وزارة الدفاع الروسية تدمر قمرًا صناعيًا في الفضاء.
كتب: محمد عبد السميع
تدقيق: د. منال فرحات
أعلنت وزارة الدفاع الروسية أنها أجرت الثلاثاء الماضي تجربةً ناجحةً في الفضاء؛ حيث بامت بتدمير قمرٍ صناعيٍ روسيٍ خارج الخدمة. وأضافت في بيان لها، أنها دمرت القمر الصناعي “تسيلينا د” الذي أطلقته في عام 1982، وكان عاطلًا عن العمل.
وخلفت التجربة 1500 قطعة من الحطام المداري؛ مما اضطر طاقم المحطة الفضائية الدولية إلى الاحتماء داخل كبسولات، لكن وكالة الفضاء الروسية “روسكوزموس” قللت من شأن خطورة الحادث.
ويوجد على متن المحطة الدولية سبعة أفراد يشكلون طاقم العمل الحالي، من بينهم أربعة من الولايات المتحدة، وواحد من ألمانيا، واثنان من روسيا.
وتسير المحطة الفضائية الدولية في مدار على ارتفاع نحو 420 كيلو مترًا.
وأعلنت وزارة الدفاع الروسية رفضها مزاعم الخارجية الأمريكية، والبنتاجون بأن تصرفات روسيا تسببت بحدوث أخطار على المحطة الفضائية الدولية. ووصفت هذه التصريحات أنها نفاق، وأنها ظلت على مدار سنين تدعو الولايات المتحدة، وغيرها من القوى الفضائية لتوقيع اتفاقية حول منع نشر أسلحة في الفضاء.
وتابعت وزارة الدفاع الروسية بأنها تقوم بأنشطة مُخطّط لها، تهدف إلى تعزيز قدرتها على الدفاع ضد إلحاق الأضرار المفاجئة بأمن روسيا في الفضاء، وعلى الأرض باستخدام وسائل فضائية أجنبية موجودة حاليًا، أو تقع قيد التطوير من قِبَل الأعداء.
وقال وزير الخارجية الأميركي “أنتوني بلينكن” إنّ بلاده ستوضح أنّها لن تتسامح مع هذا النوع من النشاط”.
وبدورها أدانت فرنسا التجربة الروسية، وأصدرت وزارتا الخارجية، والدفاع بيانًا مشتركًا، وصفت فيه الاختبار بأنه أمر مُزعزِع للاستقرار، وغير مسؤول. ومن المرجّح أن تكون له عواقب لفترة طويلة جدًا في بيئة الفضاء، ولكل الأطراف العاملة فيه”.
وليست هذه أول تجربة صاروخية لاستهداف قمر اصطناعي في أثناء دورانه حول الأرض؛ إذ سبق أن أجرت مثل هذه التجربة أربع دول، هي: الولايات المتحدة، والصين، والهند، وروسيا. وانتقدت هذه التجارب بشدة؛ لأنّ الحطام الذي يخلّفه قصف القمر الاصطناعي سرعان ما يتحوّل إلى مقذوفات خطرة يمكن أن تصطدم بآلاف الأقمار الاصطناعية الموجودة في المدار، والتي تعتمد عليها دولٌ بأسرها في العديد من الأنشطة.
وجدير بالذكر أنه عندما دمرت الصين أحد الأقمار الصناعية القديمة المتوقف عن العمل، والذي كان يُستخدم في الرصد المناخي، في عام 2008، خلفت تلك العملية أكثر من 2000 قطعة من الحطام المداري القابل للرصد. ولا تزال تلك المواد تشكل خطرًا على البعثات الفضائية، بما فيها البعثات الصينية نفسها.