افتتاح جزء من حصن بابليون بمصر القديمة بعد ترميمه
كتبت: ندىٰ حسن
تدقيق: ياسر فتحي
افتتحت وزارة السياحة والآثار جزءًا من مبنىٰ حصن بابليون بمجمع الأديان بمصر القديمة للزيارة، وذلك بعد الانتهاء من المرحلة الأولى من أعمال ترميمه.
وأوضح العميد هشام سمير مساعد وزير السياحة والآثار للمشروعات والمشرف العام على مشروع القاهرة التاريخية، أنه تم افتتاح جزءٍ من الحصن الواقع في جهة بوابة المتحف القبطي، و ذلك بعد الانتهاء من أعمال المرحلة الأولى من المشروع، والتي شملت تنظيف جميع واجهات الحصن الخارجية والداخلية، وإزالة كافة الاتساخات والأتربة والبقع العالقة بالأحجار، بالإضافة إلى تطوير منظومة الإضاءة في جميع أجزاء الحصن الدائري، والتي ساهمت بشكلٍ أساسي في إظهار الجمال المعماري للحصن والوظيفة الأصلية للمبنى، كما تم ملء العراميس لتوضيح شكل الأحجار المتواجدة وترميم الأجزاء المتدهورة منها، وعمل الشبابيك الخاصة بالحصن بمشاركة معهد الحِرَف الأثرية بالمجلس الأعلى للآثار.
وأشار العميد هشام سمير إلى أنه جاري استكمال المرحلة الثانية من أعمال الترميم، والتي تتضمن ترميم الجزء الجنوبي من الحصن الموجود أسفل الكنيسة المعلقة والمسمىٰ ببوابة عمرو، وافتتاحه كليًا قريبًا واستقبال الزائرين فيه.
• الوصف المعماري للحصن
استُعمل في بناء الحصن أحجار أخِذَت من معابد فرعونية وأكملت بالطوب الأحمر مقاسه 30*20*15 سم، ولم يبقى من مباني الحصن سوى الباب القبلي يكتنفه برجان كبيران، وقد بني فوق أحد البرجين (الجزء القبلي منه) الكنيسة المعلقة، كما بني فوق البرج الموجود عند مدخل المتحف القبلي كنيسة مار جرجس الرومانى للروم الأرثوذكس (الملكيين)، أما باقي الحصن وعلى باقي السور في بعض أجزائه من الجهة الشرقية والقبلية والغربية بنيت الكنائس – المعلقة – وأبو سرجة – ومار جرجس – والعذراء قصرية الريحان – ودير مار جرجس للراهبات – والست بربارة – ومعبد لليهود.
يقع حصن بابليون الآن في القاهرة في حي مصر القديمة عند محطة مار جرجس لمترو الأنفاق، وكان الإمبراطور تراجان قد أمر ببنائه في القرن الثاني الميلادي في عهد الاحتلال الروماني لمصر، وقام بترميمه وتوسيعه وتقويته الإمبراطور الروماني أركاديوس في القرن الرابع، حسب رأي العلامة القبطي مرقص سميكة باشا، وقلعة تراجان هذه غير القلعة القديمة التي ذكرها إسترابو المؤرخ، وكان موقعها إلى الجنوب من قصر الشمع بالقرب من دير بابليون الحالي.
• الفتح الإسلامي
في عام 641 سقط الحصن في يد عمرو بن العاص بعد حصار دام نحو سبعة أشهر، في 18 ربيع الآخر 20 هـ وكان سقوطه إيذانًا بدخول الإسلام لمصر.
واختار ابن العاص مكانًا صحراويًا، كان موقعاً استراتيجيًا شمال حصن بابليون، وكان يعتبر الموقع عسكريًا، وأقام فيه مدينة الفسطاط فوق عدة تلال يحدوها جبل المقطم شرقًا، وخلفه الصحراء التي يجيد فيها العرب الكَرّ والفَرّ والحرب، والنيل غربًا ومخاضة بركة الحبش جنوبًا وهما مانعان طبيعيان، وشيد عمرو بن العاص مدينة الفسطاط كمدينة حصن وبها حصن بابليون لتكون مدينةً للجند العرب.