النظام الغذائي المستدام.. هدفٌ قوميٌ للحفاظ على الصحة والبيئة والنُظم الإجتماعية السليمة
كتب: جرجس خليل
تدقيق لُغوي: إسلام ثروت
قال الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال كلمته في قمة النظم الغذائية ٢٠٢١ التي عُقدت على هامش اجتماعات الجمعيةِ العامة للأممِ المتحدة، أنّ مصر دشّنت حوارًا وطنيًّا شاملًا منذ ديسمبر ٢٠٢٠، ضمّ كلَّ المؤسسات الحكومية المعنية ومُمثلي القطاع الخاصِ ومنظمات المجتمع المدني. هذا الحوارُ أسفرَ عن التوافق على وثيقةٍ وطنيةٍ للتحول إلى نظامٍ غذائيٍ صحّيٍ ومستدام، كما انضمت مصر إلى تحالف الأغذية المدرسية؛ قناعة بأهمية توفير غذاء صحي للطلاب والطالبات.
أفاد الرئيسُ بأنّ مصرَ انخرطت في صياغة موقفٍ إفريقيٍ موَحّد خلال القمة، يعكِس أولويات شعوب القارة، وخصوصية تحدياتها ذات الصلة بالأمن الغذائي.
النظام الغذائي المستدام: نوع من الأنظمة الغذائية التي توفِّر الغذاءَ الصحي للناس مع توفير تأثيراتٍ مستدامة على كلٍّ مِن النُظم البيئية والإقتصادية والإجتماعية التي تُحيط بالأغذية.
تبدأ النُظم الغذائية المستدامة بتطوير الممارسات الزراعية المستدامة، وتطوير أنظمة توزيع طعامٍ أكثر استدامةً، وإنشاءِ أنظمة غذائية مستدامة والحدِ من هَدْرِ الطعام في جميع أنحاء النظام. قيل أنّ النُظم الغذائية المستدامة هي محور العديد من أهداف التنمية المستدامة السبعة عشر.
يعد الإنتقال إلى النُظم الغذائية المستدامة مكوِنًا مهمًا لمعالجة أسباب تغير المناخ. تَوصّل استعراضٌ أُجرِيَ من أجل الاتحاد الأوروبي عام ٢٠٢٠، إلى أنّ ما يصل إلى ٣٧% من انبعاثات الغازات الدفيئة العالمية يمكن أن تُعزى إلى النظام الغذائي، بما في ذلك إنتاج المحاصيل والثروة الحيوانية، والنقل، وتغيير استخدام الأراضي (بما في ذلك إزالة الغابات) وفقدان الغذاء وهَدْرِه. كثيرًا ما تكون النظم الغذائية المستدامة في صميم برامج السياسات التي تركز على الاستدامة.
الفوائد المشتركة لأنماط التغذية المستدامة والصحية
بحسَب توصيات وتقرير “النظم الغذائية المستدامة لشعوب وكوكب بصحة جيدة” الصادر عن الأمم المتحدة ومنظمة الأغذية العالمية، يمكـن لأنماط التغذيـة أن تحسـن الصحـة العامـة والنتائـج التغذويـة وأن تسـاعد علـى الحـد مـن الانبعاثات الضارة.
ومـن المتوقـع أن يـؤدي الانتقال إلـى نظـمٍ غذائيـة أكثـر فائـدة مـن الناحيـة الغذائيـة، وأكثـر تنوعـاً، مع عـدد أقـل مـن الاغذية المصنعـة، والمزيـد مـن الفاكهـة والخضـار إلـى خفـض انبعاثـات غـازات الاحتباس الحـراري، فضلاً عـن تخفيضـات محتملـة فـي الأمراض غيـر السـارية. فعلـى سـبيل المثـال، إذا كان متوسـط النمـط الغذائـي للبالغيـن يتوافـق مـع توصيـات منظمـة الصحـة العالميـة، فـإنّ انبعاثات غـازات الاحتباس الحـراري الناجمـة عن هذا النظـام الغذائـي سـتنخفض بنسـبة ١٧ فـي المائـة، ويُمْكـن تحقيـق المزيـد مـن التخفيضـات فـي الانبعاثات بنحـو ٤٠ فـي المائـة مـن خلال إجـراء تعديلاتٍ واقعيـة على الأنماط الغذائية لتتضمّـن عـدداً أقـل مـن المنتجـات الحيوانيـة والوجبـات الخفيفـة المُصنَّعـة، وعـدداً أكبـر مـن الفاكهـة والخضـار والحبـوب.
وعلـى الصعيـد العالمـي، مـن المتوقـَّع أن يـؤدي الإنتقال إلى نمَطٍ غذائـي أكثر اعتماداً علـى النباتات -مـع توصيـات منظمـة الصحـة العالميـة بشـأن الأكل الصحي- إلـى انخفـاضِ عـدد الوفيـات العالميـة بنسـبة تتـراوح بيـن ٦ إلى ١٠ فـي المائـة، وانبعاثات غـازات الاحتباس الحـراري ذات الصلـة بالأغذية بنسـبة تتـراوح بيـن ٢٩ إلى ٧٠ فـي المائة.
مواضيع ذات صلة :
