المنطقة الاقتصادية لقناة السويس على خريطة التجارة العالمية
كتب: جرجس خليل
تدقيق: ياسر فتحي
المشروعات الحالية والمستقبلية بالمنطقة الاقتصادية لقناة السويس تهدف إلى أن تكون واحدة من المراكز اللوجستية الرئيسية في المنطقة، بدعم من العديد من مشروعات البنية التحتية الضخمة، وخاصة المشروعات اللوجستية، مثل مضاعفة مسارات قناة السويس لتقليل وقت المرور وتكلفة التشغيل وجذب المزيد من السفن والبضائع.
وتتميز المنطقة الاقتصادية بموقع فريد، حيث تقع حول الطريق البحري الدولي الرئيسي “ممر قناة السويس”، الذي يربط أوروبا وشرق وشمال أفريقيا عبر قناة السويس مع آسيا التي تمر عبر الخليج العربي لخدمة غالبية التجارة العالمية، حيث تخدم
20% من تجارة الحاويات الدولية، و10% من التجارة المنقولة بحرًا، بمعدل 18000 سفينة تمر كل عام.
وتتكون المنطقة الاقتصادية لقناة السويس من 4 مناطق اقتصادية موزعة حول الممر الملاحي الدولي لقناة السويس البحرية و6 موانئ بحرية.
• منطقة العين السخنة
محور صناعي ولوجستي رئيسي عند المدخل الجنوبي لقناة السويس، يجمع بين مرافق الموانئ والمناطق الصناعية والسكنية، والطرق الممهدة والسكك الحديدية، وربطهم بالقاهرة ومدينة السويس.
أكثر من 162 كم مربع من مجموع 210 كم مربع من العين السخنة مخصصة للتصنيع، وتم تصميم المنطقة لاستيعاب الصناعات الثقيلة والمتوسطة والخفيفة، فضلاً عن المرافق التجارية، كما توجد فرص للتطوير العقاري لبناء المجمعات السكنية، والخدمات البحرية مثل بناء السفن وخدمات الإصلاح، وتزويد السفن بالوقود، وتكهين الحاويات وإعادة تدويرها.
• منطقة شرق بورسعيد
يجري تطويرها حاليًا لتصبح مركز إعادة شحن رئيسي، بالإضافة إلى مركز لوجستي متعدد الوسائط.
المنطقة على مساحة 75.5 كم مربع بالمنطقة المتاخمة لميناء شرق بورسعيد.
وطبقًا للمخطط العام للمنطقة، تم تخصيص 40 كم² من المنطقة للأنشطة التجارية والصناعات المتوسطة والخفيفة.
توسيع ميناء شرق بورسعيد في الجزء الشمالي الغربي من المنطقة يحفز التنمية الصناعية ويخلق الفرص لتحلية المياه وإنشاء محطات توليد الطاقة، وأيضًا العمل على توسيع شبكة الطرق.
ومن ضمن الفرص الاستثمارية بالمنطقة:
التطوير العقاري، ومشاريع سكنية في شرق بورسعيد والبردويل، والتي يتميز بعضها بإطلالةٍ على البحر الأبيض المتوسط.
• منطقة غرب القنطرة
عبارة عن مجتمع سكني جديد مع إنشاء مصانع للصناعات الخفيفة، ومراكز للخدمات اللوجستية تسهل الوصول إلى قناة السويس.
وتقع بالقرب من الأراضي الزراعية على بعد 30 كم من شمال الإسماعيلية على طريق بورسعيد.
ولغرب القنطرة مزايا عديدة من حيث قربها من الدلتا الخصبة، وتعتبر مثالية أيضًا للأعمال التجارية الزراعية.
وحاليًا، هناك ما يقرب من 13.6م كم مربع متاحة للتنمية في منطقة زودت بالماء والكهرباء والصرف.
وتوفر المؤسسات اللوجستية عدة خدمات مثل خدمات التخزين والنقل والتوزيع والشحن والاستلام والتغليف.
• منطقة شرق الإسماعيلية
مركز جديد لصناعات التكنولوجيا الفائقة، فضلاً عن التخطيط لاحتوائه على مؤسسات البحوث العلمية والمؤسسات التعليمية.
