نبيل هلال يكتب: خدعوك فقالوا إن حضارة المصريين عمرها 7 آلاف سنة فقط
كتب-نبيل هلال:
“إن المعتقدات المتوارَثة وصفت الناجين من الطوفان بأنهم (آلهة وذلك تعبير خال من الدلالة الدينية إنما أرادوا به كائنات فائقة القدرة) إذ كانوا ينتمون إلى حضارة متفوقة والتي بادت بعد الطوفان العظيم , وفي سجلات المصريين القدماء جاء أن مملكة الآلهة التي سبقت الأسرةَ الأولى كانت ذات قدرات مدهشة متفوقة ( المرجع :جوناثان جراي -أسرار الرجال الموتى).
والمؤرخ المصري “مانيتون”( هو الكاهن الأكبر في معبد هليويوليس في القرن الثالث قبل الميلاد, وهو من مدينة سمنود المصرية وقد كتب تاريخ مصر في ثلاثة مجلدات ضاعت كلها إلا من بعض شذرات متفرقة منها الذي يعود إليه التأريخ المصري القديم وتقسيمه إلى عصور وأسرات حاكمة)، تحدَّث عن عصر ما قبل الأسرات لما كانت تحكم البلادَ (الآلهةُ) وهي مرحلة غامضة لم يتوفر لنا عنها ما يميط اللثام عن هذا الغموض.
“وجاء في بردية (تورين) أن حُكم إله الحكمة (توت) استمر 3126 سنة، وثلاثمئة سنة استمر حكم ملك مصر الإلهي “حورس” , وبعده حكم “شيمسو حورس”، ثم أتباع “حورس” الذين حملوا بدورهم ألقاب (حكماء) أو (أطياف) أو (أرواح)، وقد شكل هؤلاء جسرا وصَل زمن الآلهة بأول سلالة تاريخية حكمت مصر في حوالي سنة 3000 ق.م، وبحسب “مانيتون” فإن الآلهة حكمت مصر مدة 13900 سنة، ثم حكمها (أنصاف الآلهة وأرواح الأموات) أتباع “حورس” مدة 11025 سنة، ثم بدأت بعد ذلك إدارة ملوك مصر من بني البشر الذين وزعهم مانيتون على 30 أسرة (سلالة).
وقدَّر المؤرخ الإغريقي “ديودوروس الصقلي” عمر حضارة مصر بثلاثة وعشرين ألف سنة، وذلك بناء عما أخبره به الكهنة ومدونو الحوليات في مصر لما زارها في القرن الأول قبل الميلاد.
إن شعوب العالم كافة تتفاخر في تراثها الموروث بانحدارها من أصول رفيعة تنتمي إلى جبابرة عظام أو من “سلالة الآلهة”، وذلك إنما يدل على أن أسلافنا الأوائل عاشوا عصرا ذهبيا، وهناك من يرى أن التطور الذي طرأ على الإنسان وحضارته كان من “الأفضل” إلى “الأدنى”، أي عكْس السائد الموروث الذي أُريد لنا الوقوف عنده، وأصحاب ذلك الرأي لهم أسانيدهم وحججهم الوجيهة.
فعلماء الآثار من المدرسة “التكوينية”، وهم من أشد المناهضين لمدرسة “دارون”، يرون أن أسلافنا الأوائل كانوا خيرا منا نحن المعاصرين، وذلك من الناحية الجسدية والفكرية والروحية.
ولا يعز على الملاحظة بعض مظاهر ذلك التفوق القديم المفقود: فالأثريون مثلا يجدون بالحفْر على أعماق كبيرة مجمعات مدن أفضل “من الوجهة الإنشائية” من تلك الموجودة في أعماق أدنى، والطب في مصر القديمة كان خيرا منه بكثير في طب أوروبا في القرون الوسطى، وكانت الخرائط القديمة مرسومة بدقة تفوق مثيلاتها فيما بعد، والتقويم المستخدم في (مايا) قديما، أفضل من تقويمنا الحالي، وقديما كانت مجموعات الكتل الحجرية المستخدمة في البناء أضخم حجما بكثير من تلك المستخدمة في الثقافات والعصور التالية.
ففي “بيرو” مباني “الإنكا” الأوائل أفضل بكثير مما بنوه بعد ذلك، وفي حين لا تستطيع المباني الإسبانية الحديثة الصمود أمام الزلازل، إلا أن مباني” الإنكا” و”الإنكا” الأوائل تبقى سليمة.
يتبع -بتصرف من كتاب (القرآن بين المعقول واللامعقول)- .