الحرب في أوكرانيا تقترب من دائرة الرعب النووي
كتبت: نهال مجدي
تدقيق: ياسر فتحي
حريقٌ في محطة “زابوريجيا” النووية الأوكرانية بسبب اشتباكات بين القوات الروسية والأوكرانية.
فجَّرت تطورات الحرب الدائرة في أوكرانيا بين القوات الروسية والقوات الأوكرانية موجة من “الرعب النووي”، بعد الاشتباكات المسلحة التي جرت بالقرب من محطة زابوريجيا النووية في وسط أوكرانيا، مما أدىٰ إلى نشوب حريق فيها، ثم تمت السيطرة عليه.
وقالت أوكرانيا “إن القوات الروسية هاجمت المحطة النووية الأكبر في أوروبا مما أدى إلى اشتعال النيران في منشأة تدريب مجاورة مكونة من 5 طوابق”.
وفي المقابل أعلنت القيادة العسكرية الروسية، في بيان، “أنها سيطرت بالكامل على محطة زابوريجيا، في حين تقوم الفِرَق التشغيلية الأوكرانية بعملها المعتاد فيها تحت حماية القوات المسلحة الروسية”.
وأضاف البيان “أن القوات المسلحة الروسية سيطرت على محطة الطاقة النووية بعد اشتباكات مع المسلحين في محيط المحطة النووية”.
وفي الوقت نفسه، أعلنت وكالة تفتيش المواقع النووية الأوكرانية أنها لم ترصد أي تسرب إشعاعي من منشأة زابوريجيا، ولم يتم تسجيل أي تغييرات في الوضع الإشعاعي.
هذا وقد دفع حريق المحطة النووية الأوكرانية وسيطرة القوات الروسية عليها، الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى عقد اجتماع مع مسئولى الأمن النووي في وزارة الطاقة الأمريكية لبحث المخاطر التي تهدد المنشآت النووية الأوكرانية ودرجة خطورتها، كما بحث في اتصال هاتفي مع الرئيس الأوكراني فلودومير زيلينسكي تطورات الأحداث على الأرض بعد استهداف الجانب الروسي للمفاعل النووي الأوكراني “زابوريجيا”.
ووصف أمين عام حلف شمال الأطلسي (الناتو) ينس ستولتنبرج، هجوم روسيا على محطة زابوريجيا للطاقة النووية في أوكرانيا بأنه “طيش”، حيث دعا روسيا إلى سحب قواتها مِن أوكرانيا والانخراط في جهود دبلوماسية لتسوية الصراع.
وعلى الصعيد الميداني ذكر الجيش الأوكراني أمس أنَّ القوات الروسية تواصل تقدمها نحو العاصمة كييف، حيث جاء في التقرير الصباحي للجيش: “المساعي الرئيسية للمحتلين تتركز على تطويق كييف”.
وأكد وزير الدفاع الأوكراني أوليكسي ريزنيكوف، أنَّ البحرية الأوكرانية أغرقت بارجتها الرئيسية “هيتمان سهايداشني” بنفسها حتى لا تقع في أيدي العدو.
وبحسب البيانات الأوكرانية، فإن القوات الروسية قد انسحبت من مطار هوستوميل، المهم استراتيجيًا في شمال غرب كييف، وأصبح ميناء ماريوبول في جنوب البلاد محاصرًا بالكامل الآن.
وبحسب وزير الدفاع ريزنيكوف، فإن القوات الأوكرانية تصد المهاجمين في مواقع ذات أهمية استراتيجية، مثل منطقتي سومي وتشيرنيهيف شمال شرق أوكرانيا، وكتب ريزنيكوف على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”: “العدو مرتبك ومرتعب”، مضيفًا أن القوات الأوكرانية استولت على كميات هائلة من المعدات العسكرية والأسلحة وقتلت أكثر من 10 آلاف جندي روسي، وقبل ذلك بقليل، تحدثت هيئة الأركان العامة الأوكرانية عن مقتل نحو 9100 من العسكريين الروس.
وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض جون ساكي، أنَّ الولايات المتحدة لن تتخذ أي خطوات تضعها في مواجهةٍ مباشِرة مع روسيا، وأكدت أنَّ واشنطن وحلفائها يتجهون لفرض المزيد من الضغط على الجانب الروسي عن طريق العقوبات لمنع التصعيد.
كما طلب البيت الأبيض من الكونجرس الأمريكى تخصيص 10 مليارات دولار من التمويل الإضافي للأزمة في أوكرانيا؛ وذلك لتقديم مساعدات عسكرية وإنسانية لأوكرانيا والحلفاء الأوروبيين، على أنْ يخصص جزءٌ منها لإرسال المزيد من الأسلحة وإغاثة اللاجئين.
وفي المقابل قال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية جون كيربى “أن واشنطن أجَّلت اختبارًا لإطلاق صاروخ باليستي عابر للقارات حتى لا تؤدي هذه التجربة الصاروخية إلى تفاقم التوترات”.