الغرب يتهم روسيا بجرائم حرب في بلدة بوتشا وموسكو تتهم أوكرانيا بالـ”فبركة والاستفزاز”
كتبت: نهال مجدي
تدقيق: ياسر فتحي
كشفت شركة “ماكسار” الأميركية أمس، عن صور للأقمار الصناعية لبلدة بوتشا الأوكرانية تظهر خندقًا بطول 45 قدمًا محفورًا في أرض كنيسة، حيث تم اكتشاف مقبرة جماعية في داخله بعض الجثث الموضوعة في أكياس، وجثث أخرى ملفوفة بالقماش وثالثة بقيت عارية بلا غطاء.
وأوضحت الشركة أن الصور التي تم التقاطها في 31 مارس الماضي، تأتي بعد صور سابقة من 10 مارس تظهر علامات الحفر في أراضي كنيسة سانت أندرو.
وأفاد شهود عيان أن بعض القتلى في المقبرة الجماعية كانت أيديهم مكبلة إلى الخلف، وجرى إطلاق الرصاص عليهم، وكان من بين هؤلاء مسؤولين في المدينة مثل أعضاء في مجلسها.
وأثارت صور الجثث، التي تم اكتشافها عقب انسحاب القوات الروسية من المنطقة، الفزع على مستوى العالم، حيث اتهمت أوكرانيا القوات الروسية بارتكاب مذبحة في البلدة.
وفي المقابل نفت وزارة الدفاع الروسية، في بيان أمس، الاعتداء على المدنيين عندما كانت المدينة تحت سيطرتهم، واعتبروا أن الصور المتداولة لجثث مدنيين في شوارع المدينة مفبركة وضمن الحملة الدعائية التي تقودها كييف وتصدرها لوسائل الإعلام الغربية.
وبدوره قال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف أن الوضع والفبركة في بوتشا هو استفزاز، ويمثل تهديدًا للسلم والأمن الدوليين.
وأضاف لافروف في اجتماع مع نائب الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية مارتن جريفيث “تم شن وتنفيذ هجوم وهمي مزيف ومفبرك آخر في مدينة بوتشا بمحيط العاصمة كييف بعد أن غادرت القوات الروسية من هناك، ونشرت الفبركات عبر جميع القنوات والشبكات الاجتماعية من قبل الممثلين الأوكرانيين ورعاتهم الغربيين”.
كما أعلن لافروف أن بلاده ستطالب بريطانيا بأداء مهام رئيس مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة (بحكم دورها في الرئاسة لشهر أبريل) وعقد جلسة حول الوضع في بوتشا.
وجدير بالذكر أنَّ ممثلة بريطانيا في مجلس الأمن الدولي، رفضت بالأمس عقد اجتماع للمجلس بشأن الوضع في بوتشا.
وستطالب روسيا اليوم مرة أخرى بعقد مجلس الأمن فيما يتعلق بالاستفزازات الإجرامية للجيش الأوكراني والمتطرفين في هذه المدينة، بحسب ماريا زاخاروفا المتحدثة باسم الخارجية الروسية.
وأعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، عن «صدمته العميقة لصور المدنيين القتلىٰ في بوتشا» قرب العاصمة الأوكرانية ودعا لفتح تحقيق مستقل يتيح محاسبة المسؤولين عن هذه الجريمة.
وبدوره دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، اليوم في حواره لإذاعة “فرانس إنتر” لفرض مزيد من العقوبات على موسكو تشمل قطاعات النفط والفحم.
وأضاف ماكرون أن هناك مؤشرات واضحة جدًا على ارتكاب جرائم حرب في مدينة بوتشا الصغيرة وثبت تقريبًا أن الجيش الروسي كان موجودًا فيها ومن المؤكد بصورة أو بأخرى أنه مسؤول عن تلك الجرائم.
وميدانيًا دوت انفجارات في ميناء أوديسا جنوب أوكرانيا، في الساعات الأولى من صباح اليوم، بينما قالت وسائل إعلام أوكرانية إن انفجارات سمع دويها في مدينة خيرسون جنوب البلاد أيضًا.
ورصدت وزارة الدفاع البريطانية استمرار القتال في مدينة ماريوبول، حيث تسعى القوات الروسية للسيطرة على المدينة، وقالت إن القوات الروسية تنظم صفوفها وتركز هجماتها على دونباس.
وبحسب المخابرات البريطانية، فإن عناصر من المرتزقة إلى جانب قوات خاصة من “فاجنر” قد انتقلت إلى الإقليم لتعزيز وجودها هناك.
وفي المقابل أعلنت وزارة الدفاع الروسية إسقاط 6 مسيرات أوكرانية خلال يوم واحد، وتدمير 14 منشأة عسكرية في أوكرانيا ليلة أمس، كما تم تدمير سرية كاملة من اللواء 25 الأوكراني المحمول جوًا.