تظاهرات في أوروبا ضد قواعد الإغلاق بسبب كورونا
كتبت: نهال مجدي
مراجعة لغوية: ياســـــر فتحي
اندلعت اضطراباتٌ جديدةٌ في هولندا ضد قواعد الإغلاق الجديدة بسبب ارتفاع حالات الإصابة بفيروس كورونا في أوروبا.
وأثناء التظاهرات ألقىٰ المتظاهرون الألعاب النارية على الشرطة وأضرموا النار في دراجات بخارية بمدينة لاهاي، بعد ليلة واحدة مِن تحول الاحتجاجات في روتردام إلى أعمال عنف، وعلى خلفية ذلك فتحت الشرطة النار.
وقد انتشر آلاف المتظاهرين في شوارع النمسا وكرواتيا وإيطاليا مع تصاعد الغضب بسبب القيود الجديدة.
وقالت منظمة الصحة العالمية (WHO) إنها “قلقة للغاية” مِن ارتفاع حالات الإصابة بفيروس كورونا في القارة.
وقال مديرها الإقليمي الدكتور “هانز كلوج” في تصريحاتٍ صحفية “إنه ما لم يتم تشديد الإجراءات في جميع أنحاء أوروبا، فمن الممكن تسجيل نصف مليون حالة وفاة أخرى بحلول الربيع المقبل”.
هذا وتفرض العديد مِن الحكومات في جميع أنحاء القارة قيودًا جديدة في محاولة للتصدي للعدوىٰ المتزايدة، حيث أبلغ عدد من الدول الأوروبية مؤخرًا عن أرقام حالات يومية قياسية.
وفي هولندا ، اندلعت ليلةٌ ثانيةٌ مِن أعمال الشغب أمس السبت في عدة بلدات ومدن، حيث أشعل مُثيروا الشغب المقنعون النار في الدراجات في شوارع لاهاي، حيث استخدمت شرطة مكافحة الشغب الخيول والكلاب والهراوات لمطاردة الحشود، وأعلن المسئولون اعتقال سبعة أشخاص على الأقل.
وقالت الشرطة إنَّ شخصًا ألقىٰ حَجرًا عبر نافذة سيارة إسعاف كانت تمر في الطريق وتحمل مريضًا، وقال ضباطٌ في المدينة على تويتر إنَّ خمسة مِن رجال الشرطة أصيبوا، وأحدهم نُقِل بسيارة إسعاف مصابًا في الركبة.
وفي أماكن أخرى مِن البلاد، تم إيقاف مباراتين لكرة القدم في الدرجة الأولى لفترةٍ وجيزة بعد أنْ اقتحم المشجعون الملعب وركضوا إلى أرض الملعب. وجديرٌ بالذكر أنَّ المشجعون ممنوعون حاليًا مِن حضور المباريات بسبب قواعد فيروس كورونا الجديدة.
وتأتي الاضطرابات بعد ليلةٍ مِن أعمال الشغب في روتردام التي وصفها رئيس بلدية المدينة بأنها “عربدةٌ مِن العنف”، وقال متحدث باسم الشرطة لوكالة رويترز للأنباء أنَّ الشرطة أطلقت أعيرة نارية تحذيرية “لأن الوضع يهدد الحياة”.
وقال الضباط أنَّ ثلاثة متظاهرين على الأقل يتلقون العلاج في المستشفى مِن إصاباتٍ بأعيرة نارية، وفتحت السلطات تحقيقًا في الحادث.
وفرضت هولندا إغلاقًا جزئيًا لمدة ثلاثة أسابيع يوم السبت الماضي بعد تسجيل ارتفاع قياسي في حالات كوفيد، يوجب إغلاق الحانات والمطاعم في الساعة الثامنة مساءًا، ويُحظر الازدحام في الأحداث الرياضية.
وعلى جانب آخر احتجَّ عشرات الآلاف في العاصمة النمساوية فيينا بعد أنْ أعلنت الحكومة عن إغلاق وطني جديد وخطط لجعل التطعيم إلزاميًا في فبراير 2022، وهي أول دولة أوروبية تجعل التطعيم مطلبًا قانونيًا.
وهتف المتظاهرون وهم يرفعون الأعلام الوطنية ولافتات كُتِبَ عليها “حرية، مقاومة” وأطلقوا صيحاتِ الاستهجان بوجه عناصر الشرطة.
وستدخل البلاد في حالة إغلاق لمدة 20 يومًا اعتبارًا مِن الغد الاثنين، حيث تغلق جميع المتاجر باستثناء المتاجر الأساسية ويُطلَب مِن الناس العمل مِن المنزل.
وأيضًا في كرواتيا، تظاهر الآلاف في العاصمة زغرب للتعبير عن غضبهم مِن التطعيمات الإلزامية لموظفي القطاع العام، بينما في إيطاليا ، حيث تجمع بضعةُ آلاف مِن المتظاهرين في ساحة سباق العربات القديمة في سيرك ماكسيموس في روما لمعارضة شهادات “الممر الأخضر” المطلوبة في أماكن العمل والأماكن ووسائل النقل العام.
كما ترسل السلطات الفرنسية عشرات مِن ضباط الشرطة الآخرين لقمع الاضطرابات في جزيرة جوادلوب الكاريبية، وهي مقاطعة فرنسية.
وشهدت أعمال الشغب قيام اللصوص بنهب عشرات المتاجر وإشعال النيران في الشركات بعد أنْ تحولت الاحتجاجات ضد بطاقة كوفيد الفرنسية إلى أعمال عنف.
وقال وزير الداخلية جيرالد دارمانين أنَّ بعض المتورطين في الاضطرابات استخدموا “الذخيرة الحية” ضد سلطات إنفاذ القانون، ووعد بِرَدٍ “حازم” على مَن تسببوا بهذه الفوضىٰ العامة.