دون استفزاز موسكو للحرب: الاتحاد الأوروبي يحاول “حلحلة” أزمة الحدود الروسية – الأوكرانية
كتبت: نهال مجدي
تدقيق: ياسر بهيج
في الوقت الذي تصاعدت فيه نبرة التصريحات بين موسكو، وواشنطن؛ فيما يخص القضايا الأمنية على الحدود الروسية؛ حاول الاتحاد الأوروبي، أمس، خلال قمة بروكسل، “حلحلة” الأزمة بين روسيا، وأوكرانيا، ومحاولة تخفيف التوترات علي الحدود.
ويرغب القادة الأوروبيون في إظهار وقوفهم بحزم وقوة مع دول شرق القارة، في وجه موسكو، مع تجنب استفزازها؛ لدرجة تدفعها للتحرك عسكريًّا ضد أوكرانيا.
اتهامات شرقية
وقد جمعت القمة قادة دول الاتحاد الـ27، مع نظرائهم في دول الشراكة الشرقية، وهي؛ أوكرانيا، وجورجيا، ومولدافيا، وأرمينيا، وأذربيجان، الجمهوريات السوفيتية السابقة، المُتّهِمة موسكو بالوقوف خلف محاولات لزعزعة استقرارها، وفي الوقت ذاته تعاني هي صراعات داخلية تقوض استقرارها.
وتبدو أوكرانيا، ودول الاتحاد السوفيتي السابق (في المنطقة علي حدود أوروبا،وتركيا) تقع بين السندان الروسي، ومطرقة الإتحاد الأوروبي، وحلف الناتو علي وجه الخصوص.
حشود روسية
وكان البرلمان الأوكراني قد صوّت، الثلاثاء الماضي، لمصلحة تمديد وجود قوات حلف الناتو على الأراضي الأوكرانية؛ في رد على الحشود العسكرية الروسية على حدودها، ويتمثل هذا الوجود فيما يقرب من 4 آلاف من قوات الناتو، منهم 2000 أمريكي، بخلاف 40 طائرة ومروحية، خلال العام المُقبل 2022.
ضمانات قانونية
وفي المقابل؛ أعلنت روسيا أنها سلَّمت إلى مساعد وزير الخارجية الأمريكي المُكلّف بشؤون أوروبا كارين دونفريد؛ التي زارت موسكو هذا الأسبوع، قائمة “مقترحات” تشمل الضمانات القانونية، التي تطالب بها روسيا لأمنها، وتعتبرها مهددة له.
وتطالب موسكو ، في اقتراحاتها؛ بمنحها حق النقض؛ لوأد أي محاولة لانضمام دول الاتحاد السوفيتي السابق لحلف الناتو، أو الاتحاد الأوروبي، وهو ما يرفضه تماما زعماء أوروبا، بحسب تصريحات دبلوماسيين أوروبيين لوكالة الأنباء الفرنسية.
عقوبات إضافية
وذكر “الإليزيه” إن المستشار الألماني الجديد أولاف شولتز، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، التقيا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي؛ قُبيل افتتاح القمة؛ في محاولة لتبديد سوء التفاهم، و”العمل معا لإعادة الانخراط في مفاوضات بصيغة نورماندي” مع روسيا.
وطالب زيلينسكي بفرض عقوبات أوروبية استباقية على روسيا، قبل تصعيد عسكري محتمل، وهو ما يراه زيلينسكي قد يمنع موسكو من التصعيد.
فيما ذكر موقع صحيفة “بيلد” الشعبية الألمانية أن مصادر حلف الناتو أشارت إلى أن روسيا حشدت ما بين 75 ألفًا و 100 ألف جندي قُرب الحدود الأوكرانية خلال الأسابيع الأخيرة.
انتقادات وتهديد
وأضاف الموقع أن “الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يكذب، وينتقد بشدة، ويهدد بأسلحته النووية، والحقيقة هي أن هناك معتديًا واحدًا؛ واسمه فلاديمير بوتين، إذ تتعرض أوكرانيا للتهديد من قبل الاتحاد الأوروبي، أو الناتو، بل من قِبّل روسيا”.
يُذكر أن الاتحاد الأوروبي لا يمكنه فرض عقوبات إلا بإجماع أعضائه، في حين أن مسألة فرض عقوبات إضافية على روسيا لم يثرها رئيس أي من دوله، أو حكوماته خلال القمة.
وعلى الصعيد نفسه؛ قال رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال إن “هناك عقوبات سارية أصلًا، ونحن مستعدون لإضافة أخرى إليها؛ إذا ما كان ذلك ضروريا”.
خيارات
وبدورها قالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون در لاين: “لقد طلب منا إعداد خيارات، ونحن قمنا بواجباتنا بهذا الصدد، ونحن جاهزون، فإذا حصل عدوان عسكري جديد؛ فإن الثمن الذي ستدفعه روسيا سيكون باهظًا جدًا، وستكون عواقبه وخيمة”.
وكان الرئيس الروسي قد دعا إلى مفاوضات “فورية” مع حلف شمال الأطلسي، والولايات المتحدة؛ بشأن مقترحات لضمان أمن روسيا، على خلفية التوترات حول أوكرانيا.
سيناريو نظري
ويرى عدد من الخبراء أن سيناريو الحرب بين روسيا وأوكرانيا لا يزال نظريًّا، إلى الآن على الأقل، وفي حال تحقق؛ فسيشكل أحد أكبر الانتكاسات للسلام في أوروبا، ما بعد الحرب العالمية الثانية.
ورغم أن موازين القوى العسكرية تميل بشكل واضح لروسيا، ليس فقط من حيث القوة العسكرية التقليدية، ولكن، أيضا، باعتبارها قوة نووية معترفًا بها دوليًّا، إلّا أن أوكرانيا تُعتبر، هي الأخرى، قوة عسكرية إقليمية لا يستهان بها.
وفي هذا الصدد؛ أوردت وكالة الأنباء الألمانية فى وقت سابق، وجهة نظر خبير الشؤون السياسية الألماني أندرياس أوملاند، من مركز ستوكهولم لدراسات أوروبا الشرقية، بالمعهد السويدي للشؤون الدولية، وذلك في تقرير نشرته مجلة “ناشيونال انتريست الأمريكية”، اعتبر فيه أن أوكرانيا “أسست على مدار الأعوام السبعة الماضية، جيشًا تقليديًّا هائلًا ومُحنّكًا.