“أوميكرون” المتحور.. ضيف الشتاء الثقيل..وبابا نويل يستعد بـ“ملابس الحداد”
كتب – شريف سمير :
تدقيق: على جاد
يأبى عام ٢٠٢١ أن يغادر هادئا، تاركا العالم فى سكينة وسلام ولو مؤقتا، بعد تخفيف بعض الإجراءات الاحترازية لفيروس كورونا، ليستقبل العالم عام ٢٠٢٢ بمزيد من القلق، وظهور فيروس “أوميكرون” المتحور، وفرض إجراءات احترازية جديدة صارت جزءا من سلوك وعمل الإنسان اليومى!.
انتفاض البيت الأوروبى
تفجرت ينابيع الخوف مجددا فى مجرى الدول وروافد الشعوب بتفشى المتحور الجديد من فيروس كورونا المستجد “أوميكرون”، وبعد أن ضربت الموجة العنيفة جنوب أفريقيا، انتفض البيت الأوروبى لإغلاق أبوابه وحظر السفر إلى أراضى دول القارة العجوز.
وشددت الولايات المتحدة والدول الآسيوية، من قيود الانتقال، فى مشهد دراماتيكى معتاد منذ أكثر من عامين، يعيد إلى الأذهان ذكريات العزل الشامل المظلمة.
وصنفت لجنة استشارية تابعة لمنظمة الصحة العالمية “أوميكرون”، باعتباره فيروسا شديد العدوى، وذلك فى أول تصنيف منذ شهور يصدر عن المنظمة لأحد متحورات كورونا على هذا النحو.
متحور مريب
وعلق وزير الصحة الألمانى، ينس شبان علي التقرير قائلا : ”آخر ما نحتاجه هو ظهور متحور جديد من شأنه أن يسبب المزيد من المشاكل”، فى الوقت الذى حذرت رئيسة مفوضية الاتحاد الأوروبى، أورسولا فون دير لاين، من ضرورة تعليق الرحلات الجوية لحين الحصول على “فهم واضح حول مخاطر المتحور، وبالتالى لا مفر من احترام قواعد الحجر الصحى الصارمة”، على حد تعبيرها.
وشددت دير لاين على ترقب ظهور وانتشار متحورات جديدة، قد تجتاح أنحاء العالم خلال أشهر قليلة مستغلة طقس الشتاء القارص، فى ظل إعلان إصابتين بـ“أوميكرون” فى ألمانيا، وتصنيف بلجيكا كأول
دولة فى الاتحاد الأوروبى تستقبل الفيروسو..
ويؤكد وزير الصحة البلجيكى فرانك فاندنبروك معترفا :”إنه متحور مريب، لا نعرف بعد مدى خطورته”.
طفرة أوميكرون
وتوقع خبراء فى قطاع الصحة حلول “أعياد ميلاد” حزينة وملابس حداد يرتديها بابا نويل مع صعود منحنى الوباء بصورة مخيفة إلى حد كبير .. وتحمل نسخة “أوميكرون” عددا قياسيا من التحورات، حيث يبلغ ٥٠ طفرة فى بروتين “سبايك”، الذى يتسلل من خلاله الفيروس إلى جسد الإنسان.
وتحتوى النسخة الجديدة على ضعف عدد التحورات الموجودة فى سلالة “دلتا”، ومن بينها مرتبطة بتفادي الاستجابة المناعية الناتجة عن كل من العدوى السابقة والتطعيم، والتحورات المرتبطة بزيادة العدوى، ويكفى أن تستمع إلى رئيس الوزراء البريطانى، بوريس جونسون، عندما يصرخ بأن الفيروس قادر وبسرعة كبيرة على الانتقال بين الأشخاص الملقحين مرتين، وكأنه يبشر العالم بــ“جولة ملتهبة” أخرى من حرب الطبيعة تشعل الليالى الباردة!