بناء الجمهورية الثانية..الطرق والمحاور جسر الصعيد إلى التنمية 

كتب: محمد عيسى

لم تعد الصعيد محرومة من التنمية، مثلما كانت في سالف الزمان، ولم يعد في إمكان أحد أن يتندر عليها، بعدما ضخت الدولة في شرايين وجهنا القبلي، عشرات المشاريع الضخمة المتنوعة، في مختلف المجالات؛ وبخاصة النقل، لا تقل أهمية وعظمة وإنجازًا عن مثيلتها في العاصمة، لتتحقق بذلك العدالة التنموية بكل أرجاء مصر دون تفرقة.

ومن أهم المشاريع التي يتم تنفيذها في الصعيد؛ شبكة الطرق، والمحاور، التي تعتبر أداة أساسية لخطط التنمية المستدامة، الجاري التخطيط لها من قبل الدولة لهذا القطاع العريض من شعب مصر، كما أنها ستكون الشريان الرئيس الذي يجذب الاستثمار لها، ويفتح لأبنائها آفاقًا جديدة من فرص العمل الواعدة في المستقبل.

كما تعد شبكة طرق، ومحاور الصعيد منظومة خدمية، وبنية تحتية متكاملة، تعمل على جذب فرص الاستثمار الواعدة لكل المناطق الموجودة في بقعة مهمة من أرض مصر، حُرِمت منها لعقود طويلة من الزمان، ما سيؤدي إلى تغيير الصورة النمطية القديمة، التي كانت سائدة، حتى سنوات قريبة، عن الصعيد، من فقر في التنمية، وضعف في الخدمات.

وبالطبع.. سترتقي ،أيضًا، تلك التنمية الحديثة بحياة المواطن الصعيدي، وتعود عليه، بلا شك، بالرفاهية، وتنقله إلى مرحلة أخرى من الحياة المتكاملة، التي توفرها له الدولة، بالتزامن مع بقية المشروعات الجاري تنفيذها في القطاعات الأخرى، من زراعية، وصحية، وتعليمية، وإسكانية، بالإضافة إلى المشروع الكبير “حياة كريمة” الذي يهدف إلى تنمية القرى الفقيرة.

فكل تلك المشروعات، والمبادرات، في مجملها، ستكون الجسر المتين، الذي سيعبر عليه الصعيد من محطة الإهمال والنسيان، إلى محطة الاهتمام، والاستثمار، والرفاه، والنماء.

ولأن كل هذه المشروعات ما كانت لتنجح بدون شبكة طرق، ومحاور جديدة، فسوف نلقى، من خلال هذا التقرير، الضوء على أبرز مشروعات الطرق، والمحاور الجاري تنفيذها في الصعيد، حاليًا :

أولَا : محور دراو على النيل

يبلغ إجمالي تكلفته 1.4 مليار جنيه، وطوله 18كم، وعرضه 21 م، ويأتي تنفيذه ضمن أولويات وزارة النقل فى إنشاء شبكة طرق جديدة بالصعيد، ويسهم فى ربط التجمعات الصناعية، والعمرانية الجديدة، وربط شرق، وغرب النيل.

ويقع موقع المحور الجديد على ضفاف نهر النيل  أمام منطقة الطويسة  بمركز دراو، محافظة أسوان، و يربط المحور بين الطريق الزراعي الشرقى “القاهرة / أسوان”، بالطريق الصحراوي الغربي “القاهرة / أسوان”، ويبلغ طوله 18 كيلو متر، وتبلغ تكلفته الإنشائية نحو 1,356 مليار جنيه.

ثانيًا : محور شمال الأقصر

يربط الطريق الصحراوي الشرقي بالطريق الصحراوي الغربى، مارًا بالزراعي الشرقي، والزراعي الغربى ونهر النيل، وهو عبارة عن مجموعة من الكباري، والأنفاق والأعمال الصناعية، وعددها حوالى 17 منشأة خرسانية تقريبًا، والباقى يتم ربطه بأعمال شبكة طرق، وطوله من 18 إلى 20 كيلومترًا، بعرض 6 حارات.

ثالثًا : كوبري بني مزار العلوي

من أهم المشروعات بالوجه القبلي، ويمثل خطوة عملاقة في خطة التنمية، واستكمالًا للمحاور العرضية في وسط مصر، نظرًا لأهميته الكبرى في ربط الشرق بالغرب، من محافظة البحر الأحمر، وتحديدًا مدينة “رأس غارب”، مرورًا بالشيخ فضل، بعرض الصحراء الشرقية، عابرًا وادي النيل، وصولًا إلى مدينة بني مزار.

