حدوتة صايم(5).. د/سحر محمود عيسى تكتب: رأيتك يا أبي تطعم الصائمين
رأيتك يا أبي في منامي تطعم الصائمين، كما كنت تفعل في الدنيا.
تتفقد من تعرف ومن لا تعرف.. تجبر خاطر الضعيف والفقير..تشتري من “الغلابة و البسطاء” الذين يفترشون الشمس ويستظلون برحمات السماء.
توصينا بهم خيرًا، وتقول “هؤلاء لا حول لهم ولا قوة لو أنهم يملكون قوت يومهم ما جلسوا لحظة تحت هذه الشمس الحارقة في الصعيد”.
كنت طفلة صغيرة لا أفهم ولا أدرك لماذا نشتري من هؤلاء ما نحتاجه ولا نحتاجه، ولماذا ندفع أضعاف الثمن لهذه العجوز التي تجلس في مكان ناء وأمامها بعض حبات من الليمون أو الخضرة؟ ولماذا نقوم بتوزيع هذه الأكياس والعلب على هذا وذاك؟ ولماذا نعد الطعام لمن يملك ومن لا يملك؟ ولماذا ولماذ!
ضعفت قواك يا أبي ولم تستطع الوقوف على قدميك؛ لكنك كنت تفرح مثل الأطفال عندما أخرج لك من حقيبتي ما ابتعته من هؤلاء، النعناع، والليمون، والكبريت، والخضرة.
كبرتُ وعرفتُ وفهمتُ وترحمتُ عليك يا أبتِ.. زرعتَ الخير في الدنيا.
وفي منامي أراك تتفقد الصائمين كما كنت تفعل.
رحمة الله عليك ورضوانه في كل وقت وحين.