، سبونچ بوب، شريك، ماك كوين للسيارات، جميعها تؤدي إلى هلاك طفلك؟ وذلك غير بَثِّها لعقائد، وعادات منافية لمجتمعنا وطبيعته، مثل: المثلية الجنسية، والتفرقة العنصرية.
كما أنَّ بعض الألعاب الإلكترونية مثل: جاتا، ببجي، manhunt، وغيرهم، تُحرض على العنف، تتسبب في قتل الأطفال بعضهم بعضًا عن طريق بعض الألفاظ المجهولة التي لا يعلمها سوى مصممي الألعاب، واللاعبين بها!
وبكُل أسف، يلجأ معظم الآباء إلى ذلك المُسكِّن المؤقت “أفلام الكرتون” و “الألعاب الإلكترونية”، ظنًا منهم أنهم يسلون أولادهم وينفسون عنهم، إلا أنهم لا يعرفون أنهم يقتلون أبناءهم بأيديهم، وما تلك الأشياء سوى قنبلة موقوتة، وحرب من نوع آخر، لتدمير جيل بأكمله.
أثر سلبي
وقال الدكتور محمد عبدالعزيز، أستاذ العلوم والتربية جامعة عين شمس، في تصريح خاص لـ”الجمهورية الثانية”، إن أفلام الكارتون تصنف إلى “تعليمية” ومجانية” على صفحات السوشيال ميديا ومنصات الفيديو مثل اليوتيوب، بشكل عشوائي، بعضها له أثر إيجابي، مثل بعض المواد الكارتونية المُعدة لتعليم بعض القيم المناسبة لمجتمعنا، إلى جانب تعلم اللغات، وتقوية لغة الطفل الأساسية، وتوسيع مداركه، نظرًا لوسع خيال الطفل، وأفلام الكارتون تعتمد في الجانب الأول على الخيال.
وأضاف، في المقابل فإن هناك أثر سلبي، يتمثل في إندماج الطفل داخل الشخصيات الكرتونية المختلفة، والتي تَبُث في رسالتها بشكل غير مباشر بعض الصفات السلبية، كالتنمر، والسيطرة، والعنف، فبالتالي نجد الطفل اكتسب سمة العنف، ومع الوقت يمارسها على نفسه ومَن حوله، هذا إلى جانب تأثيرها السلبي على النظر، والنمو الجسماني للطفل.
وتابع “عبدالعزيز”، “الرسوم المتحركة عبارة عن شخصيات كارتونية لأشخاص موجودين في الواقع، وتبث أفكارًا مختلفة، فمن المؤكد أنها تؤثر على شخصية الطفل، لذا يجب على الأهالي أنْ تختار وتنتقي الشخصيات الكارتونية قبل مشاهدة الأطفال لها”.
وتوجه أستاذ العلوم والتربية للمجلس القومي بضرورة عمل أفلام كارتونية مصرية نابعة مِن ثقافتنا، لإعادة بناء الأطفال، لأن مواجة فكر معين يجب أن تكون عبر نفس الآداة.
وأكد على ضرورة أنْ يضع الإعلام الإلكتروني قوانين تحكم المواد المُقدَّمة، باعتباره إعلامًا مَرئيًا، ولديه إقبال ومشاهدة من جميع الفئات وخاصة الأطفال، لافتًأ إلى أنَّ الإعلام المرئي بوجه عام له تأثير كبير جدًا في توعية وتثقيف الناس، فيجب عمل برنامج كامل عن تنشئة الأطفال بشكل سليم، وتثقيف الآباء بمخاطر التكنولوجيا، وأفلام الكارتون على أطفالهم.
رصد وعلاج
بدوره قال الدكتور أسامة مصطفى، خبير أمن المعلومات، إن استدراج الأطفال عن طريق الألعاب والمواقع الإليكترونية عن طريق العديد من الطرق أهمها:
أولًا: تشتت السلوك، والسلوك نوعان:
– سلوك تجاري بتشتيت الأطفال عبر المنتجات، وطريقة جذبهم إليها.
– سلوك تربوي بإفساد الأطفال بتعليمهم الكذب، والغش، والخداع، وكيفية إحداث المقالب بغيرهم، ويُسهِم ذلك في هدم شخصية الطفل، بل وهدم جيل بأكمله.
ثانيًا: سرقة البيانات:
– لا يهتم بها كثيرًا إلا مع الفئات العمرية الأكبر، لكن يمكن استغلال الطفل من أجل معلومات قليلة حول محل سكنه، وتصوير الأشياء المحيطة به، لمعرفة البيئة التي يعيش بها الطفل.
ثالثًا: جمع بيانات عن المجتمع:
– عن طريق الدخول للأطفال من الأشياء التي يحبونها، كالألعاب، والأفلام الكارتونية، غير أنَّ الكبار لم يسلموا من تلك الفكرة، فيكون الطريق إليهم مقاطع الفيديوهات المصورة، والأفلام، وكذلك الألعاب التي لم يعد هناك جهاز يخلو منها، لذا تكمن الفكرة كلها في غسل مخ الإنسان عن طريق استدراجه بالأشياء المُحَببة له.
ووضع “مصطفى” روشتة لحماية الأطفال في الاستدراج تتمثل في أنه يجب على الأهالي اليقظة والتنبه لملاحظة التحول في سلوك أطفالهم، فيمكن أنْ يصبح الطفل عنيفًا، أو انطوائيًا، أو كاذبًا، لذلك يجب الانتباه لما يشاهده أطفالهم مِن أفلام كارتونية، فمن الممكن أنْ يحمل الفيلم عدة رسائل خفية تعمل على هدم شخصية الطفل، فينشئ جيلًا كاملًا ليس له قيمة، لذلك يكون الدور الأهم لحل هذه المشكلة هو دور الآباء.
وأوضح خبير أمن المعلومات الطريقة المُثلىٰ للتغلب على مشكلة إدمان التكنولوجيا، بالاستبدال لا لا المَنع، فالمنع من استخدام الأجهزة، يمكن أن يُوَلِّد عِنْدًا لدى الطفل، وبالتالي ينجذب لها أكثر، لذا يجب استبدال ذلك بممارسة الأنشطة الرياضية، والذهاب للنوادي، ومراكز الشباب، أو التسوق لشراء المنتجات المُحَببة للطفل، وبالتالي تقل ساعات استخدام الطفل للتكنولوجيا.
وحذر “مصطفى” من اختراق الأجهزة سواء كمبيوتر أو هاتف محمول، عن عن طريق الضغط على اللينكات غير المعروفة، التي تظهر للأطفال أثناء مشاهدة الأفلام الكارتونية، أو اللعب على الأجهزة، مؤكدًا أنه يمكن التصدي لهذه المشكلة عن طريق تحميل برامج حماية مضادة للفيروسات، التي تجعل الجهاز آمنًا تمامًا ضد الفيروسات، وتحافظ على خصوصيته من الاختراق.
وكشف خبير أمن المعلومات العلامات عن العلامات الدالة على اختراق الأجهزة إليكترونية وما تمثله من خطورة في النقاط التالية:
– ضعف البطارية فجأة دون استخدامها لفترة طويلة.
– سخونة الجهاز والحرارة العالية.
– عمل الجهاز ببطء شديد.
– وقف بعض التطبيقات لسبب غير مبرر.
ويقدم خبير أمن العلومات نصائح للاستخدام الآمن للإنترنت بالنسبة للأطفال:
– تحديد بعض الأوقات في اليوم، للجلوس على الإنترنت أو مشاهدة التلفاز.
– عدم انعزال الطفل أثناء استخدام الإنترنت أو مشاهدة التلفاز.
– متابعة الطفل عن طريق مشاهدة الأفلام الكارتونية واستخدام البرامج والتطبيقات التي يستخدمها، لمعرفة إذا كان محتواها آمنًا أم لا.
– البحث عن مصادر أخرى للهو الطفل غير الإنترنت ومشاهدة التلفاز، مثل: الاشتراك في بعض النوادي، والأنشطة الرياضية، والاجتماعية.
ولذا نجد أنَّ حَل الضرر الناتج عن كل من أفلام الكارتون، والألعاب الإلكترونية، وما إلى ذلك، يكمن في مؤسسات التنشئة الاجتماعية بشكل عام، والأسرة بشكل خاص.
وعليه، فلا بد من إيقاظ الآباء لعقول أبنائهم، حتى لا يفقدوهم من الناحية الروحية والمعنوية، ومِن ثَمَّ فلا بد من التوعية والاهتمام مِن قِبَل الإعلام بتلك المشكلة، والتي قد تبدو في مستهلها بسيطة، ولكنها في الحقيقة تعتبر هلاكًا لجيلٍ بأكمله.