كمال أوغلو مرشح المعارضة لمواجهة أردوغان
كتبت: نهال مجدي
تشهد تركيا حالياً انتخابات رئاسية وبرلمانية مهمة تتنافس فيها العديد من الأحزاب السياسية والشخصيات المستقلة ومن بينها مرشح المعارضة الأبرز كمال كليشدار أوغلو.
يترأس أوغلو في تركيا حالياً حزب الشعب الجمهوري الذي يعتبر من أبرز الأحزاب السياسية في البلاد. وهو يتنافس في الانتخابات الرئاسية مع الرئيس التركي الحالي، رجب طيب أردوغان، الذي يمثل حزب العدالة والتنمية.
يتميز أوغلو بخلفيته السياسية الطويلة، فقد كان عضواً في البرلمان التركي لعدة سنوات، كما شغل منصب رئيس بلدية في إحدى المدن التركية. وهو يتمتع بشعبية كبيرة بين الناخبين، خاصة في الأوساط الليبرالية والديمقراطية.
تتمحور حملته الانتخابية حول العديد من القضايا الحيوية التي تواجه تركيا في الوقت الحالي، مثل تحسين الاقتصاد والحد من الفساد، وتعزيز حقوق الإنسان والحريات الديمقراطية. كما يعتمد على مناهج تعليمية وحوارية بناءة وتعد بإحداث تغييرات جذرية في النظام السياسي التركي.
مع ذلك، تواجه الحملة الانتخابية لمرشح المعارضة تحديات عديدة، بما في ذلك المنافسة الشديدة من حزب العدالة والتنمية وشخصيته القوية الرئيسية، وكذلك العداء الشديد من بعض الجماعات الدينية والمحافظين.
وقد أعلنت المعارضة التركية، مساء أمس، عن ترشيح كمال كيليجدار أوغلو، رئيس حزب الشعب الجمهوري المعارض، لمنافسة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في انتخابات الرئاسة التركية المقررة في مايو.
وقال زعيم حزب السعادة تمل كاراملا أوغلو، أمام حشد خارج مقر حزبه في أنقرة حيث اجتمع قادة الأحزاب الستة، الاثنين، إن “كمال كيليجدار أوغلو هو مرشحنا الرئاسي”.
وفي مقر حزبه ووسط الهتافات المؤيدة قال كيليجدار أوغلو وقد وقف إلى جانبه رئيسا بلديتي اسطنبول وأنقرة أكرم إمام أوغلو ومنصور يافاش المنتميان لحزب الشعب الجمهوري: “سنعيد للشعب ما سُلب منه.. لست المرشح، المرشح هو نحن جميعنا”.
ويستهدف كيليجدار أوغلو (74 عاماً)، وهو رئيس ثاني أكبر حزب في البلاد، إلى الخروج من ظل أردوغان والإطاحة بالرئيس الذي حكم البلاد عقدين والسعى لإحداث “تغيير كامل” عبر إعادة إرساء النظام البرلماني في تركيا بعدما حوّله إردوغان إلى نظام رئاسي يستأثر فيه رئيس الجمهورية بالسلطة التنفيذية.
هذا وتشير استطلاعات الرأي إلى أن نتائج انتخابات الرئاسية والبرلمان المقررة في غضون شهرين ستكون متقاربة مع تقدم طفيف لكتلة المعارضة على التحالف الحاكم.
وتعهد تكتل المعارضة بالتراجع عن كثير من سياسات أردوغان في الاقتصاد والحقوق المدنية والشؤون الخارجية من خلال ما يعتبرها الكثيرون الانتخابات الأكثر أهمية في تاريخ الجمهورية الممتد 100 عام.
وبوسع كيليجدار، استغلال سنوات من التأزم الاقتصادي وارتفاع التضخم بالإضافة إلى الزلازل التي دمرت الجنوب الشهر الماضي وأسفرت عن مقتل أكثر من 46 ألف شخص مما أثار انتقادات لطريقة استجابة الدولة للكارثة.
ويشك البعض في أن الاقتصادي السابق المشاكس الذي تقدم الصفوف باعتباره محارباً للفساد قد يهزم أردوغان الذي حكم تركيا لأطول فترة بين باقي الزعماء، والذي ساعدت شخصيته الكاريزمية في حملته الانتخابية، في تحقيق أكثر من عشرة انتصارات انتخابية.
وسيقرر الناخبون ليس فقط من يحكم تركيا لكن كيفية الحكم أيضاً والمسار الاقتصادي الذي ستسلكه البلاد.