انتهاء أزمة الطريق..السائقون المصريون المحتجزون يعودون من السودان
كتب: المثنى عبدالقادر الفحل
تدقيق: ياسر فتحي
عاد جميع سائقي الشاحنات المصريين إلى البلاد بعد انتهاء أزمة طريق شريان الشمال السوداني السفري، الذي أدى لاحتجاز المئات منهم لنحو أسبوعين بسبب خلافات السكان المحليين مع الحكومة بالخرطوم، بعد أنْ قرر المزراعون بالولاية نهاية يناير الماضي، إغلاق الطريق السفري بسبب زيادة تعريفة أسعار الكهرباء التي فرضتها الحكومة السودانية عليهم، لكن الحكومة لاحقًا لبَّت مطالب الأهالي، وألغت الزيادة على الكهرباء، لكن سرعان ما أُغلِق الطريق مجددًا بعد أنْ تحول الاعتراض مِن زيادة الكهرباء إلى مطالب أخرى خاصة، ولم يتضرر السائقون المصريون وحدهم مِن إغلاق طريق (شريان الشمال)، بل تأثر السودانيون أيضًا بتوقف إمداد استيراد الأدوية والمنتجات المصرية، بالإضافة إلى سلعٍ مصرية أخرى، والتي تراكمت فوق الأوضاع المعيشية الصعبة التي تعاني منها البلاد جراء الأزمة الاقتصادية.
• مطالب السكان المحليين
وكان رئيس تجمع مزارعي الشمالية، محمد رضي الأنور الإدريسي، اعترف بأنَّ إغلاق طريق شريان الشمال (سلوك غير صحيح)، لكنهم اضطروا مجبرين، موضحًا أنه كانت لديهم مطالب قدمت للوالي لرفعها للحكومة، مؤكدًا رفضهم في ذلك الوقت للتعريفة الجديدة، مشيرًا إلى أنَّ تصاعد أسعار الكهرباء مؤخرًا أدى لتوقف أكثر مِن(50)مشروعًا، وتلف الكثير مِن المزارع بعد أنْ عجزت عن ري مساحاتها.
• مشكلة داخلية
بدوره شدد السفير المصري في السودان حسام عيسى، على أنه تم إقحام مصر و سائقي الشاحنات في مشكلة لاعلاقة لهم بها في ضوء عدة عوامل، أبرزها زيادة تعريفة الكهرباء في السودان وأنها مشكلة لجهة داخلية، وليست مع مصر، وقال عيسى في حوار نُشر بصحيفة (اليوم التالي) السودانية، أنَّ الأزمة تحولت فجأة إلى نقاش حول تجارة الدولتين، واتهام السائقين المصريين المحتجزين في الشمال بالتهريب، وإشاعات حول حملهم لعملات سودانية مزورة، وثبت أيضًا مِن خلال الاتصال مع الجهات المعنية السودانية كذب هذه الشائعات، مؤكدًا أنَّ كافة ما تردد عن الصادرات والواردات المصرية كان محض افتراء، وتشمل (الأدوية، والآلات، وقطع الغيار، والكيماويات، ومواد البناء، والخضر، والفاكهة، والزيوت، والسكر، والأرز).
• الضرر أصاب الجميع
نتيجة إغلاق طريق شريان الشمال، انعكست على السوق السوداني، حيث ارتفع سعر الدقيق في السودان بعد أنْ توقف إمداد الدقيق المصري عن السوق، ويقول المتحدث باسم شعبة أصحاب المخابز (عصام عكاشة) أنَّ الدقيق ارتفعت أسعاره في السوق السوداني منذ إغلاق طريق شريان الشمال، موضحًا أنَّ أسعار الدقيق كانت قد تراجعت بشكل كبير نتيجة تدفق كميات كبيرة مِن الدقيق المستورَد مِن مصر، وقطع عكاشة أنَّ وصول آلاف الأطنان مِن الدقيق المصري عالي الجودة، دفع المطاحن السودانية لخفض أسعار الدقيق،مضيفًا أنَّ نسبة استخلاص الدقيق المصري تبلغ 72 %، وهو ما أغرىٰ المئات مِن أصحاب المخابز والشركات الغذائية إلى الشراء المباشر منه، ويقول المتحدث الرسمي باسم أصحاب المخابز، أن شركات الدقيق دفعت لخفض أسعار الدقيق رغم إغلاق ميناء بورتسودان.
• نداء إلى البرهان
في السياق ذاته أطلق الاتحاد العربي للنقل نداء استغاثةٍ دعا فيه رئيس مجلس السيادة الانتقالي، الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان، للتدخل العاجل لإفساح المجال لمرور (1600) شاحنة محتجزة في السودان بالعودة إلى مصر، ووصف رئيس اتحاد النقل العربي يوسف جماع، وضع سائقي الشاحنات المصرية العالقين بـ”الصعب”، وأشار إلى أنهم يعانون مِن إغلاق طريق شريان الشمال، فضلاً عن تلف بعض البضائع المحملة على ظهر الشاحنات، وقال جماع إنَّ عدد السائقين المصريين العالقين بالأراضي السودانية وصل إلى 1350 آخرين بمدخل معبر قسطل، و 250 سائقًا بمعبر أرقين، ونوَّهَ إلى أنَّ هناك اتفاقًا دوليًا يحمل الحكومات مسئولية تسهيل عبور السائقين مِن دولة إلى أخرى، وقال: كما أنَّ الواجب الإنساني يحتم على الحكومات التدخل لحل مثل تلك الأمور.
• اتفاق على الحل
أخيرا اتفق اتحاد المشاريع الزراعية في الولاية الشمالية السودانية، اتفقوا مع مجلس السيادة الانتقالي السوداني، على حل مشكلتي الكهرباء والزراعة بالولاية، على أنْ يتم التعامل بالتعريفة السابقة إلى نهاية الموسم الشتوي بتاريخ نهاية أبريل القادم، من العام الجاري، على أنْ يتم النقاش والاتفاق على التعريفة الجديدة بعد جلوس كافة الجهات ذات الصلة بعد الثلاثين مِن أبريل القادم، وقال وزير الطاقة والنفط محمد عبدالله محمود، أنَّ الاتفاق جرىٰ بعد اجتماع المزارعين مع رئيس مجلس السيادة الفريق أول عبدالفتاح البرهان، ومدير جهاز المخابرات العامة الفريق أحمد إبراهيم علي مفضل، ووكيل وزارة المالية والتخطيط الاقتصادي عبدالله إبراهيم علي، إلى ذلك أكد الأمين العام لاتحاد المشاريع الزراعية الاستثمارية بالولاية الشمالية محمد عوض، أن الاجتماع تطرق لإنشاء محفظةٍ لتمويل الطاقة الشمسية بولايتي نهر النيل والشمالية، مشيرًا أنَّ الوفد طالب وزير الطاقة بحصر الكهرباء التي يتم إمدادها لضمان استقرار الكهرباء خلال الموسم الزراعي الحالي.
• أهمية تجارة الحدود
ترأس عضو مجلس السيادة الانتقالي أبوالقاسم محمد محمد أحمد برطم اجتماعًا حول مشاكل التجارة الحدودية بالولاية الشمالية، ضم وزيرة التجارة والتموين ومحافظ بنك السودان وممثلين للجهات المختصة، بالقصر الجمهوري، وقال مفوض التجارة بالولاية الشمالية لطفي عبد الله، إنَّ الاجتماع توصل لحلول لمشكلات تجارة الحدود بالولاية الشمالية، خاصة فيما يتعلق بالإجراءات ذات الصلة مع البنك المركزي، مما سينعكس إيجابًا على حياة مواطني الولاية، مؤكدًا أهمية تجارة الحدود، والأولوية القصوىٰ التي توليها حكومة الولاية لها باعتبارها ذات مردود على العملية الاقتصادية في البلاد.