“آبي” يفقد 80 ألف جندي أمام التجراي.. وأسرى الجيش الاثيوبي يسخرون منه
كتب : المثنى عبدالقادر الفحل
تدقيق : ياسر بهيج
أطلقت قوات جبهة تحرير التجراي سراح المئات من أسرى الجيش الفيدرالي؛ الذين وقعوا فى الأسر، خلال المواجهات الاخيرة مع القوات الإثيوبية، والأمهرية، فى منطقة شمال شاوا.
ونقلت فضائية (DW)، التابعة للجبهة؛ فيديو لقائد ميداني من التجراي؛ يُبلِّغ مجموعة من الأسرى الإثيوبيين قرار الإفراج عنهم؛ للعودة إلى عائلاتهم.
نقل مُصوّر
ونقل التلفزيون الرسمى أفلامًا مُصوّرة لمئات الأسرى الإثيوبيين، الذين تم أسرهم فى منطقة جفراي، بإقليم عفار، ولآخرين تم أسرهم، من قِبَل قوات جبهة الأجو، فى إقليم الأمهرة، وأجرى التلفزيون مقابلات مع عدد من الأسرى، الذين بدت على وجوهم ملامح السعادة؛ لخروجهم أحياء من الموت المحقق، بحسب وصفهم لمجريات المعارك، التى حصدت أرواح جميع زملائهم فى الجيش الاثيوبى.
وسخر أسير من قيادة آبي أحمد المعارك، فى جبهة ملي، بإقليم عفار؛ قائلًا: “لم يكن لنا قائد فى الجبهة.. لقد فرّ جميع القادة، وتركونا فى أرض المعركة !!”
تساقط المدن
بعد سيطرة جبهة تحرير التجراي على مدينة (قاشينا) الاستراتيجية، استولت اليوم على مدينة لاليبيلا، في إقليم الأمهرة.
وأكدت قيادة الجبهة أن الحكومة فقدت أكثر من 80 مابين قتيل، وجريح، وهارب من مدينة قاشينا، مشيرة إلى أن هؤلاء الجنود لن يعودوا الى الجيش الفيدرالي مجددًا أبدًا ، ويشملون مليشيات فانو، وقوات إقليم الأمهرة.
سقوط “آبي”
وعلمت “الجمهورية الثانية” أن القتال، اليوم الأحد، وصل إلى قُبالة مدينة جبال (أمباسيل)، في الوقت الذي هرع فيه رئيس الوزراء آبي أحمد إلى جبهات القتال، بعد سقوط المدينتين في 24 ساعة؛ إذ تلقى تقريرًا من جنرالات الجيش، وهو جالس على الأرض، كما نقل الإعلام الإثيوبي الرسمي.
حوار وطني
وكان “آبي” قد عرض إقامة حوار وطني مع جبهة تحرير التجراي، يوم الجمعة الماضية، لكن الجبهة رفضت، واعتبرت ذلك مراوغة منه؛ لخداع المجتمع الدولي.
وقد وقف رئيس وزراء إثيوبيا على منطقة سلسلة جبال زوبيل، ومدن أرجو، و فوكيسا، وبورن الإستراتيجية، وتقاطع طريق ولديا مكلي السريع الرئيسي؛ لتأمينهم من الجبهة.
إجلاء إلى كينيا
وعلى صعيد آخر؛ أصدرت وزارة الخارجية الكينية بيانًا أجازت فيه استخدام نيروبي مركزًا إقليميًّا لاستقبال جميع الموظفين الدوليين، وعائلاتهم، الذين سيتم اجلاؤهم من إثيوبيا.
وتستعد الحكومات الغربية، والأمم المتحدة، والاتحاد الإفريقي؛ لعمليات إجلاء جماعي من إثيوبيا، التى تشهد نزاعًا دمويًّا، منذ نوفمبر 2020.
وكانت دول عدة؛ من بينها الولايات المتحدة، والمملكة المتحدة، قد حضّت رعاياها على مغادرة إثيوبيا، على الفور.
من جهة أخرى؛ قال كشف معلومات إن الطائرات المغادرة لمطار بولى فى أديس أبابا لا تزال تقوم بالدوران، بزاوية 360 درجة، عند المغادرة؛ لتجنب التحليق على ارتفاع منخفض، فوق المنطقة الواقعة شرق المطار.
ويُعد الإقلاع بتلك الطريقة؛ ضرورة لحماية الطائرات من النيران المضادة للطائرات، فى مناطق الحرب.
تجنيد الحراس
وقد وجّه رئيس الوزراء آبي أحمد جميع الحراس في الوزرات، والمؤسسات الحكومية، والعاملين بحكومات الأقاليم، بحمل السلاح، بما في ذلك المناجل؛ لمحاربة قوات التجراي، إذ انضم عشرات الآلاف من الميليشيات العرقية، والحراس العاملين في مناطق الصراع، وحتى العاصمة أديس ابابا.
الحرب ستطول
وقال مركز سترافور الأمريكي للدراسات الأمنية والاستخباراتية – الذي يوصف بالمُقرَّب من المخابرات الأمريكية – إنه من غير المرجح أن تؤدي استعادة الحكومة الإثيوبية السيطرة على المدن الرئيسية إلى وضع نهاية قريبة للحرب الأهلية المستمرة منذ نحو عام؛ إذ لا يزال طرفا الصراع غير مستعدين للتفاوض.
وأضاف أن الحكومة الإثيوبية أعلنت في 6 ديسمبر الجاري، أنها استعادت مدينتي ديسي، وكومبولتشا، بعد شهر من استيلاء جبهة التجراي على المدينتين الاستراتيجيتين، الواقعتين على طول الطريق السريع (إيه 2)، الذي يربط منطقة التجراي الشمالية بأديس أبابا.
المكاسب الأخيرة
ونقل المركز عن رئيس الوزراء الإثيوبي اعتباره المكاسب الأخيرة دليلًا على أن قوات الدفاع الوطني الإثيوبية انتصرت في الحرب ضد قوات التجراي، والتي بدأت في نوفمبر 2020، فيما أكد المتحدث باسم جبهة التجراي جيتاتشو رضا أن الجماعة انسحبت ديسي، وكومبولتشا، كاشفًا عن أن الانسحاب كان جزءًا من خطة لجبهة التجراي.