صافرات الإنذار تدوي في أوكرانيا.. والقوات الروسية على مشارف كييف

كتبت: نهال مجدي
تدقيق: ياسر فتحي

ذكرت تقارير إعلامية أنَّ صافرات الإنذار انطلقت صباح اليوم، في جميع الأراضي الأوكرانية، وخاصة المدن الكبرىٰ مثل العاصمة كييف، وأوديسا، ودنيبرو، وخاركيف، ولفيف الغربية، وتشيركاسي، وكذلك في منطقة سومي في شمال شرق البلاد.

وبجانب الحصار الشامل لمدينة ماريوبول جنوب أوكرانيا، والقصف المستمر بها منذ ما يقرب من أسبوعين، تتمركز القوات الروسية حول كييف.

كما أعلنت وزارة الدفاع البريطانية، اليوم على حسابها الرسمي بتوتير، أنَّ القتال مستمر في شمال غرب العاصمة الأوكرانية كييف، وأنَّ معظم القوات البرية الروسية على بعد حوالي 25 كيلومترًا من وسط المدينة.

وأضاف البيان أنَّ الهجمات الأوكرانية المضادة كلفت القوات الروسية خسائر كبيرة.

كما أظهرت صور الأقمار الصناعية التابعة لشركة ماكسار الأميركية، قيام تلك القوات بإطلاق نيران المدفعية أثناء تقدمها تجاه العاصمة الأوكرانية.

كما نشرت الشركة صورًا لحريق في مطار أنطونوف في هوستوميل القريب من كييف، وأخرىٰ تظهر منازل محترقة في بلدات شمال غرب كييف،
وركز الجيش الروسي هجماته على كييف وشرق أوكرانيا حيث وسع هجومه ليشمل مدينة دنيبرو.

وبدوره أعلن المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية إيجور كوناشينكوف، اليوم، أنَّ القوات الروسية دمرت 3491 مرفقًا مِن مرافق البنية التحتية العسكرية في أوكرانيا حتى الآن، بحسب وكالة إنترفاكس الروسية.

فيما أعلنت رئيسة بلدية فاسيلكيف بمحيط كييف، ناتاليا بالاسينوفيتش، أنَّ هجمات صاروخية روسية دمرت قاعدة جوية أوكرانية، صباح اليوم، وأصابت أيضًا مستودعًا للذخيرة.

ووسط هذه التهديدات اتهمت الولايات المتحدة روسيا بانتهاك مبادئ السلامة، وأبدت قلقها من “استمرار القصف الروسي على منشآت نووية” في أوكرانيا، بالرغم مِن عدم رصد أي مؤشرات على حدوث انبعاث إشعاعي حتى الآن.

وقالت وزيرة الطاقة الأميركية جنيفر جرانهولم، في تغريدة على تويتر، إن أجهزة مراقبة الإشعاع في معظم أوكرانيا لا تزال تعمل، رغم أنَّ الولايات المتحدة قلقة مِن نقص البيانات من مراقبي الضمانات في تشرنوبيل أو زابوريجيا، أكبر محطة للطاقة النووية في أوروبا.

وقال مدير منشأة للأبحاث النووية في مدينة خاركيف بشمال شرق أوكرانيا إنَّ المنشأة تعرضت لقذائف روسية أثناء القتال، لكنه أوضح أنَّ الجزء الأساسي الذي يحتوي على الوقود النووي لا يزال سليمًا.

وفي المقابل تبحث الإدارة الأمريكية مع الاتحاد الأوروبي إمكانية تقديم المزيد مِن الدعم العسكري لأوكرانيا وإمدادها بمنظومة دفاع جوي حديثة، بحسب جريدة “واشنطن بوست” الأمريكية.

ونقلت الصحيفة عن مسئولين أمريكيين تأكيدهم أنَّ سلوفاكيا وبولندا ورومانيا أبدوا استعدادهم لتقديم مساعدات عسكرية إلى كييف، على خلفية العملية العسكرية التي تجريها روسيا في أوكرانيا.

كما صرح المتحدث باسم البنتاجون جون كيربي، بمؤتمر صحفي أنَّ الولايات المتحدة “ملتزمة بإمداد حكومة كييف بالقدرات التي نعرف أنَّ الأوكرانيين يحتاجون إليها ويستخدمونها على نحو جيد”.

وأضافت الصحيفة أنَّ سلوفيكيا تمتلك منظومات الدفاع الجوي “إس-300” سوفيتية الصنع، وأن القوات الأوكرانية مدربة على استخدامها.

كما طالب مجموعة مِن أعضاء الكونجرس الرئيس الأمريكي جو بايدن بتسليم طائرات حربية، منها مسيّرات إلى كييف، بالإضافة إلى مواصلة إمداد الجيش الأوكراني بصواريخ “ستينجر” المضادة للطيران والمساعدة في إمداده بمنظومة “إس-300”.

وعلى المستوى الإنساني قالت “أطباء بلا حدود” أنَّ مدينة ماريوبول الساحلية الاستراتيجية المحاصرة منذ نحو 12 يومًا، باتت في وضع “شبه ميؤوس منه، حيث يعيش مئات الآلاف فيها بلا مياه أو تدفئة، بينما تتحدث حصيلة رسمية عن سقوط 1582 قتيلاً، حسب وكالة “فرانس برس”.

وصرح الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، في خطاب مساء أمس أنَّ “العدو ما زال يغلق ماريوبول، ولم تسمح القوات الروسية بدخول مساعداتنا إلى المدينة”، ووعد بالقيام بمحاولة جديدة، غدًا السبت لإيصال مواد غذائية ومياه وأدوية.

وقال فاديم دينيسينكو مستشار وزير الشئون الداخلية الأوكراني في التلفزيون الرسمي صباح اليوم، أنَّ الممرات الإنسانية في أوكرانيا، بما في ذلك ممر من مدينة ماريوبول الساحلية الجنوبية المحاصرة قد تُفتح في وقت لاحق اليوم.