ويتقاطع الكوبري، بشكل حر، مع طريق “القاهرة / أسوان الزراعي” غرب النيل، ويمتد إلى طريق “القاهرة / أسيوط / سوهاج الصحراوي”، ويشمل 3 كباري، هي : بني مزار “1” على النيل، وبني مزار “2” على السكة الحديد، أعلى الطريق الزراعي، وبني مزار “3” على “طريق القاهرة / أسوان الصحراوي”، كما يشمل أعمال رصف المداخل، والربط بين الكباري بطول 11 كم، ليتقاطع هذا المحور العرضي بشكل حر مع 3 محاور طولية رئيسة، بالإضافة إلى نهر النيل العظيم.

ولأن أرواح المواطنين، وتأمين سلامتهم تأتي في مقدمة أولويات الدولة، فقد تم تنفيذ 6 أنفاق مشاة، موزعة بطول المحور، لتحقيق السلامة، وتأمين تحركات المزارعين من أبناء هذه المنطقة.

رابعًا : مشروع كوبرى الكيلو 149

هناك كوبرى الكيلو 149 العلوى بمنطقة الهويس، أعلى الترعة السوهاجية، بمركز أبوتيج، ويأتي ضمن مشروعات المبادرة الرئاسية “حياة كريمة”، والمشروع القومى لتطوير الريف المصري.

وهناك كوبرى الكيلو 149 على ترعة نجع حمادى الغربية، نفذته الإدارة العامة للتوسع الأفقي، بتكلفة 18 مليون جنيه، بحمولة 70 طنًا، لتحسين الحالة المرورية، وتسهيل الملاحة النهارية، وينقسم إلى 3 أجزاء : الأول، وهو الكوبري، ويقع عند الكيلو  149 على ترعة نجع حمادى الغربية، بعرض 8 أمتار، ورصيفان بعرض متر واحد من كل جانب، والجزء الثانى بلاطات خرسانية، أسفل نفق السكة الحديد، والجزء الثالث عبارة عن طريق أسفلتي، بعرض 8 أمتار، وبطول 380 مترًا، ويربط قرى مركز أبوتيج بالمدينة، مرورًا بشريط السكة الحديد، وترعة نجع حمادي، ويسهم فى تخفيف الضغط المرورى على مزلقانات السكة الحديد بمركز أبوتيج، وربط الطريق الزراعى أسيوط/سوهاج، بالطريق الزراعى الفرعى غرب السكة الحديد، ما يسهل الحركة المرورية بين غرب، وشرق السكة الحديد، وخدمة قرى البلايز، ودوينة، والأقادمة، وبنى سميع، والزرابي.

خامسًا : تطوير طريق قنا – سفاجا

افتتحه الرئيس عبد الفتاح السيسي عبر الفيديو كونفرانس،  ويبلغ طول الطريق 120 كم، وعرضه 11, 5 م، ويتضمن المشروع إنشاء اتجاه جديد بالكامل يضم حارتين، ليصبح الطريق مكونًا من 4 حارات، ورفع كفاءة الطريق القديم، وإعادة تأهيله، وتحسين خصائصه الهندسية، ورصفه.

ومن المستهدف أن يسهم الطريق في الحد من الحوادث على الطرق القائمة المفردة، لمرورها بمناطق جبلية، ووجود منحنيات خطيرة، وقد بلغت التكلفة الإجمالية 477 مليون جنيه.

سادسًا : إنشاء محور بني مزار – البويطي

يبلغ طول المحور 196 كم، وهو عبارة عن طريق مزدوج، كل اتجاه يتكون من 3 حارات مرورية،  يبلغ عرض كل حارة منها 3, 5 م بالإضافة إلى طبانين، وجزيرة وسطى، وقد بلغت التكلفة الإجمالية للمشروع 755 مليون جنيه.

سابعًا : إنشاء كوبري طهطا العلوي بمحافظة سوهاج

شهد الرئيس عبد الفتاح السيسي القائد الأعلى للقوات المسلحة افتتاح هذا الكوبري، الذي أنشئ أعلى خطوط السكك الحديدية، لتحقيق السيولة المرورية، من الشرق إلى الغرب، بطول 1050 م، وعرض 16 م، وبتكلفة إجمالية بلغت 79 مليون جنيه.

ثامنًا : إنشاء كوبري مزلقان الطريق الغربي ببني سويف

تم إنشاء الكوبري بطول 600 م؛ وذلك للقضاء على التقاطعات السطحية، والحد من الحوادث المرورية الكثيرة بمنطقة تقاطع سكة حديد الواسطى / الفيوم، مع طريق الصعيد الغربي.

تاسعًا : ازدواج الطريق الزراعي بني سويف – المنيا

تم رفع كفاءة هذا الطريق بازدواجه من مدينة بني سويف، بطول 25 كم، حيث يستوعب الآن حارتين لكل اتجاه.