وتقع منطقة شرق الإسماعيلية على بعد 10 كم من شرق قناة السويس، ويغطي مساحة 71 كم مربع، مع تمديدات الكهرباء وإمدادات المياه، وتقدم منطقة شرق الإسماعيلية فُرصًا وافرة للصناعات الخفيفة والمتوسطة، ومراكز البحث والتطوير، فضلاً عن الخدمات والمشاريع التجارية.
بالإضافة إلى حفر نفقٍ لربط شرق الإسماعيلية مع البر الرئيسي المصري والذي يؤدى إلى خفض تكلفة ووقت النقل من الشرق إلى الغرب.
المـــوانــئ البحريـــــة
• ميناء شرق بورسعيد
محور إعادة الشحن الدولي والمحلي الرئيسي، ويقع عند المدخل الشمالي لقناة السويس، كما أن الميناء يتميز بغاطس عميق، والذي يمكنه من استيعاب السفن الكبيرة، مما يجعله من بين أكثر 40 ميناءً ازدحامًا في العالم، وأكثرها نموًا.
وبالتوسعات المقترحة، والتي تغطي 26 كم مربع، سوف توفر مجموعة واسعة من الفرص الاستثمارية والتنموية للميناء، وستعمل على تطوير الخدمات اللوجستية، مما سوف يزيد من المساحة الكلية للميناء لتصل إلى 70 كم مربع.
• ميناء العين السخنة
بوابة الدخول لمصر ودول الخليج العربي وآسيا، ويقع ميناء العين السخنة على الساحل الغربي لخليج السويس، على بعد حوالي 43 كم من جنوب مدينة السويس، بمساحة قدرها 22.3 كم مربع، وبغاطس 18متر، ونظرًا لاتساع المساحات المحيطة، فإن الميناء سرعان ما أصبح مركزًا صناعيًا رئيسيًا يخدم الأسواق المحلية والدولية.
وتشمل خطط التوسُّع عمل محطات حاويات جديدة، ومحطات البضائع العامة والشحنات الجافة، ومحطات الشحنات السائلة مع توفير الخدمات اللوجستية ومراكز التخزين والتوزيع، وإنشاء ميناءٍ جاف.
• ميناء غرب بورسعيد
يعد ميناء غرب بورسعيد مركزًا لإعادة الشحن، وتم إنشاؤه بجودة عالية، ويقع على المسار البحري العالمي الرئيسي “قناة السويس” بين دول قارة أوروبا وجنوب آسيا.
ويقع ميناء غرب بورسعيد على المدخل الشمالي لقناة السويس ويعتبر من أهم الموانئ المصرية.
كما أنه مركز تجاري عالمي يشغل 2 كم²، وأرصفة بطول 4 كم يتراوح عمقها من 10 إلى 16 مترًا.
• ميناء الأدبية
يقع ميناء الأدبية على الشاطئ الغربي لخليج السويس، على بعد حوالي 10 كم جنوب السويس، ومن المقرر أن تستخدم مرافق الميناء لمعالجة كميات كبيرة من الشحنات الجافة غير المعبأة.
ويغطي مساحة قدرها 1.8 كم مربع، ولميناء الأدبية تسعة مراسي يبلغ طولها الإجمالي 1840 مترًا، ولها قدرة على التعامل مع سفن البضائع الجافة غير المعبأة، والسائلة أيضًا، بقدرة تحمُّل تصل إلى 60000 طن.
• ميناء العريش
يقع على البحر الأبيض المتوسط شمال شرق سيناء على بعد 150 كم من شرق بورسعيد، ويتكون الميناء بشكل أساسي من محطة صب جاف، ورصيف 242 م لمناولة بضائع الصب والبضائع العامة، ورصيف ثان لقوارب الخدمة (عمق مياه الرصيف 4 أمتار)، وتتوفر أيضًا مرافق لرسو سفن الصيد التي يصل طولها إلى 60 مترًا.
ويغطي الميناء مساحة 40 فدانًا تستخدم للتخزين المفتوح للسلع الجافة.
كما تتوفر سقيفتان بحجم مشترك 1500م² لتخزين البضائع الحساسة لأشعة الشمس والطقس.
