حدوتة صايم(4).. العميد أحمد مندرواي يكتب: الزلطة ضيفة عندي 15 سنة
من المواقف الغريبه جدًا والطريفة في حياتي على وجه العموم، وفي رمضان على وجه الخصوص.
في أواخر رمضان سنة 1978 وكان اليوم ال١٥ بعد وفاه جدي العمدة والد والدي كنا في البلد، وأنا في الإعدادية وكنت في محل والدي وهو كان مهندس زراعي و عنده محل دواجن، وجت في دماغي فكرة غريبة جدًا.. أنا عايز أعمل زي قنبلة صغيرة او شيء صغير يعمل صوت انفجار عالي في العيد ويكون أحسن من صوت البمب، وفرقعته أعلى بكتير، وبالفعل اشتريت إزازة فانيليا صغيرة وفضيتها من الفانيليا، واشتريت كيس كبير من البمب وفضيت البارود بالكامل منه وحطيته في إزازة الفانيليا، وفي الآخر حطيت شوية زلط صغير من بقايا البمب ، وقفلت الإزازه.
و قلت لنفسى وياريتنى ماقولت.. قولت أأمن عليها أكثر وأقفلها أكتر، جبت شريط لحام وقعدت ألف بيه راس الإزازه وكنت فى اللحظه دى قاعد على كرسي خشب ومقصوع بيه لورا.
وإذا بالمفاجأة وأنا بلف شريط اللحام تقع منى الإزازه، وأثناء وقوعها اتعدلت تلقائى على الكرسي.. وانفجرت القنبلة اللي من صنع إيدي انفجار بصوت رهيب جدا.. لدرجة أن جارنا في المحل أسمه عمي سليمان الله يرحمه وكان ضرير، وبيسمع بودنه كويس جدًا، والانفجار ده كان السبب في إن سمعه تقل.
وأنا اتاثرت بالانفجار ده طبعاً ووشي كله بقى دم ورجلي اليمين كمان وكنت صايم.. وبسرعة أخدونى جيران محل والدي للمستشفى، فيها دكتور قالي” ربنا بيحبك بجد والله” عارف ليه؟.. عشان سنتيمتر واحد وعينك اليمين كانت هاتروح خالص لأن الزلط اللي كان في الإزازه من قوة الإنفجار وقربى من الإنفجار طار جزء بسيط فى وشى والجزء الأكبر في رجلي اليمين واللي اتملت زلط صغير من تحت لفوق، وقالي سبحان الله العين عليها حارس زي مابيقولوا وعملى ٣ غرز مابين عينى وأنفى فى مكان من الصعب جدًا تتوقع إصابته، وقالى الكام زلطه اللي في وشك دول كام يوم وهايطلعوا.. ولما شاف رجلى اليمين عالجها ووقف نزيف الدم، وقالي رجلك مليانة زلط بس مافيهاش أي شئ أو مشكلة وكله هيطلع.
ومن ستر ربنا ودعوات أمي الله يرحمها إني كنت لابس ترينج لونه أحمر مش باين فيه الدم، ورحت البلد وكملت اليوم وفطرت معاهم.
أوعي تفتكر إن الحكاية كدا خلصت.. لسه هيبدأ فصل جديد.. في منتصف سنة ٢٠٠٢ وأنا ظابط برتبة نقيب حديث الرتبة نزلت أجازة من الجيش وكنت نازل أسلم على اختى الكبيره اللي نازلة أجازة من برا، ولما وصلت لبيت أبويا أختى الكبيره قالتلى مرة واحدة “إيه ده اللي طالعلك جنب ودنك بالظبط فقولتلها مافيش دا بروز عادي من زمان جدًا، قالتلى لأ طبعاً مش من زمان وأنا مش حافظة أخويا ولا إيه؟.
كانت قريبه مني في السن فكانت عارفة تفاصيل شكلي كويس، قالتلي لأ دي لسة طالعة من قريب وجديدة.. قولتلها لا دي من زمان.. ردت عليا ” أنا شاكة في حاجة و ضحكت.. وأنا فهمت.. وقولتلها مش ممكن اللي بتفكري فيه ده موضوع قديم جدًا.. استنى لحظه، وجابت دبوس من طرحتها وقالتلى هاتستحمل؟ جاوبت بقلب جامد طبعا.
وإذا بالمفاجأه الكبرى إن اللي كانت شاكة فيه طلع صح، وطلعت زلطة صغيره بقالها ١٥ سنه كاملة.
١٥ سنه تعبت، وعييت، وصحيت، وقمت، ونمت، وعملت كل شئ من اختبارات الكلية الحربية، و فرقة صاعقة، واتخرجت، واتجوزت، وخلفت وكل ده.. والزلطة ضيفة عندي طول المدة دي كلها، وأنا مش واخد بالي منها خالص.
واحتفظت بالزلطة لفترة، وبعدين قررت اتخلص منها ماهى زلطة زي اي زلطة.
من المواقف الغريبه والطريفه اللي حصلت معايا فى رمضان وأنا صغير وكبر معايا الزلطة اللي قعدت معايا ١٥ سنه، واكتشفتها بالصدفه.
ضمن أربع مواقف هي الأغرب وليست الأصعب فى حياتي، وكانت رحمة ربنا فى رمضان وكرمه عليا اكبر من كل شئ، وكل سنه وانتم طيبين يا طيبين.. وخلى بالكم محدش يعمل زي.. ورمضان كريم.