نجلاء بودن أول سيدة تترأس الحكومة التونسية
كتبت_نهال مجدي
أعلنت الرئاسة التونسية فى بيان أن الرئيس قيس سعيد كلف نجلاء بودن رمضان بتشكيل الحكومة الجديدة، مؤكدًا في خطاب تكليفه على ضرورة سرعة اختيار أعضاء الحكومة، معتبرا أن تونس أضاعت وقتا كثيرا، كما طلب منها أن تكون أولوية حكومتها مكافحة الفساد وإعادة الأمل للتونسيين.
وذكر البيان “عملا بأحكام الأمر الرئاسي المتعلق بتدابير استثنائية وخاصة على الفصل 16 منه، كلّف رئيس الجمهورية قيس سعيّد، الأربعاء 29 سبتمبر 2021، السيدة نجلاء بودن حرم رمضان بتشكيل حكومة، على أن يتم ذلك في أقرب الآجال”.
وقال سعيد في كلمته لبودن: “قررت تكليفكم بتشكيل حكومة جديدة، وسيكون هذا لأول مرة في تاريخ تونس، لأول مرة امرأة تتولى رئاسة حكومة، وسنعمل معا في المستقبل بإرادة وعزيمة ثابتة، للقضاء على الفساد، وللقضاء على الفوضى التي عمت في المؤسسات، وفقك الله، أضعنا من الوقت الكثير، ويجب العمل بسرعة، وأتمنى أن يكون الفريق الذي ستختارينه متجانسا، يعمل على مكافحة الفساد، ثم الاستجابة لمطالب التونسيين لحقوقهم الطبيعية”.
وأكد سعيد أن “هناك صادقون يعملون ليلا ونهارا، ولكن هناك من هم على نقيض هؤلاء، يعملون على إسقاط الدولة”.
وأكد سعيد أن تعيين بودن شرف لتونس وتكريم للمرأة التونسية، وللمرأة القادرة على القيادة، وتمتلك نفس القدرة على النجاح كالرجل تماما.
ويعتبر تعيين بودن أول خطوة في تركيبة حكومة الرئيس قيس سعيد لإدارة المرحلة الانتقالية، وهي مرحلة سيتم العمل خلالها على إرساء إصلاحات سياسية.
وأكدت عدة مصادر حكومية وحزبية تونسية أن الحكومة الجديدة ستكون مهمتها في المقام الأول “اقتصادية”، وستُكلف باتخاذ حزمة من الإجراءات العاجلة لمواجهة الأزمة الاقتصادية الطاحنة التي تمر بها البلاد وتؤثر على كافة مناحي الحياة.
هذا بخلاف الملف الوضع الأمني وخطر انهيار المنظومة الصحية مجددا في ظل تهديدات بعودة تفشي فيروس كورونا في البلاد، وكلها ملفات سيطلب من الحكومة العمل عليها خلال الأيام الأولى من تشكيلها.
وقال الكاتب السياسي التونسي محمد بوعود إن “تعيين أول امرأة على رأس الحكومة يقطع النظرة الدونية للمرأة التي رسخها الفكر الإخواني في تونس”. وأضاف أن نواب التنظيم بالبرلمان، “كشفوا في أكثر من مناسبة عداءهم للمرأة وعدم إيمانهم بالحريات العامة”.
في هذه الأثناء، أفادت مصادر أمنية بأنه تم تلقي قرار رئاسي برفع الحواجز عن مقر رئاسة الحكومة، ودعوة موظفيها إلى استئناف العمل بداية من غد الخميس.
وجدير بالذكر أن السيدة نجلاء لا يُعرف لها انتماء سياسي، شأنها شأن رئيس الجمهورية قيس سعيد، الذي لا يُعرف انتماؤه السياسي والحزبي، وبذلك فهي تنتمي لفئة التكنوقراط.
ونجلاء بودن رمضان من مواليد عام 1958 بولاية القيروان، وهي أستاذة تعليم عالي في المدرسة الوطنية للمهندسين بتونس.
وتخصصت بودن في علوم الجيولوجيا، وتشغل حاليا مكلفة بتنفيذ برامج البنك الدولي بوزارة التعليم العالي والبحث العلمي. وتعينت، في 2011، مديراً عاماً مكلفة بالجودة بوزارة التعليم العالي.
