ألمانيا تبدي استعدادها للتفاوض مع روسيا لحل أزمة الحدود مع أوكرانيا.. واتصال هاتفي بين رئيس الأركان الأمريكي ونظيره الروسي
كتبت: نهال مجدي
تدقيق: د. إسلام عوض
أبدت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك استعدادها للتفاوض مع الجانب الروسي حول الضمانات الأمنية التي طلبتها موسكو في مقابل تهدئة التوتر على الحدود بينها وبين أوكرانيا.
وقالت بيربوك اليوم في مؤتمر صحفي إن الغرب بحاجة إلى العودة إلى طاولة المفاوضات مع روسيا، حتى وإن كانت مطالب روسيا، في ظل حشد قواتها قرب الحدود الأوكرانية، لا تتوافق مع التصورات الغربية، فالحوار مع موسكو مهم، سواء أكان في إطار صيغة نورماندي مع فرنسا وأوكرانيا، أم محادثات في مجلس روسيا وحلف شمال الأطلسي.
وقالت بيربوك – عقب لقائها مع وزير خارجية لوكسمبورج جان اسيلبورن – إنها تشعر بقلق كبير إزاء استمرار تحرك القوات على الحدود، وهو ما يعطي أهمية قصوى للدخول في الحوار مع كل تحرك مهما كان صغيرًا.
ومن جانبه، قال اسيلبورن إنه لم ير خلال 17 عامًا قضاها في منصبه مثل هذا التحذير الواضح من شن عملية عسكرية، كما يراه الآن في التحذير الصادر من الناتو ومنظمة الأمن والتعاون في أوروبا والاتحاد الأوروبي.
وفي الوقت نفسه يرى اسيلبورن أن العقوبات الاقتصادية لن تعود بالنفع على أحد، وقال إن العزل المحتمل لموسكو يعد بمثابة رسالة واضحة من أوروبا لمحاولة العودة إلى الطريق الدبلوماسي مرة أخرى، بدلا من النظر إلى خيار واحد وهو التدخل العسكري.
وتتوقع روسيا إجراء محادثات حول مقترحاتها الخاصة بالضمانات الأمنية الملزمة في يناير القادم، بحسب تصريحات وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف.
وأعلنت وزارة الخارجية الروسية في بيان أن نائب وزير الخارجية سيرجي ريابكوف بحث مع السفير الألماني لدى موسكو جيزا أندرياس فون جير، الضمانات الأمنية الروسية المقترحة على الناتو لوقف زحفه شرقًا.
وجدير بالذكر أن روسيا سلمت الناتو والولايات المتحدة وحلفاءها مشروع الاتفاق يوم الجمعة الماضي، وتطالب روسيا في هذه المسودة بوضع حد لتمدد الحلف الأطلسي شرقًا، حيث ترى في ذلك تهديدًا لها، وتسعى روسيا من خلال هذه الضمانات أيضًا إلى عدم انضمام أوكرانيا إلى حلف الأطلسي.
وعلى جانب آخر أجرى رئيس هيئة الأركان العامة الروسية فاليري جيراسيموف اليوم اتصالًا هاتفيًا مع نظيره الأمريكي مارك ميلي، بحث فيه الجانبان قضايا الأمن الدولي، بحسب بيان لوزارة الدفاع الروسية دون الإفصاح عن أي تفاصيل أخرى للاتصال.
هذا فيما ذكرت وسائل إعلام أمريكية نقلًا عن متحدث باسم ميلي أن المحادثة تناولت قضايا مثيرة للقلق في إطار الأمن الإقليمي.
وجرت المحادثات الأخيرة بين جيراسيموف وميلي عقب طرح موسكو مقترحات ضمانات أمنية في أوروبا على واشنطن والناتو.