24 ساعة على الاتفاق السياسي السوداني .. والرابح ثورة ديسمبر
تقرير: المثنى عبدالقادر الفحل
تدقيق: د. إسلام عوض
شهدت الخرطوم والولايات السودانية هدوءًا كبيرًا جراء الاتفاق السياسي الذي وقعه رئيس مجلس السيادة الانتقالي القائد الأعلى للجيش الفريق أول عبدالفتاح البرهان مع رئيس الوزراء المعاد تعيينه دكتور عبدالله حمدوك؛ حيث انهال الترحيب الدولي بشكل كبير على الاتفاق الذي شمل وزير الخارجية الأمريكي، ومجموعة دول الترويكا، والاتحاد الإفريقي، ومنظمة المؤتمر الإسلامي، والبرلمان، ودول الخليج، ورؤساء الدول الإفريقية؛ حيث أمن بيانات الدول والحكومات والمنظمات على دعم الاتفاق.
معاش الناس والانتخابات
أكد رئيس مجلس السيادة الانتقالي القائد العام للقوات المسلحة الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان عبدالرحمن، أكد أن الاتفاق السياسي الذي وقع هدفه معالجة قضايا معايش الناس، والاستعداد للانتخابات في يوليو 2023م واستكمال متطلبات السلام، وقال البرهان خلال مخاطبته الضباط بالقوات المسلحة والدعم السريع برتبة العميد فما فوق اليوم الإثنين.
وقال إن الجيش حريص على تطوير القوات المسلحة والاهتمام بالفرد وبيئة العمل، وأشاد رئيس مجلس السيادة بتضحيات القوات النظامية في أداء واجبها وحمايته والدفاع عن الوطن.
في الإطار نفسه أكد المستشار الإعلامي للقائد العام للقوات المسلحة العميد دكتور الطاهر أبوهاجة إن الاتفاق السياسي كان الحلقة المفقودة لاستكمال التحول الديمقراطي، واصفًا هذا الاتفاق بأنه لا يوجد فيه منتصر أو مهزوم، وأن الرابح فيه هو الشعب السوداني وثورته المجيدة، وهو بمثابة الحلقة المفقودة للمسيرة نحو التحول الديمقراطي والدولة المدنية المنشودة، مشيرًا إلى أن الاتفاق السياسي عبر عن عزم وصدق وإرادة القيادة العسكرية والمدنية التي تتجسد فيها الشراكة في أسمى معانيها، وتتجسد فيها رمزية ثورة ديسمبر المجيدة، التي يعول عليها في تحدي كل الصعاب، موضحًا إنه اتفاق تاريخي يؤكد قدرة السودانيين وعبقريتهم في حل مشكلاتهم، وتجاوز أزماتهم مهما عظمت.
مصلحة السودان العليا.
أكد نائب رئيس مجلس السيادة الفريق أول محمد حمدان دقلو (حميدتي) اهتمام الدولة بقوات الشرطة، وتقديم جميع المساعدات التي تمكنها من أداء دورها باحترافية ومهنية؛ بسطًا للأمن، وحفاظًا على سلامة المواطنين، ومنعًا للجريمة وترسيخًا لسيادة حكم القانون.
وقال حميدتي – خلال التنوير الذي قدمه لضباط الشرطة من رتبة عميد فما فوق، بدار الشرطة في بري اليوم الإثنين – إن الشرطة السودانية تعرضت لضغط كبير خلال الفترة الماضية، غير أنها ظلت صامدة تؤدي دورها المنوط بها، وحيا الضباط وضباط صف وجنود قوات الشرطة المنتشرين في كافة ربوع البلاد، كما أعلن حميدتي تبرعه بمرتب شهر لقوات الشرطة لجهودها في حفظ النظام.
وأوضح نائب رئيس مجلس السيادة، أن الإجراءات التي تم اتخاذها في الخامس والعشرين من أكتوبر الماضي، هدفت لتصحيح مسار ثورة ديسمبر المجيدة، مشيرًا الى الاتفاق السياسي الذي تم توقيعه، والذي تعهدت الأطراف من خلاله، على ضرورة العمل سويًا لاستكمال تصحيح مسار الثورة، والانتقال الديمقراطي بما يخدم مصلحة السودان العليا، وضرورة نجاح الفترة الانتقالية، وصولًا لحكومة مدنية منتخبة بإرادة الشعب.
استقالة المعزولون
أعلن 12 من الوزراء المعزولين بقرار من قائد الجيش عبدالفتاح البرهان، اليوم الإثنين، تقديم استقالتهم مكتوبة لرئيس الحكومة الانتقالية، عبد الله حمدوك.
وقال الوزراء المعزولون – في بيان اليوم الإثنين – تقدمنا باستقالاتنا مكتوبة للسيد رئيس مجلس الوزراء، وتم تسليمها له باليد.
وأوضحوا أن الاستقالات قُدمت من د.مريم المنصورة الصادق المهدي وزيرة الخارجية، ود.نصر الدين عبدالباري وزير العدل، ود.الطاهر حربي وزير الزراعة، ود.ياسر عباس وزير الري، ود.الهادي محمد إبراهيم وزير الاستثمار، وم.جادين علي العبيد وزير الطاقة، ود.انتصار صغيرون وزيرة التعليم العالي، وأ.تيسير النوراني وزيرة العمل، وم.ميرغني موسى وزير النقل، ود.عمر النجيب وزير الصحة، ود.يوسف الضي وزير الشباب والرياضة، وأ.نصر الدين مفرح وزير الشئون الدينية.
وأضاف الوزراء المعزولون، أن بقية الوزراء الخمسة – الذين تمت تسميتهم من قوى الحرية والتغيير، ومن ضمنهما الوزيران أ.حمزة يلول وزير الإعلام، وم.هاشم حسب الرسول وزير الاتصالات – لم يتمكنوا من حضور الاجتماع التفاكري للوزراء.
حكومة كفاءات
قال رئيس الوزراء المعاد تعيينه دكتور عبدالله حمدوك إن من أهم بنود الاتفاق السياسي الجديد – الذي وُقع مع رئيس مجلس السيادة الفريق عبدالفتاح البرهان – أن تكون له القدرة على تشكيل حكومة مستقلة بكامل الحرية.
وأكد حمدوك أن الفكرة الأساسية في الحكومة المقبلة أن تكون حكومة تكنوقراط من كفاءات سودانية مستقلة، وأن ما تبقى من عمر المرحلة الانتقالية يدفع الحكومة المقبلة إلى التركيز على قضايا محدودة جدًا، على رأسها تنفيذ التحول الديمقراطي واستحقاقاته.
وقال حمدوك إنه يأمل أن يصل السودانيون إلى توافق لحقن الدماء، وفتح الطريق أمام التحول الديمقراطي، معتبرًا أن السودان كان على شفا هاوية، وأن المبادرات الفردية والجماعية المختلفة حركها الحرص على تفادي التشظي والانزلاق نحو مصير مجهول، على حد تعبيره.
وقال حمدوك إنه لا يطمح في مكاسب شخصية؛ من وراء الاتفاق السياسي؛ مضيفًا، لذلك لا يهمني أن أكون وحدي او مع جماعة؛ (في إشارة إلى فك ارتباط بقوى الحرية والتغيير)، موضحًا أن ما يهمه هو إنقاذ البلاد ومصلحة الشعب.