fbpx
معرفة

إنهم يحرقون الأرض تحت أقدامنا

 

كتبت: حياة يحيىٰ

تدقيق: ياسر فتحي

هل يمارس إعلام مصر نظرية ( الأرض المحروقة) بحرق الأرض تحت أقدام هذا الشعب العظيم؟ لأنه كشف زيف ودجل إعلاميي مصر ! فقرر ألايخرج خاسرًا وحده وراح يذبح كرامة المصريين كل ليلة على الشاشات وفوق سطور الجرائد والمواقع الصحفية
هذا ما أصبح عليه إعلاميي مصر وإعلامها من ممارسة النصب الجماعي على الشعب المصري لسرقة وعيه مقابل متابعات و نسب مشاهدة محمومة ترفع أرصدتهم البنكية ..
مابين مستغلٍ لخفة ظله وكاريزمته التي حققت أعلى نسب مشاهدة في العالم العربي وهو يخرج علينا يوميًا بجعيره وفمه الممتلئ بالطعام في مشهد مقزز وآخر يخرج علينا بصوته المزعج كأنه بوق الغلابة في هذا الوطن مستثيرًا مشاعر العوز والجهل لإخفاء جهله وفقره اللغوي .. آخر يستغل الخبل والهوس بالخرافات ويستضيف مفسرًا للأحلام وقارئة تارو وأخرى تستغل ارتفاع حالات الطلاق لاستعداء الرجال والنساء ضد بعض في حرب رخيصة تنال من استقرار البيوت والمجتمع المصري ناهيكم عن النمامين وناشري الفضائح وتصفية الحسابات الشخصية والمشعوذين لفك السحر وجلب الحبيب على طريقة الشيخة خديجة المغربية .. بالإضافة لإعلام التسول الذي يرسخ ويؤصل لثقافة التسول والاتكال حتى أصبحت حقًا من الحقوق .. وصاروا يصدرون مشهد المجتمع المصري للخارج كمجتمع من المتسولين والمعوزين في برامج لها شكل ديني لجمع التبرعات وأخرى للمسابقات الشكلية المزيفة لإهداء مبالغ مالية أو مكافآت عينية أو رحلة عمرة ! فمتى أصبحت العبادة من الصدقات وهي بالأصل لمن استطاع إليها سبيلاً وتسقط عن غير المستطيع ! أليس من الأولى لإعلام دولة تحتاج سواعد وطاقات جميع أبنائها أن ينتج برامج تحفيز للعمل وترويج لقيمته على سبيل المثال بإنتاج برامج مسابقات لتمويل مشروعات صغيرة أو تنمية مشروعات قائمة أو تبني فكرة أو صناعة ! أو إهداء جوائز على هيئة فترات إعلانية مجانية للترويج لمشروعات الشباب الذين لايملكون إمكانية الترويج لمنتجاتهم أليس من الأكرم أن نعلم الناس الصيد لا أن نعطيهم سمكة ؟
تلك الحالة التي صنعها أعداء الدولة المصرية من رجال أعمال وساسة فاسدين وأصحاب مصالح وذوي انتماءات دينية وتنظيمية لها أجنداتها الخاصة عن طريق خلق مواطن يتم إفراغ عقله وتلويث فطرته وزعزعة هويته القومية والدينية والعبث بتاريخه ليسهل حشو رأسه بسهولة بما يتلائم ومصالح هؤلاء .. مستغلين انسحاب الكيانات الوطنية وأصحاب القلم والفكر من الساحة الإعلامية ورفع يد الدولة عن الإعلام فكانت الساحة مفتوحة لقنوات غيرت ملامح الإعلام والهوية البصرية والسمعية للمشاهد وخرجت علينا بقائمة النصابين الطويلة .. الكل يفعل إلا قليل ولا مسمى لهذا سوى أننا نشهد حالة نصب إعلامي تقدم مواد شديدة السمية بكل ثقة وأمان لأنهم على يقين من أن المشاهد قد غفر لهم ماتقدم من ذنبهم وما تأخر تحت مسميات خفة الظل والكاريزما ونصرة الفقراء ونصرة قضايا المرأة والوطنية والتدين لطمس معالم وعي وهوية شعب كامل .. فهل سنستمر في ممارسة صمتنا المتواطئ أم سنستيقظ من غفوتنا !
على الدولة صاحبة القرار أن تتدخل بصفحتها المسئولة الأولى والمعنية بالحفاظ على هوية ووعي الشعب المصري بتقديم كافة أشكال الدعم لكل الأعمال ذات المحتوى القيم وإنتاج برامج وأعمال ترسخ قيم العمل وتعالج مانتج من أمراض سلوكية وأفكار وقيم مغلوطة لدى الشعب المصري .. ولايمكن إنجاح ذلك بنفس الوجوه القديمة ولكن علينا اكتشاف وجوه واعية مثقفة معنية بقضايا الوطن ولديها قوة حمل الرسالة وتسليط الضوء عليهم بقوة وجوه لديها من الكاريزما والقدرة لمخاطبة الناس والوصول السلس لعقولهم ومخاطبتهم على تنوع ثقافاتهم وخلفياتهم الاجتماعية والدينية .. علينا جميعًا تحريك المياه الراكدة التي امتلأت بالفطريات والسماح لنهر الوعي بالجريان.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى