العناني: المستقبل للسياحة الخضراء .. و٨٠ فندقًا تحصل على شهادة النجمة الخضراء
كتبت : ندى حسن
تدقيق : د. إسلام عوض
تعد التنمية السياحية المستدامة أحد التوجهات الحديثة التي ظهرت نتيجة التغيرات التي شهدتها بيئة المقاصد السياحية خلال الآونة الأخيرة؛ وهو ما أدى إلى اهتمام العديد من دول العالم السياحية بتنفيذ خطط التنمية السياحية المستدامة، ومحاولة إرساء دعائمها في المقاصد السياحية المختلفة؛ بهدف التغلب على السلبيات الناتجة عن التنمية السياحية، وقد ترتب على ذلك الاستعانة بأدوات التنمية السياحية المستدامة، والتي يتمثل أحد أهم ركائزها في التخطيط السياحي المستدام.
إستراتيجية التنمية المستدامة للسياحة
وتعتمد إستراتيجية التنمية المستدامة للسياحة في مصر على 5 محاور إستراتيجية؛
1- التركيز على جذب الاستثمارات والخبرات السياحية المتميزة في تطوير وتنويع المنتج السياحي.
2- التوسع في توعية وتحفيز المستثمر؛ لتطبيق مفاهيم السياحة المستدامة، والسياحة الخضراء، وتوظيف مصادر متجددة للطاقة لمسايرة الطلب العالمي على السياحة البيئية.
3- دعم وتطوير مشروعات البنية الأساسية بالمناطق السياحية الخاضعة لولاية الهيئة (من مشروعات محطات تحلية المياه وتوليد الكهرباء والطرق وغيرها)
4- التطوير السياحي والعمراني للمقاصد السياحية بالمحافظات من خلال تقديم الدعم الفني والمالي، والارتقاء بها حضريًا بما يعمل على رفع القيمة الاقتصادية للأراضي، وإعادة استثمارها لتنمية المجتمعات المحلية وإيجاد فرص عمل جديدة.
5- إستراتيجية تنمية السياحة النيلية، ودعم وتطوير المراسي من القاهرة إلى أسوان لتفعيل منظومة الرحلات النيلية الطويلة في إطار إستراتيجية الهيئة لتنمية السياحة النيلية.
تحديث الإستراتيجية
قال الدكتور خالد العناني وزير السياحة والآثار إن تلك الإستراتيجية تم وضعها نظرًا لوجود متغيرات ومستجدات كثيرة طرأت علينا؛ منها ما شهدته مصر من طفرة في البنية التحتية، وكذلك وضع وظروف صناعة السياحة عامة ولا سيما فيما بعد أزمة فيروس كورونا، مؤكدًا أن كل المعطيات قد تغيرت حتمًا، وبالتالي كان هناك ضرورة للعمل على هذه الإستراتيجية مجددًا، وتقديم المقصد السياحي المصري بصورة مختلفة، ويقوم بتحديثه حاليًا أحد بيوت الخبرة الإيطالية.
السياحة الخضراء
وأكد العناني على ضرورة الاهتمام بالسياحة الخضراء والمستدامة؛ لمواكبة العالم وأهمية تضمينها، مشيرًا إلى أن المستقبل سيكون للسياحة الخضراء، والسياحة القادمة لن تكون إلا خضراء، موضحًا أن هناك بالفعل مبادرات ميسرة لتحويل الأتوبيسات ووسائل النقل إلى التشغيل بمواد صديقة للبيئة؛ مثل الكهرباء والغاز، وذلك في إطار تحويل مدينة شرم الشيخ إلى مدينة صديقة للبيئة.
وأشار العناني إلى ضرورة الاهتمام بالسياحة المستدامة والسياحة الخضراء الصديقة للبيئة، والتي تهتم باستخدام تطبيقات كفاءة الطاقة والطاقة الشمسية، مشيرًا إلى أن المستقبل سيكون لهما، وأن السياحة المقبلة لن تكون إلا خضراء.
