fbpx
تقارير

فومو “FOMO” مرض العصر الحديث الذي أصاب مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي

 

كتب : جرجس خليل
تدقيق لغوي: د. منال فرحات

هل تعاني من الأعراض الآتية؟
– الخوف من الانقطاع عن مواقع التواصل الاجتماعي، وتفويت الأحداث، والأخبار والتريندات، سواء المتعلقة بالأصدقاء، أو الأحداث العامة، والمتداولة بين رواد مواقع التواصل، والمؤثرين، وصناع المحتوى.
– التواجد في كل مكان، وكل صفحة، وجروب، والتفاعل مع كل ما ينشر فيها.
– الإدمان على متابعة المحتوى
المستمر من الإشعارات.
– حساب على جميع مواقع التواصل الاجتماعي الرئيسة، وتجميع التطبيقات في جهاز واحد.
– مشاعر الندم عند تفويت أي مما سبق، أو تريند، أو عرض.
– هوس المتابعة من الآخرين والحصول علي أكبر عدد من اللايك، والشير.

لو كانت الإجابة بالإيجاب لما سبق، أو معظمه؛ فأنت تعاني من الفومو …

يتزامن التطور الكبير في وسائل الاتصال الاجتماعي، وأساليبه مع ظهور العديد من المشكلات السلوكية، والنفسية، التي وإن لم تكن حديثةً تمامًا، لكنها أخذت شكلًا مختلفًا في تفاعلها مع العصر الحديث، من هذه الظواهر الخوف من فوات الشيء “FOMO” والخوف من الضياع وفقدان الصلة، والخوف من وجود فرص أفضل “FOBO” تضيع بسبب الابتعاد عن المتابعة.

ظاهرة FOMO تعني الخوف من تفويت الأحداث، أو الخوف أن تفقد شيئًا،أو فرصةً للحصول على شي، أو اختبار شعور، وهي اختصار لجملة “Fear Of Missing Out”.
يرادفها أيضًا مصطلح “FOBM”، والذي يحمل المعنى نفسه؛ لكنه اختصار جملة “Fear Of Being Missed” ،أو الخوف من الضياع، ويتصل بها مصطلح “FOBO” الذي يعني الخوف من وجود خيارات أفضل “Fear Of Better Options”.

إنّ ظاهرة الخوف من فوات الشيء ليست حديثةً- على الرغم من حداثة المصطلح- فالهوس بمراقبة حياة المشاهير، والبقاء على اتصال دائم بما يحدث في أماكن أخرى ومع أشخاص آخرين؛ ليس هوسًا حديثًا، والقلق من تفويت أي حدث جديد يتعلق بما يثير اهتمامنا أيضًا ليس أمرًت طارئًا على الطبيعة البشرية؛ لكن الجديد هو نوعية المشاهير، وسهولة الوصول إلى تفاصيل حياة الآخرين، وما يمرون به على مدار اليوم، وطريقة تفاعلنا مع وسائل التواصل الاجتماعي الحديثة، التي تلعب دورًا في إشباع الحاجة للمراقبة “Surveillance Gratification”.

تصميم مواقع التواصل الاجتماعي: يعتمد تصميم مواقع التواصل الاجتماعي على خلق الرابط النفسي بين الأحداث والمستخدمين، وتعزيزه؛من خلال عدد كبير من التقنيات. على رأسها الإشعارات الدائمة التي تسمح لك بالحصول على إشعار لكل تطور في حدث معين، وتقنية التفضيلات في الصفحة الرئيسة التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي في فهم توجهات المُستخدم، والموضوعات التي تهمهم، وعرض المشابه لها على الصفحة الرئيسة، وتقديم المقترحات، إضافةً إلى البيانات التي يحصل عليه المسوّقون ويستغلونها للاستفادة من ظاهرة “فومو” في جعل المستخدم مترقبًا، وخائفًا من تفويت الفرص الاستهلاكية.
الطبيعة الإنسانية: في الأساس استند تصميم مواقع التواصل الاجتماعي للطبيعة الإنسانية والميل للمراقبة والتتبع، والخوف من العزلة؛ حيث عملت التقنيات الحديثة على فهم الطبائع السلوكية المشتركة، واستغلالها لأقصى حد، ذلك ما جعل الإدمان على التكنولوجيا سهلًا؛ لأنها مصممة لتغذية الرغبات الأساسية للمستخدمين، وإشباع دوافعهم، وهذا ما أدركه لاحقًا صانعو المحتوى، الذين استطاعوا استغلال ظاهرة (فومو) لمصلحتهم، وتوظيفها؛ لتعزيز الرابط النفسي بين المتابعين، والمحتوى الذي يقدمونه، مهما كان سطحيًا، أو فارغًا من المعنى.

علاج ظاهرة (فومو)، ومتلازمة الخوف من فوات الشيء: يمكن التخلص منها باتباع ما يلي:

– استخدام مواقع التواصل
في أنشطة حقيقية،بدلًا من المشاركة في أنشطتها المتمثلة في تتبع مقاطع الرد، والرد المضاد المتفق عليها سلفًا بين المؤثرين وصناع المحتوى.
الامتنان: ينصح الخبراء بتعديل نظرتك إلى حياتك من خلال التركيز على ما تمتلكه بدلًا من التركيز على ما يمتلكه الآخرون.
عن الذات: من خلال إعادة اكتشاف شغفك في الحياة، والتركيز على قيمة فعل ما تحبه من هوايات، وممارسات، وقيمة التواصل الفعلي، والشخصي مع أشخاص حقيقيين لا يطمحون لانتزاع لايك أو شير، وقيمة أن تكون راضٍ عن نفسك وعن حياتك، وتسعى لتطويرها بدلًا من انتقادها وتحقيرها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى