fbpx
أخبار العالمتقاريرسلايدر

السودان بين التعنت الإثيوبي المستمر واستعادة إقليم بني شنقول

تقرير: المثنىٰ عبدالقادر


تدقيق: ياسر فتحي

فشل سد النهضة في توليد الكهرباء، حيث أظهرت عمليات التشغيل بالأرقام أنه مِن إجمالي (13 توربينة كان مِن المفترض تركيبها)، لَم تتمكن التوربينة الوحيدة المتواجدة في موقع السد إلا مِن إنتاج 26 ميجا واط، من إجمالي الكهرباء المُعلَن عنها في خطة السد والبالغة 4000 ميجا واط، وقد يرجع ذلك إلى فشل كبير في تصميم السد، وفساد في عملية الإنشاءات كما يُعتقد، ولكن رغم ذلك تظل خطوة إثيوبيا الأحادية خرقٌ للالتزامات وتخالف ما تم الاتفاق عليه بين (مصر والسودان وإثيوبيا) في إعلان المبادئ، هذا غير مخالفته االجوهرية لاتفاق عام 1902م التي اشترطتها بريطانيا بعدم إقامة سدٍ على إقليم بني شنقول، مما يمنح السودان حق استرداد أراضيه.

• موقف السودان الرسمي

جدد السودان، أمس الإثنين، موقفه الرافض مِن إنتاج إثيوبيا للكهرباء مِن سد النهضة، الأحد الماضي، وقال بيان حكومة السودان أنه يؤكد على رفضه لكل الإجراءات أحادية الجانب في كل ما يتعلق بملء وتشغيل السد، معتبرًا أنَّ ما تم اتخاذه من إجراءات لاسيما الملء الأول والثاني، والإجراء الأخير المتعلق ببدء تشغيل توربيانات توليد الكهرباء، وهو الأمر الذي يتنافىٰ مع روح التعاون ويشكل خرقًا جوهريًا للالتزامات القانونية الدولية لإثيوبيا، ويخالف ما تم الاتفاق عليه بين الدول الثلاث في إعلان المبادئ، وقال المتحدث الرسمي باسم وفد السودان في مفاوضات سد النهضة عمر الفاروق سيد كامل، في بيان تلقت “الجمهورية الثانية” نسخةً منه، أن السودان موقفه ثابت في ملف سد النهضة المتمثل في ضرورة الوصول إلى إتفاق قانوني بشأن ملء وتشغيل السد، مضيفًا أن موقف السودان قائم على مرجعية القانون الدولي، وإعلان المبادئ المُوقع في مارس 2015 بواسطة الدول الثلاث، مُطالبًا في نفس الوقت بضرورة وأهمية أنْ تتخذ إثيوبيا ما يطابق قولها مِن خطوات حقيقية على الأرض، في الحديث الذي قاله رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في حسابه على تويتر “إن إثيوبيا تعتقد بأن سد النهضة يعَدُّ مثالاً جيدًا على مبدأ التعاون لصالح جميع شعوب الدول المتشاطئة دون التسبب في ضرر كبير”.

ودعا السودان في ختام بيانه دولة السنغال التي تولت رئاسة الاتحاد الأفريقي إلى أنْ تُعزِّز دور الاتحاد الأفريقي للتوصل الى اتفاق في إطار زمني محدد، وبما يشمل تغيير منهجية التفاوض القائمة.

• استعادة السد

بدوره طالب الخبير الدولي للمياه د.أحمد المفتي، طالب حكومة السودان باستعادة إقليم بني شنقول، الذي تقام عليه أرض سد النهضة وذلك لمخالفة إثيوبيا لاتفاقية 1902م، التي التزمت خلالها إثيوبيا بعدم بناء سد في الإقليم، وشدد المفتي على ضرورة مطالبة الحكومة السودانية بالأرض التي أقيم عليها السد لأنها أرض سودانية، على اعتبار أنه الخيار الأوحد لإنهاء الأزمة عقب فشل المفاوضات، موضحًا بأن إنتاج الكهرباء يعتبر مزيدًا مِن الأفعال الأحادية التي تستمر بها إثيوبيا، مثل الملء الأول والثاني وهكذا.

وإثيوبيا الآن تستعد للملء الثالث، والآن بدأت إنتاج الكهرباء، وهذا يؤكد خطورة التصرفات الأحادية.

هذا وقد حذر الخبير الدولي أنَّ انهيار السودان وتلاشيه هو مِن المخاطر المتوقعة جراء التوليد الذي تم؛ فالمياه التي يتم تخزينها كلما ازدادت أصبح احتمال الانهيار أكبر لأن المياه سوف تعم السودان وتغرقه، مشيرًا إلى أنَّ إثيوبيا نفسها التزمت وقالت بأن السد غير آمن، وأنها سوف تقوم باستكمال الأمان هذا وفق المادة (٨) من إعلان المبادئ، ولكن ذلك لم يحدث ولذلك للسودان الحق في أن يخاف ويقلق.

• سد النهضة سوداني

في السياق نفسه يقول رئيس مفوضية الحدود السودانية البروفسيور معاذ تنقو، أنَّ إنشاء سد النهضة مخالف في الأصل لاتفاقية عام 1902، لذلك يتهرب الإثيوبيون مِن هذه الاتفاقية، ويقولون إن السودانيين وافقوا على تعديل هذه الاتفاقية.

والاتفاقيات والمعاهدات التي يتم التصديق عليها لايمكن أنْ يتم تعديلها إلا بمعاهدات أعلى منها درجة، ويتم التصديق عليها مِن الجهات التشريعية العُليا ثم تعديلها، وأي شخص يتحدث عن ذلك فهو إما واهِمٌ أو لايعلم كيفية تفسير القانون الدولي وتطبيقه.

ويضيف البروفسيور تنقو، أن مذكرة التفاهم التي وقعها الرئيس المخلوع عمر البشير، لاترقىٰ إلى أداة قانونية يمكن أنْ تعدِّل مِن اتفاقية 1902، والذي سُمي بالاتفاق الإطاري الذي وقع بالعام 2015، فهو اتفاق ليس له قوة قانونية أنْ يعدل مِن اتفاقية 1902 فيما يخص مياه النيل وإقامة السدود، ويوضح رئيس مفوضية الحدود السودانية أنه إذا قام الإثيوبيون برفض اتفاقية 1902م والتملص منها، سيعني ذلك أنَّ مِن حق السودان أنْ يأخذ منطقة المتمة، وأنْ يَتبع إقليم بني شنقول يتبع السودان، وأن سد النهضة سيكون سودانيًا.

• معاناة مواطني الإقليم

في نفس الوقت طالب المواطنون في إقليم بني شنقول في مسيرات سابقة عدة نفذت في العاصمة الخرطوم إلى بعثة الأمم المتحدة بالسودان والسفارتين الأمريكية والبريطانية، يطالبون بعودتهم إلى السودان مِن الاحتلال الإثيوبي، وطالبوا المجتمع الدولي بالتدخل لوقف ما اعتبروه إبادةً وتطهيرًا عرقيًا في الإقليم، وأكدوا في المذكرات أنَّ مايتعرضون له كشعب بني شنقول الذي تحتله إثيوبيا منذ استقطاع بريطانيا هذا الجزء من السودان إلى إثيوبيا دون استفتاء منهم باعتبارهم سكان المنطقة الأصليين، وأوضحت المذكرة أنَّ إثيوبيا تنصلت عنها ببناء السدود واضطهادهم إلى حد التطهير العرقي، والإبادة الجماعية المتكررة، والاسترقاق لأكثر مِن قرن مضىٰ بواسطة قومية الأمهرة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى