محاولات فرنسية لعقد قمة بين بوتين وبايدن..واشنطن تشترط وموسكو تتحفظ
كتبت: نهال مجدي
تدقيق: ياسر فتحي
أعلن قصر الإليزيه، مساء أمس، أنَّ كلاً مِن الرئيس الأمريكي جو بايدن، ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، قد وافقا على عقد قمة لمناقشة الأزمة الأوكرانية، شريطة أنْ لاتُقدِم موسكو على اجتياج كييف، بحسب مكتب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.
وأضافت الرئاسة الفرنسية أنَّ هذه القمة سيتم توسيعها لاحقًا لتشمل جميع الأطراف المعنيين وستبحث في مسائل “الأمن والاستقرار الاستراتيجي في أوروبا”.
وقالت متحدثة باسم البيت الأبيض جين ساكي، في بيان، إن وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن سيجتمع مع نظيره الروسي سيرجي لافروف الأسبوع الجاري لمناقشة القمة المقترحة.
وأضافت ساكي، “أنَّ واشنطن ملتزمة بالمسار الدبلوماسي حتى اللحظة التي يبدأ فيها أي غزو، ومع ذلك نحن مستعدون لفرض عواقب سريعة وشديدة إذا اختارت روسيا الحرب بديلاً لذلك، وفي الوقت الحالي، يبدو أنَّ روسيا تواصل الاستعدادات لهجوم واسع النطاق على أوكرانيا قريبًا جدا”.
وقال وزير الخارجية الأمريكي “إنَّ قرار موسكو الإبقاء على حوالي 30 ألف جندي في بيلاروسيا، المجاورة لأوكرانيا، وسط تصاعد التوتر في شرق أوكرانيا يوحي بذلك”، كما حذر مِن أنَّ تمديد التدريبات العسكرية الروسية في بيلاروسيا زاد مِن قلقه بشأن غزو “وشيك” لأوكرانيا.
وتأتي موافقة بايدن، والتي لا تزال مؤقتة ومشروطة للقاء الرئيس الروسي، بعد أسبوع مِن الجهود الدبلوماسية، والمزاعم الأمريكية الجديدة المقلقة، بأنَّ روسيا على وشك غزو أوكرانيا.
في المقابل اعتبر الكرملين أنه “من السابق لأوانه” الحديث عن قمة بين الرئيسين فلاديمير بوتين وجو بايدن، التي أعلنت عنها فرنسا لنزع فتيل الأزمة بين الغرب وروسيا حول أوكرانيا وخطر الغزو الروسي، وهو ما أكده المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف بمؤتمر صحفي قائلاً “ثمة توافق على ضرورة مواصلة الحوار على مستوىٰ وزراء الخارجية، لكنه مِن السابق لأوانه الحديث عن خطط ملموسة لتنظيم قمم”.
بدوره رحب وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا، اليوم، بتنظيم قمة بين الرئيسين الأمريكي والروسي في بروكسل، مُعربًا عن أمله بالتوصل إلى اتفاق حول انسحاب القوات الروسية المحتشدة عند حدود بلاده، وقال كوليبا لدى وصوله لحضور اجتماع مع نظرائه بالاتحاد الأوروبي “نعتقد أنَّ أي جهد يهدف إلى حل دبلوماسي يستحق المحاولة، ونأمل أنْ يخرج الرئيسان من القاعة باتفاق حول انسحاب القوات الروسية مِن أوكرانيا”.
وأعرب الاتحاد الأوروبي عن دعمه الكامل لجهود ترتيب المحادثات بين روسيا والولايات المتحدة، وصرح جوزيب بوريل منسق السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي في مؤتمر صحفي بأن “اجتماعات القمة، سواء على مستوى القادة، أم على مستوى الوزراء، وبغض النظر عن الصيغة، وأيًا كانت طريقة إجراء المحادثات فإن هدفها الرئيسي هو تجنب الحرب، وسندعم أي أمر يجعل مِن الدبلوماسية الطريق الوحيد لحل الأزمة.
وميدانيًا أظهرت صور ملتقطة بالأقمار الصناعية عمليات انتشار جديدة لقوات روسية ومعدات عسكرية على الحدود الأوكرانية، بحسب شركة “ماكسار” الأمريكية للصور، وتُبيِّن هذه الصور الجديدة التي التقطت أمس مسار مركبات تعبر حقولاً مغطاة بالثلوج وتحيطها غابات وطرق.