كتبت : ندى حسن
تدقيق : ياسر بهيج
كشف الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، الدكتور مصطفى وزيري، عن أنه جارٍ العمل، حاليًا، في ترميم 61 عمودًا أخرى بمعابد الكرنك، بالمنطقة الجنوبية؛ وذلك بعد نجاح ترميم الـ 12 عمودًا، التى تم افتتاحها؛ خلال حفل الكباش.
ترميم شامل
وأوضح “وزيرى” أن مدة الترميم ستستغرق 6 أشهر، أو عامًا؛ على أن يُبْدأ ترميم، فور الانتهاء من ترميم الأعمدة الجنوبية مباشرة؛ أعمدة المنطقة الشمالية، مؤكدًا أنه، خلال عام، أو عامين، على الأكثر، سينتهي ترميم أعمدة معابد الكرنك كلها؛ بإجمالي 134 عمودًا.
سحر وجمال
ومن جانبه؛ أشار مدير معابد الكرنك الدكتور الطيب غريب إلى أن صالة الأعمدة الكبرى تتكون من 134 عمودًا، بارتفاع 20 مترًا للعمود الواحد، فى قلب معبد الكرنك، الذي يشهد حاليًا أضخم مشروع قومي جديد، بأيادى فرق الترميم، والعمال، والآثريين المصريين، وذلك لإظهار السحر، والجمال، والألوان البديعة، والنقوش، والكتابات الهيلوغريفية؛ التى نُقشت، منذ آلاف السنين، على جدران الأعمدة، ضمن المشروعات، والتطوير الشامل فى الكرنك.
مشروع قومي
وقال “غريب” إن ترميم الأعمدة الـ 12 الأولى؛ تضمن تنظيفًا كاملًا، وعزلًا، وإظهار الرسوم، والنقوش، مؤكدًا أن فريق المُرمّمين، والآثريين، والعمال، مازال فى الأقصر، يواصل أعمال تطوير صالة الأعمدة الكبرى بالكرنك؛ لافتًا إلى أن ترميم جميع أعمدة معابد الكرنك هو مشروع قومي، كلّف به رئيس مجلس الوزراء، الدكتور مصطفى مدبولي، فريق الترميم، وهو يتواصل يوميًّا بأيادٍ مصرية فى الصالة التاريخية الأهم بمعابد الكرنك.
طرق الترميم
وأضاف أن من أهم الخطوات التى تمت في الترميم؛ إزالة المُونة الأسمنتية القديمة، ثم التنظيف الميكانيكى لإظهار الألوان، وبعده التنظيف الكيميائى بمواد متعارف عليها، موضحًا أنه توجد بعض الأماكن كانت بها بعض الانفصالات، وتم حقنها بمواد متعارف عليها دوليًّا فى الترميمات؛ على يد فريق الترميم بوزارة السياحة والآثار، بالتعاون مع عدد من خريجى أقسام الترميم بجامعتي الأقصر، وجنوب الوادي، ومعهد الترميم بالأقصر.
بهو الأعمدة
ثم ألقى مدير معابد الكرنك نُبدة عن تاريخ، ومكونات بهو الأعمدة الذي يُجرى ترميم أعمدته؛ فقال إن هذا البهو العظيم يُعد أكبر بهو فى العالم، بل، وفى تاريخ البشرية بأكملها، نظرًا لمساحته الكبيرة فى قلب معابد الكرنك، وهي كذلك أكبر دور عبادة فى التاريخ، ويبلغ طوله 52 مترًا، وعرضه 103 أمتار، وبه 134 عمودًا من الحجر الرملي، وهذه الأعمدة مكونة من 16 صفًا.
البداية مع أمنحتب
وأضاف أن العلماء أجمعوا على أن أول مَنْ قام بإنشاء أعمدة فى البهو؛ كان الملك أمنحتب الثالث، إذ أقام أعمدة الممرّين الرئيسيين؛ وعددها 12 عمودًا، بساق أسطوانية، فى أسفلها، وأعلاها تاج؛ على شكل زهرة البردي، وكل عمود يبلغ ارتفاعه 19.5متر.
سيتي ورمسيس
وتابع أنه بعد الملك أمنحتب الثالث وإقامته أعمدة الممرّين الرئيسيين، أكمل الملك سيتي الأول باقي الأعمدة؛ عددها 122 عمودًا، في 14 صفًا، وفى كل جانب 7 صفوف، بإجمالى 134 عمودًا فى صالة الأعمدة، وقد جاءت أعمدة الملك سيتي أقل طولًا من أعمدة الملك أمنحتب، إذ بلغ طول العمود فيها 15 مترًا فقط، وجميعها تتخذ شكل براعم البردي، وفي البهو سقفًا على مستويين، تم عمل شبابيك أسفله من الحجر، تسمح بتسريب الضوء لتُنير البهو بالكامل.
وأكمل “غريب” أنّ الملك رمسيس الثاني أتى بعدهما، وقام بنقش اسمه على كل الأعمدة داخل البهو، وذلك بحسب ما أجمع عليه المؤرخون الآثريون، على مر العصور.
نقوش مختلفة
أما بالنسبة لنقش أعمدة البهو، فقال “غريب” إنها تحتوي على نقش للملك رمسيس الثاني مع آلهة ثالوث مدينة طيبة، وكذلك نقوش لانتصارات الملكين سيتي الأول، ورمسيس الثاني الحربية، ورسومات للمواكب الجنائزية الملكية فى الحضارة الفرعونية، ويشتمل نقش أعمدة الجدار الشمالي منها على مناظر للملك سيتي الأول يركع تحت الشجرة المقدسة، أمام الاله تحوتي، ثم نقش للملك في أثناء لحظة انتصاره على أعداء مصر الآسيويين، إذ كان الملك سيتي يتخذ من منطقة الجدار الشمالي معبدًا لأداء طقوسه الدينية؛ كما كان معتقدًا قديمًا عند الفراعنة.
الجدار الجنوبي
وأضاف أنه بالنسبة لأعمدة الجدار الجنوبي، فتحتوي على نقوش للملك رمسيس الثاني، وهو يحمل البخور أمام مركب الإله أمون، ومجموعة من الكهنة، يلبسون قناع صقر، ومجموعة أخرى برأس أبناء أوى، ثم مركب الإلين خنسو، وموت، فضلًا عن نقوش للملك رمسيس الثاني لحظة انتصاره على السوريين، ونقوش أخرى تحكي نصوص باللغة المصرية القديمة عن تفاصيل معركة قادش التاريخية، التي قام بكتابتها الأديب، والشاعر المصرى القديم بنتاؤور، وحفرها على جدران الأعمدة، وأخيرًا؛ نقوش ملكية بأسماء الملوك على الجدران؛ مثل خراطيش الملك رمسيس الثالث، والملك رمسيس الرابع، والملك رمسيس الثاني.