وبعد تنفيذ أعمال التطوير الحالية للميناء، ستصل المساحة الإجمالية إلى 65000 م²، وسيكون الجدار الرئيسي بطول إجمالي 369 م.
• ميناء الطور
يقع على الساحل الشرقي لخليج السويس بحوالي 280 كم جنوب مدينة السويس، وهي منفذ استراتيجي لجنوب سيناء ويحتل ثلاثة هكتارات على الضفة الشرقية لخليج السويس، جنوب أبوزنيمة، والجزء الأكبر من الصادرات يتم خروجه من ميناء الطور، والصادرات مكونة من المعادن والشحنات الجافة غير المعبأة، ويحتوى هذا الميناء التجاري على محطات للبضائع الجافة غير المعبأة، والبضائع العامة والحاويات وكذلك قوارب الصيد.
وتحتوي الخطة الرئيسية لتطوير ميناء الطور على مساحة 464000 م² سيتم تنفيذها على عدة مراحل متتالية، ويشمل تطوير 1000 متر من جدران الرصيف بعمق مياه يتراوح من 10-12 متر.
وتخضع المنطقة للهيئة العامة للمنطقة الاقتصادية لقناة السويس، والهيئة مستقلة ذات سلطات تنفيذية/ تنظيمية، ويحق لها الموافقة على المراسيم، واقتراح حوافز إضافية، وكذلك السلطة الكاملة للإشراف على جميع مجالات التشغيل، والتوظيف، والسيطرة على الميزانية، والتمويل، وتطوير الشراكات، وتقديم خدمات تسهيل الأعمال.
بيئة أعمال المنطقة الاقتصادية لقناة السويس وفوائدها:
تتميز المنطقة الاقتصادية ببيئة أعمال جاذبة للاستثمار حيث تتمثل مزاياها في:
– دعم المستثمرين الحاليين للنمو والتوسع.
– خلق فرص عمل وتعزيز التنمية الاقتصادية.
– تعزيز العوائد الاستثمارية للهيئة من خلال التواصل مع الشركاء الأجانب بشأن المناطق الصناعية المختلفة، والمزمع إقامتها في المنطقة، وكذلك القطاعات الصناعية المستهدفة.
– إنشاء المحطات اللوجستية ومراكز البيانات.
– إنشاء المصانع الخاصة بمعدات السكك الحديد ومجمعات التكرير والبتروكيماويات وتصنيع الإطارات والسيارات، إلى جانب الصناعات الزراعية والدوائية والمنسوجات ومواد البناء.
• الاستثمارات الهادفة
وفي السياق ذاته وجه الرئيس السيسي بتركيز استراتيجية المشروعات في المنطقة الاقتصادية لقناة السويس على الاستثمارات الهادفة والتي تتمثل في:
– توطين التكنولوجيا
-امتلاك القدرة الصناعية
– توفير فرص العمل
كما عرض رئيس الهيئة العامة للمنطقة الاقتصادية لقناة السويس جهود توطين مشروعات الهيدروجين الأخضر والأمونيا الخضراء، وذلك بالتعاون مع الشراكة الأجنبية، فضلاً عن الدراسات المتعلقة بمشروعات إنتاج الوقود الأخضر في المنطقة.
وتكثف الدولة جهودها القائمة لجذب الاستثمارات الأجنبية إلى المنطقة الاقتصادية لقناة السويس في مجال إنتاج الطاقة النظيفة، وخاصةً الهيدروجين الأخضر وتطبيقاته الصناعية المختلفة.
-تعظيم الاستفادة من الموقع الاستراتيجي والحيوي للقناة.
– تحويل المنطقة إلى مركز لوجستي عالمي لتموين السفن بالوقود الأخضر، من خلال التطوير الجاري بمواني العين السخنة والعريش وغرب بورسعيد، خاصةً بالنسبة للاستخدامات والساحات والمخازن والأرصفة البحرية.
– استعراض المخطط التنفيذي لمنطقة شرق بورسعيد المتكاملة، والتي تضم ميناء شرق بورسعيد، إلى جانب مناطق صناعية ولوجستية ومحطة متعددة الأغراض.