كانبيرا ترفض إتهامات باريس بالكذب وتضع مصلحة أستراليا أولاً
كتبت : نهال مجدى
تدقيق لغوي: رشا كامل
صرح رئيس الوزراء الاسترالي” سكوت موريسون” اليوم بأن قرار حكومته بإلغاء صفقة الغواصات مع فرنسا سببه”وجود مخاوف جدية وعميقة راودتنا بأن الإمكانيات التي تملكها غواصات من فئة أتاك الفرنسية لن تتوافق مع مصالحنا الاستراتيجية، و أنه أثار مسألة وجود مشاكل في الإتفاق قبل أشهر”.
وأكد موريسون، وعدد من وزراء الحكومة الاسترالية، على أن باريس كانت على علم بـ”المخاوف الجدية والعميقة” التي راودت كانبيرا حيال الغواصات الفرنسية قبل إلغاء الإتفاقية بشأنها الأسبوع الماضي.
وأضاف موريسون أنه “يتفهم “خيبة أمل” الحكومة الفرنسية، ولكن الإمكانيات التي تملكها غواصات من فئة أتاك لن تتوافق مع مصالحنا الإستراتيجية وأوضحنا بشكل تام أننا سنتخذ قرارا مبنياً على مصلحتنا الوطنية ولست نادماً على قرار تفضيل مصلحة أستراليا الوطنية ولن أندم إطلاقاً عليه”.
ولفت رئيس الوزراء إلى أن المضي قدماً بالصفقة بغض النظر عن النصائح الاستخباراتية والدفاعية كان ليشكل إهمالا ويتعارض مع مصالح أستراليا الإستراتيجية.
وجاءت تصريحات موريون رداً على تصريحات غاضبة لوزير الخارجية الفرنسي جان إيف لمحطة “فرانس24” التلفزيونية قائلاً “لقد حصل كذب، حصلت ازدواجية، حصل تقويض كبير للثقة، حصل ازدراء، لذا فإن الأمور بيننا ليست على ما يرام”.
كما رد لودريان بشكل لاذع على سؤال بشأن السبب الذي دفع فرنسا إلى عدم استدعاء سفيرها من بريطانيا، المنضوية في الاتفاق الأمني الثلاثي.
وقال “استدعينا سفيرينا من (كانبيرا وواشنطن) لإعادة تقييم الوضع. مع بريطانيا، لا حاجة لذلك. نعلم انتهازيتهم الدائمة، ولذا فلا حاجة لإعادة سفيرنا ليفسّر” الوضع.
وفي تعليقه على دور لندن في الاتفاقية، قال باستخفاف “بريطانيا ليست إلا طرفاً زائداً (أي بلا قيمة) في كل هذه” المعادلة.
وأشار إلى أنه سيتعيّن على حلف شمال الأطلسي أخذ ما حصل في عين الإعتبار لدى إعادته النظر في استراتيجيته خلال قمة مرتقبة في مدريد العام المقبل.
كما لفت إلى أن فرنسا ستمنح أولوية من الآن فصاعدا لتطوير إستراتيجية الإتحاد الأوروبي الأمنية عندما تتولى رئاسة التكتل مطلع 2022.
وأثار قرار أستراليا الإنسحاب من إتفاق بمليارات الدولارات لشراء غواصات فرنسية لصالح أخرى أمريكية تستخدم الطاقة النووية، غضب فرنسا التي استدعت سفيريها من كانبيرا وواشنطن واتهمت حليفتيها بـ”الكذب”.
وكان وزير الدفاع الأسترالي “بيتر دوتون” قد اعتبر في وقت سابق أن “الإشارات التي تتحدث عن عدم إبلاغ الحكومة الأسترالية الجانب الفرنسي بمخاوفها تتعارض، بكل صراحة، مع السجلات العامة وبكل تأكيد مع ما قيل علنا على مدى فترة طويلة”.
وأضاف دوتون أنه عبر شخصيا عن هذه المخاوف لنظيرته الفرنسية “فلورانس بارلي” وأكد على “ضرورة أن تتحرك أستراليا بناء على مصلحتنا الوطنية”، مشيراً إلى أن بلاده ستشتري غواصات تعمل بالطاقة النووية. وأضاف “نظراً إلى تغير الظروف في منطقة الهندي الهادئ، ليس الآن فحسب بل على مدى السنوات المقبلة، كان علينا إتخاذ قرار يصب في مصلحتنا الوطنية وهو تماما ما قمنا به”.
ولم تتمكن كانبيرا من شراء غواصات فرنسية تعمل بالطاقة النووية نظراً إلى أنها تحتاج للشحن، بخلاف الأمريكية، ما يجعل الأخيرة مناسبة أكثر لأستراليا غير النووية، بحسب دوتون.
وكانت قيمة العقد الفرنسي لتزويد أستراليا بغواصات تقليدية تبلغ 50 مليار دولار أسترالي (أي ما يعادل 36,5 مليار دولار أميركي أو 31 مليار يورو) عندما تم التوقيع عليه عام 2016