جونسون وسوناك في مقدمة سباق رئاسة الوزراء البريطانية..وحزب المحافظين في أضعف حالاته
كتبت: نهال مجدي
فتحت استقالة ليز تراس من رئاسة وزراء بريطانية الباب واسعاً أمام عدد من المتنافسين علي خلافتها .
وأتت الاستقالة المدوية، لليز تراس من منصبها بعد 44 يوماً في الحكم، وهي أقصر مدة يقضيها رئيس حكومة في تاريخ المملكة المتحدة الحديث، إثر مواجهتها النكسة تلو الأخرى، بداية من إلغاء خطتها الكارثية لخفض الضرائب والتي تسببت بإضراب في الأسواق خلال أزمة غلاء معيشة حادة، وصولاً إلى استقالة وزيرة الداخلية والجلسة الصاخبة الأخيرة في البرلمان.
وقالت تراس، في خطاب استقالتها أمس، “أعترف. في ظل الوضع الحالي أني لا أستطيع تنفيذ التفويض الذي انتخبني على أساسه حزب المحافظين”.، ولذلك تحدثت إلى جلالة الملك تشارلز الثالث لإبلاغه باستقالتي من رئاسة حزب المحافظين”، موضحة أن عملية اختيار النواب خلف لها “ستستكمل خلال الأسبوع المقبل”.
وبالرغم من عدم تقدم أي مرشح رسمياً حتى الآن، الا انه من بين الشخصيات التي يتوقع ترشحها وزير المالية السابق ريتشي سوناك، والوزيرة بيني موردونت، ووزيرة الداخلية السابقة سويلا برافرمان التي استقالت من الحكومة الأربعاء، وبوريس جونسون الذي يفكر، في الترشح بدافع خدمة “المصلحة الوطنية”، بحسب جريدة التايمز البريطانية.
وأعلن رئيس لجنة الخزانة بمجلس العموم البريطاني ميل سترايد، دعمه لريشي سوناك لرئاسة حزب المحافظين والحكومة البريطانية المقبلة، وأوضح في تغريدة عبر “تويتر” أن سوناك سيعالج الاقتصاد، ويعيد توحيد الحزب، وسيضعه من جديد في التنافس السياسي.
وظهرت من جديد التكهنات بعودة بوريس جونسون لــ10 داوونج ستريت بعد 6 أسابيع من مغادرته.
وسيحتاج جونسون وغيره من مرشحي حزب المحاظفين إلى دعم ما لا يقل عن 100 عضو في البرلمان من أصل 357 نائباً محافظاً، بحلول ظهر يوم الإثنين القادم للدخول في المنافسة على منصب رئيس الوزراء.
وجدير بالذكر انه يمكن لثلاثة نواب محافظين كحد أقصى خوض سباق رئاسة حزب المحافظين لاختيار خلف لتراس، قبل أن يتخذ النواب وربما أعضاء الحزب قرارهم، بموجب القواعد التي قدّمها حزب المحافظين الخميس.
ويحتشد حزب المحافظين خلف عدد من قادته لإيجاد بديل لليز تراس، من أجل إعادة توحيد صفوفه، ورفع شعبيته التي تراجعت بنسبة كبيرة بسبب الإخفاقات الكبيرة لحكومة تراس.
ويقول نائب محرر الشؤون السياسية في سكاي نيوز سام كواتس، إن المنافس السابق على منصب رئيس الوزراء ريشي سوناك، مرشح بقوة لدخول 10 داوننغ ستريت.
وتنافس على المنصب أيضاً وزيرة الدفاع السابقة بيني موردنت، والتي أوضحت في آخر ظهور أنها “مستعدة للوظيفة”.
وفُتح باب الترشيحات أمس ، ومن المقرر أن يغلق الساعة الثانية ظهراً من يوم الإثنين القادم.
ومن الخيارات المحتملة، أن يتحد أعضاء البرلمان المحافظين حول مرشح واحد، مما يعني أن المنافسة على المنصب ستنتهي ظهر يوم الإثنين، إذا تلقى أي من المرشحين المذكورين 100 صوت أو أكثر.
ويحظى بوريس جونسون بأمل كبير للعودة إلى منصبه السابق مرة أخرى. وقالت وزيرة الثقافة السابقة نادين دوريس، إنها واثقة من أنه سيحقق عتبة الـ100 صوت.
وعلي جانب أخر، انخفض الدعم العام لحزب المحافظين في المملكة المتحدة إلى أقل من 15%، وفقا لاستطلاع جديد، مما يسلط الضوء على استياء الرأي العام من الاضطرابات التي أدت إلى انقسام الحزب.
وحصل حزب المحافظين على دعم 14% فقط من المستجيبين لاستطلاع الرأي الذي صدر اليوم الجمعة، بانخفاض 4 نقاط مئوية عن الاستطلاع السابق الذي أجري الأسبوع الماضي.
وكان دعم حزب العمال ثابتا عند 53%، تاركا المعارضة الرئيسية في البلاد تتقدم بنحو 40 نقطة مئوية على الحزب الحاكم.
كما وارتفع التأييد لحزب الديمقراطيين الأحرار 3 نقاط عند 11%، واستقر حزب الخضر عند 6%، بينما تراجع دعم الحزب الوطني الاسكتلندي 1 نقطة مئوية عند 5%.
وبعيد إعلان استقالة تراس، عبر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عن أمله في أن تستعيد بريطانيا استقرارها بسرعة.
وفي المقابل رأت وزارة الخارجية الروسية أن بريطانيا “لم تشهد مثل هذا العار من رئيس وزراء”.
هذا فيما أعلن كبير موظفي البيت الأبيض رون كلاين إن الولايات المتحدة ستكون على علاقة وثيقة مع من سيحل محل رئيسة الوزراء البريطانية ليز تراس.
وعلي جانب أخر أكد وزير المالية البريطاني جيريمي هانت، مجدداً أن الحكومة ستفعل كل ما هو ضروري لخفض الدين في الأجل المتوسط وضمان الإنفاق الجيد لأموال دافعي الضرائب ووضع المالية العامة على مسار مستدام بينما ننمي الاقتصاد”، بحسب رويترز.