fbpx
أخبار العالم

طهران تشترط فك الحظر.. وأمريكا تُحذّر.. وإسرائيل تتشدّد: عودة مفاوضات الملف النووي الإيراني في أجواء ملبدة بالغيوم

كتبت : نهال مجدي

تدقيق : ياسر بهيج

 

استأنف، أمس الاثنين، أطراف الاتفاق النووي الإيراني محادثاتهم؛ في جولة ثامنة مُلبدة بالغيوم، من المحادثات، التي بدأت في فيينا، أبريل الماضي، وسط تخوفات إسرائيلية، وتحذيرات أمريكية – أوروبية لطهران من نفاد الوقت.

وكانت الجولة السابعة قد انتهت في 17 ديسمبر الجاري، دون إحراز تقدم.

وخلال الجولة السابقة؛ تحدث دبلوماسيون أوروبيون عن تحقيق “تقدم على المستوى التقني”، مُحذّرين من أن الوقت يضيق أمام الاتفاق.

 

مفاوضات

 

وتتفاوض كل من فرنسا، وبريطانيا، وألمانيا، وروسيا، والصين، بالإضافة إلى مشاركة الولايات المتحدة؛ بطريقة غير مباشرة، مع إيران، في فيينا؛ لإنقاذ الاتفاق النووي المُبرم في العام 2015.

وسبق أن أجريت ست جولات من المباحثات، بين أبريل، ويونيو، قبل أن تُعلّق لنحو خمسة أشهر، ثم تستأنف اعتبارًا من 29 نوفمبر الماضي.

 

أزمة متصاعدة

 

وقبل ساعات من انطلاق المفاوضات؛ قال المبعوث الأمريكي الخاص لشؤون إيران، روبرت مالي، في تصريحات لوكالة “سي إن إن” إن الوقت المتبقي لإعادة العمل بالاتفاق النووي مع طهران ينفد، ويزيد من خطر حدوث “أزمة متصاعدة”، وفي مرحلة غير بعيدة؛ سيتعين على الولايات المتحدة التفاوض، بشأن صفقة جديدة ومختلفة.

 

وأضاف مالي أن إيران تقترب من إمكان تطوير سلاح نووي في المستقبل القريب.

 

إلغاء الحظر

 

فيما قال كبير المفاوضين الإيرانيين، علي باقري كني، أمس، أن نجاح مفاوضات فيينا مرهون بالوصول إلى اتفاق؛ حول إلغاء الحظر المفروض على إيران، والذي من المفترض مناقشه، اليوم الثلاثاء.

 

وأضاف أن هناك قضيتين، بعد إدراج عملية إلغاء الحظر، وهما؛ التحقق من إلغاء الحظر، وإعطاء الضمانات، مشيرًا إلى أنه سيُجري النقاش بصورة جدّية، حول آليات، وأطر المؤشرات، والمعايير، التي ينبغي القيام بالتحقق على أساسها، مثل؛ ألا تقوم الولايات المتحدة بخرق الاتفاق مجددًا، أو أن تفرض إجراءات حظر جديدة ضد إيران.

 

انتقاد إيراني

 

وفي وقت سابق؛ هاجم مسئولون إيرانيون المواقف الأوروبية، فخلال مؤتمر صحفي مع نظيره العراقي فؤاد حسين في طهران، انتقد وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، الموقف الفرنسي، واصفًا بعض المواقف الأوروبية بأنها “غير بناءة”.

 

وقال الوزير الإيراني؛ مُحذرًّا الدول الأوروبية: “إذا كانوا يريدون إعطاء نقطة واحدة لنا، والحصول على 10 نقاط منا، فهذا غير ممكن، ولن نقدم تنازلات، وإذا تم حل جميع المخاوف بشأن برنامج إيران النووي السلمي، فينبغي رفع جميع العقوبات”.

 

قرارات صعبة

 

ومن جهته، قال المنسق الأوروبي لمحادثات فيينا حول الاتفاق النووي الإيراني، إنريكي مورا: ” لايوجد أمامنا الكثير من الوقت؛ للتوصل إلى اتفاق، كما لايمكن تحديد جدول زمني؛ للتوصل إلى اتفاق مع إيران”، مؤكداً أن طهران أحرزت تقدمًا في برنامجها النووي، وانحرفت عن اتفاق 2015، ونجاحنا يعتمد على اتخاذ قرارات صعبة في واشنطن، وطهران، مشيرًا إلى أن بعض القضايا التي تمت مناقشتها في الجولة الحالية مع إيران؛ سرية.

تخوفات إسرائيلية

 

وفي المقابل أعاد رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت، في تصريحات لراديو الجيش الإسرائيلي، دعوته القوي العالمية؛ لإتخاذ موقف أكثر تشددًا تجاه الملف النووي الإيراني.

 

وأضاف “بينيت” :”بالطبع يمكن أن يكون هناك اتفاق جيد؛ فنحن نعرف المعايير، ولكن هل من المتوقع أن يحدث ذلك الآن، في الظروف الحالية ؟!لا، لأنه يجب أن يكون هناك موقف أكثر حزمًا، وسبق أن قدمنا لحلفائنا الكثير من المعلومات الاستخبارية حول برنامج إيران النووي، ولم يكن هذا مجرد آراء، ومواقف، بل معلومات استخباراتية ملموسة؛ تثبت أن إيران تخدع العالم بطريقة منهجية بالكامل”.

 

وشدد الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوج، خلال لقائه مستشار الأمن القومي الأمريكي، جيك سوليفان، على ضرورة منع إيران من حيازة السلاح النووي بأي ثمن.

 

هجوم محتمل

 

فيّما وجّه رئيس أركان الجيش الإسرائيلي أفيف كوخافي، جيش بلاده بتسريع التحضيرات؛ لشن هجوم محتمل على منشآت إيران النووية.

 

جدير بالذكر ؛ أنه في وقت سابق من هذا الشهر، أثبتت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن إيران بدأت في تخصيب اليورانيوم، بنسبة تصل إلى 20%، في منشأة فوردو، وهي المنشأة التي كانت محظورة في صفقة الاتفاق النووي الأصلية المُبرمة في العام 2015.

 

وفي الوقت نفسه؛ شاركت السلطات الاسرائيلية بمعلومات استخباراتية، تفيد بأن طهران تنوي رفع مستوي التخصيب إلى 90%؛ وهي النسبة المطلوبة لاستخدام الطاقة النووية عسكريًّا.

 

وعلى الرُّغم من توصُّل إيران، والوكالة الدولية إلى اتفاق؛ لإعادة تركيب كاميرات المراقبة بمنشأة كرج، يخشي الخبراء الغربيون من أن طهران قد تقرر، فجأة، تأجيل أي مراقبة لمواقعها؛ بدعوى أن الكاميرات تم اختراقها سابقًا، من قبل المخابرات الإسرائيلية، وهي الحُجّة نفسها التي ترددت في الماضي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى