“بايدن” يُحذِّر مِن غزوٍ روسي لأوكرانيا وموسكو تنفي.. واتصال بين بوتين وماكرون لاحتواء الأزمة
كتبت: نهال مجدي
تدقيق: ياسر فتحي
حذَّر الرئيس الأمريكي “جو بايدن” مِن وجود “إمكانية واضحة” لأن تقوم روسيا بغزو أوكرانيا الشهر المُقبل، بحسب بيانٍ
للبيت الأبيض.
وأضاف البيان أنَّ الرئيس “بايدن “أعاد التأكيد” خلال حديثه مع نظيره الأوكراني على “استعداد الولايات المتحدة وحلفائها وشركائها على الرد بحزم إذا مضت روسيا في غزو أوكرانيا”.
وقال المتحدث باسم الكرملين “ديمتري بيسكوف” أنَّ الرد الأمريكي ترك “سببًا ضئيلاً للتفاؤل”، لكن هناك فرصًا دائمة لمواصلة الحوار، فهو في مصلحتنا كلينا نحن والأمريكيين.
كما أعلنت الخارجية الروسية، اليوم، في بيانٍ أنّها منعت دخول العديد مِن المسئولين الأوروبيين إلى أراضيها، ردًا على انتهاج بروكسل سياسة فرض “قيود أحادية الجانب عبثية”.
وأضاف البيان أنَّ المسئولين الممنوعين مِن دخول أراضيها هم خصوصًا ممثلوا القوىٰ الأمنية والهيئات التشريعية والتنفيذية في عددٍ مِن دول الاتحاد الأوروبي لأنّهم “مسئولون شخصيًا عن الترويج لسياسة المُناهضة لروسيا”.
وفي محاولة لاحتواء التصعيد أجرى الرئيسين، الروسي “فلاديمير بوتين” ونظيره الفرنسي “إيمانويل ماكرون” إتصالاً هاتفيًا، اليوم، تباحثا فيه حول الأزمة الاوكرانية والتخوفات الأمنية الروسية.
وأصدر قصر “الإليزيه” بيانًا بشأن الاتصال، جاء فيه أنَّ الرئيس “بوتين” ألقىٰ باللوم على حلف “الناتو” بالتصعيد في
الأزمة الأوكرانية، ويرى أنَّ المسئولية تقع على الناتو وتتمثل في الاقتراب مِن الحدود الروسية”.
وجاء في البيان أنَّ الرئيس الفرنسي “إيمانويل ماكرون” أبلغ نظيره الروسي “فلاديمير بوتين” بأنَّ على روسيا احترام سيادة جيرانها، فيما يسعىٰ الحلفاء الغربيون لنزع فتيل التوتر إزاء أوكرانيا.
كما اتفق الزعيمان، على أنَّ بلديهما سيواصلان المناقشات الدبلوماسية الرباعية ضمن ما يعرف بصيغة نورماندي، في إطار الجهود المبذولة لتخفيف حِدَّة التوتر.
وفي المُقابل أفاد الكرملين بأن الرئيس “بوتين” أوضح لـ “ماكرون” بأنَّ رد واشنطن والناتو على مطالب الضمانات الأمنية لم يأخذ في الاعتبار الهواجس الأساسية لروسيا، مثل منع توسع الناتو، ورفض نشر أنظمة الأسلحة الضاربة بالقُرب مِن الحدود الروسية، إضافة إلى عودة القدرات العسكرية والبنية التحتية للكتلة في أوروبا إلى المواقع التي كانت تحتلها عام 1997، عندما تم توقيع
الوثيقة الأساسية للعلاقات بين روسيا والناتو.
وأضاف بيان الكرملين، أنَّ المحادثة ركزت على مسألة تقديم ضمانات أمنية طويلة الأمد لروسيا، على ضوء المحادثات الروسية- الأمريكية الأخيرة في جنيف واجتماع مجلس روسيا الناتو في بروكسل.
وأشار “بوتين” إلى أنَّ الجانب الروسي سيدرس بعناية الردود المكتوبة التي وردت في 26 يناير مِن الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي على مشروعي اتفاقيتين بشأن الضمانات الأمنية، وبعد ذلك سيقرر في اتخاذ إجراءات لاحقة.
ورفضت الولايات المتحدة وحلف الناتو رسميًا الأربعاء، مطالب تعتبرها روسيا حيوية لضمان أمنها، في مقدمتها إنهاء سياسة التوسع التي ينتهجها حلف الناتو وعودة الانتشار العسكري الغربي إلى حدود 1997، وفي المقابل عرضا العمل على فرض قيود مشتركة على نشر الصواريخ القصيرة والمتوسطة المدىٰ في أوروبا، على أنْ يشمل ذلك أيضًا المناورات العسكرية في مناطق مجاورةٍ للمعسكر الخصم.
كما نفىٰ “بوتين” النوايا الهجومية ضد أوكرانيا، وأراد مِن نظيره “ماكرون” التركيز على وقف التصعيد في المنطقة، وأضاف “كان هناك اختلافات في الرأي، لكن الرئيسين اتفقا على استمرار الحوار ومشاركة الأوروبيين في هذا الحوار”.
وعلى جانبٍ آخر أعلنت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي في بيان مشترك اليوم، العمل على تأمين “كميات إضافية مِن
الغاز الطبيعي” لأوروبا لمواجهة أي عواقب في حال هاجمت روسيا أوكرانيا لتفادي صدمات في التموين.
كما طالبت واشنطن أمس الخميس بعقد اجتماع لمجلس الأمن الدولي الإثنين المقبل، بسبب “التهديد الواضح” الذي
تشكله روسيا على “السلام والأمن الدوليين”.
وكرر الرئيس “جو بايدن” الخميس لنظيره الأوكراني “فلاديمير زيلينسكي” أنَّ الولايات المتحدة وحلفاءها سيردون “بحزم” على أي اجتياح روسي محتمل.
ومِن جانبها ترىٰ أوكرانيا أنَّ العدوان الروسي خطرٌ فعلي، مُشيدةً برفض الغرب للمطالب الروسية، ومعلوم أنَّ كييف تسعىٰ منذ أعوام للانضمام إلى الحلف الأطلسي.
وفي مؤتمر صحفي عقده صباح اليوم، أكد وزير الخارجية الروسي “سيرجي لافروف” أنَّ بلاده “لا تريد الحرب” وتفضل “طريق الدبلوماسية”، لكنها مستعدة للدفاع عن مصالحها، إذا تُرِك الأمر لروسيا”.
وتوعدت موسكو بردٍ واسع النطاق إذا تم رفض مطالبها، ولكن مِن دون أنْ تحدد طبيعة هذا الرد.
وتحشد موسكو أكثر مِن مائة ألف عسكري على الحدود الأوكرانية منذ نهاية 2021، بحسب تقديرات الغربيين الذين يخشون هجومًا روسيًا وشيكًا على أوكرانيا.