رئيس وزراء الصومال يتهم فرماجو بالانقلاب والجيش في الشوارع
متابعة: المثنى عبدالقادر
مراسل الجمهورية الثانية
تدقيق: د. إسلام عوض
رفض رئيس الوزراء الصومالي محمد حسين روبلي، أمس الإثنين، قرار الرئيس المنتهية ولايته محمد عبدالله فرماجو القاضي بتعليق صلاحياته، وأكد أنه مستمر في القيام بمهامه، لتتجدد بذلك الأزمة بين رأسي السلطة، في حين دعت الولايات المتحدة وبريطانيا القادة الصوماليين لخفض التوتر وتجنب العنف في البلاد، فيما انتشر الجيش في شوارع العاصمة مقديشو، ويعتبر المرسوم الرئاسي الذي أصدره الرئيس المنتهية فترته (فرماجو) بتعليق صلاحيات رئيس الوزراء حتى اكتمال التحقيقات في قضية مزعومة بالاستيلاء على أراضٍ مملوكة للجيش.
ويعد قرار (فرماجو) الأول من نوعه بعد أقل من أسبوع من اللقاء الذي جمع الرئيس فرماجو مع رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في مدينة اسطنبول التركية.
بيان روبلي
بدوره أكد رئيس الوزراء الصومالي، محمد حسين روبلي، أن بيان الرئيس المنتهية ولايته محمد عبدالله فرماجو، بشأن عمل رئيس الوزراء انتهاك للدستور والقوانين الأخرى، وقال بيان صادر عن مكتب روبلي، إن رئيس الوزراء يؤدي مهامه اليومية المنصوص عليها في الدستور كالمعتاد، وهو ملتزم تمامًا بالوفاء بمسئوليته الوطنية لإجراء عملية انتخابية شفافة وحرة في البلاد، وفق وكالة الأنباء الصومالية، وقال رئيس الوزراء الصومالي، محمد حسين روبلي، في بيان إن الخطوات التي اتخذها الرئيس السابق (المنتهية ولايته) محاولة انقلاب على الحكومة، وانتهاك للدستور، معلنًا أنه أمر جميع قوات الأمن بتلقي الأوامر منه مباشرة.
وعلمت (الجمهورية الثانية) أن الصراع وصل أوجه ظهر اليوم عندما أزال رئيس الوزراء الصومالي، محمد حسين روبلي، الرئيس المنتهية ولايته محمد عبدالله فرماجو من مكتب رئاسة الوزراء اليوم الإثنين في تصعيد مباشر لإنهاء علاقته بالحكومة.
كما أكد رئيس الوزراء أنه سيمضي قدمًا في أداء مهامه وفقًا للدستور من أجل إيصال البلاد إلى انتخابات تؤدي إلى انتقال سلمي للسلطة، متهمًا فرماجو بأنه يسعى – من خلال المرسوم الذي أصدره – لعرقلة الانتخابات؛ حيث كان يسعى للتمديد إلى عامين.
وفي الوقت نفسه استجاب الجيش الصومالي لنداء (روبلي)، وانتشر في شوارع مقديشو، بينما دعا مدير جهاز الأمن الداخلي عبدالله محمد نور، عناصر القوات النظامية لحماية حكومته من الرئيس المنتهية ولايته في بيان مقتضب.
تدخل إقليمي دولي
أما على الصعيد الإقليمي، فقد دعمت الحكومة الإثيوبية حليفها الرئيس المنتهية ولايته محمد عبدالله فرماجو، وأوردت وكالة الأنباء الإثيوبية أن فرماجو قام بفصل رئيس الوزراء الصومالي، محمد حسين روبلي، وتجاهلت الوكالة الإثيوبية دعم الجيش للعملية الديمقراطية من خلال دعم رئيس الوزراء الشرعي محمد حسين روبلي.
وكان الرئيس المنتهية ولايته محمد عبدالله فرماجو قد أرسل قوات بلاده للقتال ضد جبهة تحرير التيجراي في الحرب الأهلية الإثيوبية.
أما على الصعيد الدولي، فقد جددت السفارة الأمريكية بمقديشو دعوتها لقادة الصومال بخفض التصعيد والامتناع عن كل الاستفزازات.
كانت السفارة الأمريكية بمقديشو، قد دعت في بيان امس الإثنين إلى تخفيف تصعيد التوتر في البلد الواقع في منطقة القرن الإفريقي، بعد أن علق الرئيس الصومالي محمد عبدالله محمد سلطات رئيس الوزراء محمد حسين روبلي.
وبدورها قالت سفيرة الاتحاد الأوروبي لدى الصومال إن إجراء الانتخابات في أجواء سلمية هو المفتاح لمستقبل الصومال.
انتقادات للانقلاب
في السياق اعتبر رئيس الصومال السابق الشيخ شريف أحمد أن القرارات التي اتخذها الرئيس المنتهية ولايته محمد عبدالله فرماجو تشكل خطرًا على الحكومة، وعلى استقرار البلاد، وقال بيان لشيخ شريف إن ما حل في البلاد يتطلب استكمال الانتخابات المتفق عليها وتصحيح الأخطاء، وأن المزيد من الخطوات الخاطئة المخالفة للقانون يمكنها أن تؤدي إلى تعطيل سياسي لا يمكن التهاون معه.
ودعا شيخ شريف، فرماجو إلى التوقف عن التدخل في القضايا الانتخابية، مطالبًا المواطنين بإعادة إعمار البلاد من دمار الحرب الأهلية، وترى المعارضة الصومالية التدخل التركي من خلال الرئيس فرماجو؛ حيث حظي بدعم تركي سمح لتركيا بالحصول على قاعدة عسكرية على البحر الأحمر، وتدريب القوات الصومالية.
تصعيد في الشارع
برغم أن الجيش الصومالي لا يزال منتشرًا في شوارع العاصمة مقديشو، فقد خرجت مساء اليوم مظاهرات مؤيدة لرئيس الوزراء المنتهية ولايته، ويخشى من حدوث صدام في الشارع، بواسطة المؤيدين الذين قام بإعدادهم بواسطة فهد ياسين مستشار الأمن القومي الصومالي الموالي لـ(فرماجو).
وكان فهد يعمل كمدير لمخابرات الصومال، لكن قام روبلي بإقالته قبل أشهر، لكن فرماجو احتفظ به، واستحدث له وظيفة مستشار للأمن القومي لمواصلة علاقاته مع كل من قطر وتركيا.