طالبان تحصل على بيانات بيومترية لـ25 مليون مواطن أفغاني
كتب: محمد ماهر
بعد دخوله أفغانستان، أنشأ الجيش الأمريكي، قاعدة بيانات بيومترية ضخمة، وصلت إلى حوالي 25 مليون إدخال لبيانات أشخاص مدنيين، كان الهدف منها هو استخدام تلك البيانات لتعقب الإرهابيين في أفغانستان.
وأشارت تقارير من (ذا انترسيبت) و(رويترز) إلى أن (طالبان) نجحت في الحصول على تلك البيانات، بعد انسحاب الولايات المتحدة من البلاد، وربما تستخدمها لاستهداف حلفاء الأمريكان، الذين خلفوهم وراءهم.
وأوضح موقع (ذا انترسيبت)، في تقريره، إلى أن جمع البيانات البيومترية أُعلن عنه، في البداية، على أنه مشروع عسكري، ولكن تم، بعد ذلك، تضمين بيانات المدنيين الأفغان، الذين عملوا لمصلحة السفارات الأمريكية، وحكومة التحالف، وهي الأوسع نطاقًا في قاعدة البيانات.
وأشار التقرير إلى اختلاف تلك المعلومات البيومترية، الموجودة في الملف لهؤلاء الأشخاص؛ حيث إن المعدات المخصصة للكشف عن الهوية بين الوكالات HIID، التي يستخدمها الجيش الأمريكي، تجمع كل شيء، من مسح قزحية العين، إلى بصمات الأصابع، إلى جانب تحديد معلومات السير الذاتية، وأن الأجهزة، التي بها تلك البيانات، الآن في حوزة (طالبان) .
وكشف الموقع عن أن هناك بعض المعلومات المتضاربة، عمَّا إذا كان بإمكان (طالبان) الوصول بالفعل إلى تلك المعلومات، واتخاذ إجراءات أو أفعال بشأنها، وذلك بناء على ما قاله مسؤول سابق في العمليات الخاصة بالجيش للموقع، شكك فيها في مقدرة رجال (طالبان) على استخدام الأجهزة المحمول عليها تلك البيانات، والموجودة بحوزتهم، لصعوبتها عليهم، إذ قال :
“لا تملك (طالبان) المعدات اللازمة لاستخدام البيانات، لذا فمن المحتمل أن تصل تلك البيانات البيومترية، بعد ذلك، ليد كيانات أخرى، مثل وكالة الاستخبارات الباكستانية ISI”.
في حين ذكرت (رويترز) ، وفقًا لتقارير محلية، أن (طالبان) استغلت البيانات البيومترية الحكومية في السنوات الخمس المنقضية، لاستهداف أفراد قوات الأمن، والتحقق من بصمات أصابعهم، مقابل “قاعدة بيانات”، ما يزيد من اختلاط الأشياء.
وقالت (رويترز) إنه بقدر إلحاح الخطر الآني، فإن احتمال إساءة استخدام تلك البيانات يجعل التهرب من المسح البيومتري، وتأمين الهويات الرقمية للمدنيين، أكثر أهمية.
وأشارت إلى أن منظمة حقوق الإنسان Human Rights First قد نشرت أدلة إرشادية، بشأن التعرف إلى القياسات البيومترية، وحماية الهويات الرقمية، باللغات الإنجليزية، والفارسية، والباشتو ، واصفة ذلك بأنه يجب أن يكون بداية جيدة لكشف الأمر.