مؤكدًا ضرورة العمل على تحويل قطاع السياحة المصري إلى قطاع صديق للبيئة يحافظ على الموارد الطبيعية، والنظم البيئية من خلال تطبيق ذلك في المنشآت الفندقية والسياحية بجميع أنواعها، ووسائل النقل السياحي المختلفة؛ وهو ما سيساهم بالطبع في الحد من التغيرات المناخية، ويأتي تماشيًا مع الأهداف العالمية للتنمية المستدامة، ووضع خطة عمل وآلية محددة قصيرة وطويلة المدى في إطار زمني وجغرافي محدد، وذلك لتنمية السياحة المستدامة والتوسع في مجال السياحة الخضراء.
شهادة النجمة الخضراء
وحصل ٨٠ فندقًا من الفنادق المصرية على شهادة النجمة الخضراء للفنادق Green Star Hotels، وتعد هذه الشهادة إحدى شهادات الاعتمادات البيئية التي صُممت خصيصًا للقطاع الفندقي في مصر، وتشتمل على معايير معترف بها دوليًا من قبل الجهات المتخصصة في مجال السياحة المستدامة، كما تم تنفيذ مبادرة Green Fins (الزعانف الخضراء)، والتي يتم تنفيذها دوليًا من قبل مؤسسة Reef-World، وبرنامج الأمم المتحدة للبيئة، لحماية الشعاب المرجانية والحياة البحرية من خلال تطبيق معايير توجيهية وإرشادات صديقة للبيئة لتشجيع استدامة السياحة البحرية.
جهود الدولة
وأشار الوزير إلى جهود الدولة المصرية الآن لبناء بنية تحتية قوية وإنشاء مقاصد ومدن سياحية جديدة مثل العلمين، والجلالة، والعاصمة الجديدة، وكذلك العمل على إنشاء شبكة طرق ضخمة، وقطارات سريعة تربط بين المدن والمحافظات المصرية المختلفة وتجعل المسافة بينهما أقل، كما أن الوزارة حريصة على إظهار المقصد السياحي المصري بشكل مختلف عن الصورة النمطية له، ولذلك تم إعداد استراتيجية إعلامية جديدة للترويج للمقصد المصري وإبرازه كمقصد متنوع ومختلف ونابض بالحياة.
إشادة إيطالية
أوضح Peter Ni-zette أحد مسئولي بيت الخبرة الإيطالي المكلف بتحديث الإستراتيجية، أن الهدف الرئيسي من هذه الإستراتيجية أن يتم النهوض بهذه الصناعة وجعل المقصد السياحي المصري أحد أهم 20 مقصدًا سياحيًا في العالم، والعمل على تطوير منتجاته والترويج لها كمقصد شاب نابض بالحياة متنوع ومتكامل.
كما أشاد Peter بالتعاون القائم بين قطاعي السياحة العام والخاص في مصر، مشيرًا إلى أن في معظم دول العالم دائمًا تجد أن القطاع العام يعمل بمفرده، أو بمعزل عن القطاع الخاص، أما في مصر فإنه لأول مرة يتلاقى القطاعان معًا مما سيعود بالنفع على صناعة السياحة في مصر.
وأشاد أيضًا بالسياسة التي تنتهجها الحكومة المصرية، وما تبذله من جهود لخلق منتج سياحي متكامل يساهم في الدمج ما بين الأنماط والمنتجات السياحية المختلفة التي تتميز بها مصر.
ونوه Ni-zette عن الإستراتيجية وما تتضمنه من دراسات تعد فرصة مهمة من شأنها أن تساهم في النهوض بقطاع السياحة بصورة أكبر، هدفها في المقام الأول صناعة السياحة من أجل مستقبل أفضل للسياحة والترويج لأنواع السياحة كافة.