مساعٍ دبلوماسية محمومة لاحتواء الأزمة على الحدود الروسية الأوكرانية.. وانتشارٍ عسكري روسي على ثلاث جبهات.
كتبت: نهال مجدي
تدقيق: ياسر فتحي
أكد مساعد الرئيس الروسي يوري أوشاكوف على رفض موسكو لما وصفه بالـ”الهستيريا الأمريكية” التي بلغت ذروتها بعد المكالمة الهاتفية بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين، والأمريكي جو بايدن أمس.
وقال: “استمرت المحادثة أكثر مِن ساعة بقليل، وجرَت محادثة في جوٍ مِن الهستيريا غير المسبوقة مِن قِبَل المسئولين الأمريكيين حول الغزو الروسي المفترض لأوكرانيا، الجميع يعرف ذلك”.
وضمن الجهود الدبلوماسية لاحتواء الأزمة يتوجه مستشار ألمانيا، أولاف شولتز، غدًا الإثنين، إلى العاصمة الأوكرانية كييف في زيارة تسبق رحلته المقررة إلى موسكو في اليوم التالي.
ووسط الانتقادات الأوروبية لموقف ألمانيا مِن الأزمة المتصاعدة بين موسكو وكييف، يبدأ شولتز، لعب دوره عبر زيارة إلى كييف أولاً، قبل أنْ يتوجه إلى روسيا يوم الثلاثاء للقاء بوتين، ليكون آخر قائد غربي يلتقي بالرئيس الروسي قبل الموعد الذي حددته الاستخبارات الأمريكية لغزو أوكرانيا.
وتأتي زيارة شولتز لكييف أولاً، لإظهار التضامن مع أوكرانيا، بالرغم مِن رفض الحكومة الألمانية توريد الأسلحة الدفاعية إلى أوكرانيا، في إطار سياستها الرافضة لتأجيج الصراعات القائمة بالفعل.
وقبيل زيارته لموسكو تبادل شولتز الحديث والمعلومات مع المستشارة السابقة أنجيلا ميركل، وناقشا الأزمة الأوكرانية الروسية واللقاء المرتقب مع بوتين، بحسب صحيفة بيلد الألمانية.
وجديرٌ بالذكر أنه سيتعين على شولتز والوفد المرافق له بالكامل، تقديم ٣ اختبارات كورونا سلبية قبل الوصول إلى روسيا، إلى جانب اختبار رابع يجري في الكرملين.
ووصفت وسائل الإعلام الألمانية المحادثات المنتظرة بين بوتين وشولتز بأنها “الأكثر حساسية خلال فترة ولاية المستشار الألماني، ونهايتها مفتوحة على كافة الاحتمالات”.
وإلى جانب الدبلوماسية، يبدو أنَّ ألمانيا تستعد إلى أسوأ السيناريوهات في أوروبا والعالم، وتمضي قدمًا في خطط تسليح القوات الجوية بمقاتلات قادرة على حمل قنابل نووية.
وتحتاج ألمانيا إلى طائرات مقاتلة جديدة قادرة على حمل أسلحة نووية، تكون قادرة على حمل رؤوس نووية في حال وصل العالم إلى أسوأ سيناريو في المستقبل.
وعلى جانب آخر أفاد موقع Strana.ua، أنه اعتبارًا مِن يوم الإثنين، سيكون المجال الجوي الأوكراني مغلقًا عمليًا أمام حركة الطيران بمبادرة مِن شركات التأمين الغربية.
وأكد الموقع، أنَّ أكبر شركات التأمين البريطانية التي تقوم بإعادة تأمين الشركات الدولية الأخرى، بعثت اليوم رسالة رسمية إلى جميع الشركات المالكة للطائرات في العالم، نوهت فيها بأنَّ التغطية التأمينية في أوكرانيا لأي طائرة ستتوقف عن العمل في غضون 48 ساعة، لذلك يجب على هذه الطائرات مغادرة أوكرانيا خلال هذه الفترة.
وعلى الرغم مِن الجهود الدبلوماسية المحمومة لتجنب الحرب، يرى المحللون العسكريون أنه إذا حدث غزو، فليس مِن الواضح أين سيبدأ، فالقوات الروسية محتشدة بالأساس في نقاط ضغط على ثلاث جهات مِن أوكرانيا- في شبه جزيرة القرم في الجنوب، وعلى الجانب الروسي مِن حدود البلدين، وفي بيلاروسيا في الشمال.
وتم توجيه معظم الاهتمام إلى منطقتي دونيتسك ولوهانسك الانفصاليتين، حيث تخوض القوات الأوكرانية والانفصاليون المدعومون مِن روسيا صراعًا منذ عام 2014.
الافتراض الأول لأولئك الذين يراقبون التحركات الروسية هو أنَّ موسكو يمكن أنْ تعزز القوة العسكرية التي تمتلكها بالفعل في المنطقة، مما يجعل شرق أوكرانيا أسهل موقع يمكن مِن خلاله شَن غزو.
وتظهر صور الأقمار الصناعية أنَّ قاعدة كبيرة بمدينة يلنيا الروسية، والتي كانت تحتوي على دبابات ومدفعية ومدرعات روسية أخرى، قد تم إفراغها إلى حد كبير، ويبدو أنَّ المعدات قد تم نقلها بالقرب مِن الحدود في الأيام الأخيرة.
وتم نقل كميات كبيرة مِن الأسلحة إلى القاعدة في أواخر عام 2021 قبل أنْ تختفي، بما في ذلك حوالي 700 دبابة وعربة قتال مشاة وقاذفات صواريخ باليستية، وتُظهر مقاطع الفيديو على وسائل التواصل الاجتماعي منذ ذلك الحين بعضًا مِن تلك المعدات في القطارات والطرق الواقعة جنوبًا في منطقة بريانسك القريبة مِن أوكرانيا.
ويمكن التعرف على الدروع والمَركبات مِن نفس الوحدات التي تمركزت مُسبقًا في يلنيا.
وتزايدت المخاوف أيضًا بشأن حشد كبير للقوات الروسية في بيلاروسيا، الدولة المتحالفة بشكل وثيق مع موسكو والتي يمكن أنْ تكون نقطة أخرىٰ للدخول إلى أوكرانيا.
وبدأت روسيا وبيلاروسيا، الخميس، مناورات عسكرية مشتركة لمدة عشرة أيام، أثار حجمها وتوقيتها مخاوف في الغرب.
يُعتقد أنَّ انتشار موسكو في بيلاروسيا هو الأكبر هناك منذ الحرب الباردة، بحوالي 30 ألف جندي، وقوات العمليات الخاصة سبيتسناز، والطائرات المقاتلة بما في ذلك سو -35، وصواريخ إسكندر، وأنظمة الدفاع الجوي إس -400″، بحسب الأمين العام لحلف الناتو ينس ستولتنبرج.
وستوفر شِبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا في 2014، نقطة انطلاق طبيعية لأي عملية جديدة، لكن مِن غير الواضح ما إذا كانت موسكو ستحاول بدء تحرك إلى أوكرانيا منها.
وهناك انتشار كبير للقوات والمعدات، حيث وصلت أكثر مِن 550 خيمة عسكرية ومئات المركبات شمال سيمفيروبول، عاصمة القرم.
كما أنَّ هناك انتشارًا عسكريًا روسيًا جديدًا الخميس، بالقرب مِن بلدة سلافني على الساحل الشمالي الغربي لشبه جزيرة القرم، بما في ذلك المركبات المدرعة.
وقد لوحظت عمليات الانتشار الجديدة هذه في نفس اليوم الذي وصلت فيه عدة سفن حربية روسية إلى سيفاستوبول، الميناء الرئيسي لشبه جزيرة القرم.
كما نشرت وزارة الدفاع الروسية، الخميس، صورًا لست سفن إنزال برمائية كبيرة في الميناء.