زيلينسكي: روسيا تشن هجوما بمنطقة دونباس.. شويجو: الغرب يريد القتال حتى آخر جندي أوكراني
كتبت: نهال مجدي
تدقيق: ياسر فتحي
أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أن روسيا أطلقت هجومًا واسع النطاق في منطقة دونباس شرق أوكرانيا، والتي يسيطر عليها جزئيًا انفصاليون موالون لموسكو، لتفتح بذلك جبهة قتال جديدة في غزوها لأوكرانيا بعدما فشلت في الاستيلاء على العاصمة كييف.
وقال زيلينسكي في كلمه مصورة بثها عبر تليجرام “يمكننا أن نؤكِّد الآن أنَّ القوات الروسية بدأت معركة السيطرة على دونباس، والتي كانت تستعد لها منذ وقت طويل، وأن قِسمًا كبيرًا جدًا من الجيش الروسي مكرَّس حاليًا لهذا الهجوم، وبغضِّ النظر عن عدد الجنود الروس الذين تم إحضارهم إلى هنا، سنقاتل وسندافع عن أنفسنا”.
وجاء إعلان زيلينسكي بُعيد تأكيد الحاكم الأوكراني لمنطقة لوهانسك سيرجي جايداي، أمس، أنّ الهجوم الروسي على شرق أوكرانيا “قد بدأ”.
وقال جايداي في تدوينة له على فيس بوك “إنّه الجحيم، الهجوم الذي يُحكىٰ عنه منذ أسابيع قد بدأ، وتدور معارك في روبيجني وبوبسانا، ومعارك مستمرّة في مدن مسالمة أخرى”.
ومنذ أن أعلنت روسيا سحب قواتها من منطقة كييف، تركّز موسكو عملياتها العسكرية على الشرق الأوكراني الذي غالبًا ما تستهدفه عمليات القصف منذ بدء الهجوم الروسي على البلاد في 24 فبراير الماضي.
وقال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، في مقابلة مع قناة “إنديا توداي التلفزيونية “أن مرحلة جديدة من العملية العسكرية بدأت بالفعل”، متوقعًا أن تشكل تلك المرحلة تطورًا مهمًا.
وأكد لافروف على أن موسكو لا تنوي تغيير النظام في أوكرانيا، لكنه اعتبر أنه من حق شعبها الاختيار، واعتبر أيضا أن القوات الأوكرانية خرقت كافة التعهدات والاتفاقيات في شرق البلاد، حيث يسكن العديد من المواطنين الروس والأوكران الموالين لموسكو.
وشدد على أن بلاده تُجري تحقيقًا في الجرائم التي ارتكبتها “الكتائب الأوكرانية المتطرفة” شرقًا (في إشارة إلى إقليم دونباس وغيره).
ومن جانبه أعلن وزير الدفاع الروسي، سيرجي شويجو “أن القوات المسلحة تواصل تنفيذ خطة تحرير أراضي جمهوريتي دونيتسك ولوهانسك ضمن سياق العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا، وستتخذ الإجراءات اللازمة للعودة إلى الحياة السلمية وإعادة الأمن في الأماكن المحررة”، بحسب وكالة تاس الروسية.
وأضاف شويجو أن واشنطن والدول الغربية الخاضعة لسيطرتها تبذل قصارى جهدها لتأخير العملية الخاصة للقوات المسلحة الروسية في أوكرانيا، وهي تنوي القتال “حتى آخر جندي أوكراني، فالكميات المتزايدة من إمدادات الأسلحة الأجنبية لأوكرانيا تظهر بوضوح نواياها لدفع نظام كييف للقتال حتى آخر أوكراني”.
وحذرت روسيا الغرب من خطوة تزويد أوكرانيا والمرتزقة الأجانب بالأسلحة، بينما تصاعد التوتر بشكل غير مسبوق بينها وبين الغرب.
وجاءت تلك التصريحات بعد وصول الشحنات الأولى من حزمة المساعدات العسكرية الجديدة للولايات المتحدة إلى الحدود الأوكرانية على متن 4 رحلات جوية محملة بمعدات مختلفة.
ومن المتوقع أن تصل رحلة خامسة خلال الـ 24 ساعة المقبلة “ما يعني 5 رحلات في غضون بضعة أيام”، منذ أن أعلن الرئيس جو بايدن، الأربعاء الماضي، عن حزمة جديدة بقيمة 800 مليون دولار من المساعدات العسكرية لأوكرانيا.
وقال المتحدث باسم البنتاجون جون كيربي وصول الشحنة الأولى من هذه المساعدات بعد 48 ساعة من إعطاء الرئيس جو بايدن الإذن بذلك، معتبرًا أنها “سرعة غير مسبوقة”.
وسيبدأ جنود أمريكيون منتشرون في المنطقة الشرقية لحلف الناتو منذ بداية العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، خلال الأيام المقبلة بتدريب الجنود الأوكرانيين على استخدام مدافع هاوتزر M777، وهي الجيل الجديد من قطع المدفعية التي قرّرت الولايات المتحدة تسليمها لأول مرة للجيش الأوكراني.
كما أرسلت الدول الأوروبية صواريخ وأنظمة دفاعية وأسلحة وآليات، إلا أنها لم ترسل طائرات أو سلاحًا “نوعيًا” هجوميًا.
وفي المقابل قالت وزارة الدفاع الروسية في بيان أن صواريخها دمرت 16 منشأة عسكرية أوكرانية في مناطق خاركيف وزابوريجيا ودونيتسك ودنيبروبتروفسك وفي مدينة ميكولاييف الساحلية في جنوب وشرق البلاد.
وأضافت أن القوات الجوية الروسية شنت ضربات على 108 مناطق تتمركز فيها القوات الأوكرانية، وأن المدفعية ضربت 315 هدفًا عسكريًا أوكرانيًا خلال الليل.