انطلاق الأولمبياد الشتوية ببكين وسط مخاوف صحية وتوترات سياسية
كتبت: نهال مجدي
تدقيق: ياسر فتحي
تنطلق النسخة الجديدة مِن دورة الألعاب الأولمبية الشتوية، والتي تقام في الصين خلال الفترة بين 4 و20 فبراير الجاري، لتكون بذلك المدينة الأولىٰ في التاريخ التي تستضيف دورة الألعاب الأولمبية الصيفية 2008 والشتوية 2022.
ونشبت خلافات دبلوماسية وسياسية بين القوىٰ العظمىٰ وبكين، فبعد قرار الولايات المتحدة بالمقاطعة الدبلوماسية للألعاب، حذت عدة دول مِن بينها بريطانيا وكندا وأستراليا حذو إدارة الرئيس “جو بايدن” للتنديد بانتهاكات حقوق الإنسان في الصين، لاسيما في المنطقة ذات الأغلبية المسلمة في شينجيانج، وقمع المعارضة في هونج كونج.
الأولمبياد الشتوي هو حدث رياضي عالمي يقام كل 4 سنوات، تقام فيه منافسات الرياضات التي تُمارَس على الجليد والثلج، والتي لايتم لعبها في الحدث الأكثر شهرة، دورة الألعاب الأولمبية الصيفية.
وتُقام هذه النسخة مِن الأولمبياد الشتوية بالعاصمة الصينية “بكين”، بجانب مدينتين مجاورتين لها، هما “تشونجلي” على بُعد 180 كيلومترًا شمال غرب بكين والتي تستضيف مسابقات التزلج الألبي والبياتلون (تتضمن الرماية وتزلج المسافات الطويلة) وألواح التزلج، والتزلج الحر، باستثناء القفز على الثلج، ومدينة “يانكينج” الريفية والجبلية على بُعد 75 كيلومترًا شمال غرب بكين، والتي ستستضيف مسابقات التزلج الألبي والزحافات الظهرية (لوج) والصدرية (سكيليتون) والزلاجات (بوبسليه)
ووقع الاختيار على بكين في الدورة الـ128 للجنة الأولمبية الدولية في العاصمة الماليزية كوالالمبور، عام 2015، بعد تفوقها على مدينة ألماتي في كازاخستان.
وستكون هذه هي أول نسخة مِن الأولمبياد الشتوي تُقام في العاصمة الصينية، وثالث أولمبيادٍ على التوالي في شرق آسيا، بعد نسخة 2018 مِن الأولمبياد الشتوي في كوريا الجنوبية، والأولمبياد الصيفية الأخيرة بالعاصمة اليابانية “طوكيو”.
وسيتم استخدام 4 ملاعب داخلية تم تأسيسها لاستضافة فعاليات دورة الألعاب الأولمبية الصيفية لعام 2008، ومن المقرر أنْ يستضيف ملعب بكين الوطني حفلي الافتتاح والختام.
وتم الكشف عن تصميم ميداليات أولمبياد بكين 2022 أكتوبر الماضي، وتحمل أشكالاً مُستوحاة مِن عِلم الفلك الصيني التقليدي، وذلك لأن الدورة تقام بالتزامن مع احتفالات رأس السنة الصينية.
وقد كان لتفشي جائحة كورونا، ومتغير “أوميكرون” تأثيرات سلبية على أولمبياد بكين الشتوية 2022، بداية بتغيير نظام التصفيات في عدة رياضات بسبب قيود السفر، فضلاً عن اتخاذ تدابير صارمة للحد مِن تفشي الوباء بين الرياضيين المُنتَظر مشاركتهم في الألعاب.
وفي العام الماضي، أعلنت اللجنة الأولمبية الدولية عن عدة بروتوكولات، منها إلزام جميع الرياضيين بالبقاء في الفقاعة الطبية طوال مدة مشاركتهم، وخضوعهم المستمر لاختبارات الكشف عن الإصابة بفيروس كورونا، والسماح لهم فقط بالسفر مِن وإلى الأماكن المتعلقة بالألعاب، وكذلك أعلنت اللجنة الأولمبية الدولية أنه سيتم السماح لسكان الصين فقط بحضور الألعاب كمتفرجين.
وأعلنت اللجنة المنظمة لدورة الألعاب الأولمبية الشتوية المقبلة في العاصمة الصينية بكين، تسجيل 55 حالة إصابة بفيروس كورونا، قبل يومٍ مِن انطلاق المنافسات.
وأوضحت اللجنة أنَّ الفحوص كشفت عن 29 حالة إصابة بين الوافدين إلى بكين، بالإضافة لــ 26 حالة عدوىٰ أخرىٰ بين الموجودين في الفقاعة الطبية لأولمبياد بكين.
وتضمنت حالات الإصابة التي جرىٰ الإعلان عنها 26 مِن الرياضيين وأعضاء الفِرَق المشاركة، مِن ضمنهم الأمريكية “إيلانا مايرز تايلور” المرشحة لحصد ميدالية في منافسات الزلاجات الجماعية، و “جيوفاني مالاجو” رئيس اللجنة الأولمبية الإيطالية.
وتشهد تلك النسخة المنافسة في 15 لعبة هي التزلج على المنحدرات الثلجية، والبياثلون، والتزلج الجماعي، وتزلج اختراق الضاحية، والكيرلنج، والتزلج الفني على الجليد، والتزلج الحُر.
وكذلك تضم قائمة الألعاب كلًا مِن هوكي الجليد، والزحافات الثلجية، والتزلج النوردي المزدوج، والتزلج على مسار قصير، وسباق الزلاجات الصدرية، والقفز التزلجي، والتزلج على الثلوج، والتزلج السريع، وتشارك في تلك النسخة 91 دولة مِن مختلف قارات العالم، مِن بينها المملكة العربية السعودية التي تسجل حضورها الأول.
ومن المقرر أنْ تشارك السعودية في منافسات مسابقة التزلج على المنحدرات الجبلية، كذلك تشهد المنافسات وجود دولتين عربيتين بجانب السعودية هما لبنان الذي يشارك بلاعبين ولاعبة، والمغرب بلاعب واحد.
وبشكل إجمالي يشارك في تلك النسخة 2861 رياضيًا، يتنافسون في 109 مِن المنافسات بالرياضات السابق ذكرها.