انهيار آبي الوشيك..بين رعب العاصمة أديس أبابا وانفصال القوميات الإثيوبية
تقرير: المثنى عبدالقادر الفحل
تدقيق: عبد الفتاح عبد الواحد
بات انفصال أقاليم جمهورية إثيوبيا الاتحادية احد أبرز الحلول لنهاية الحرب الأهلية في البلاد جراء تعنت رئيس الوزراء آبي أحمد والنخبة الحاكمة للبلاد، لتقديم تنازلات للقوميات والقبائل الإثيوبية المتصارعة في الحرب منذ نوفمبر من العام الماضي.
وتفيد مصادر (الجمهورية الثانية) أن إعلان انفصال دولة إثيوبيا بات الخيار الأرجح لإيقاف الحرب الأهلية بعد تحالف القوميات مطلع الشهر الجارى في العاصمة الأمريكية واشنطن، حيث تؤكد المعلومات أن جبهات الكفاح المسلح الإثيوبية المعارضة للحكومة قررت إعلان انفصال أقاليمها لوضع حد للحرب الأهلية وإيقاف القتال الدائر في البلاد.
رعب بالعاصمة أديس أبابا
عززت الأجهزة الأمنية الحكومية في العاصمة أديس أبابا القوات بشكل مفاجئ فجر اليوم (الاثنين) حيث نشرت مدرعات وسيارات مسلحة في الميادين، خشية دخول جبهات المعارضة المسلحة، وسط توقعات بحدوث ثورة داخلية في المدينة من مواطني القوميات المضطهدة بواسطة الحكومة، خاصة من قومية التجراي، في وقت ظلت طوال نهار اليوم مروحيات عسكرية تحلق فوق العاصمة، ما أدى لزيادة الرعب لدى مواطني المدينة جراء السيناريوهات المتوقعة في وقت تواصل الدول نقل مواطنيها للخارج، بعد إعلان الجيش الأمريكي التزامه بنقل مواطني الدول حال حدوث حرب شوارع بالعاصمة الإثيوبية.
وتفيد المعلومات أن المعارضة المسلحة باتت تقرب بشكل يومي إلى العاصمة أديس أبابا، وهو ما زاد من رعب السكا.
إلى ذلك فرضت حكومة إقليم أوروميا الإثيوبية التي تحيط بالعاصمة أديس أبابا حظر تجوال جراء اقتراب المعارك بين قوات الحكومة وحركات الكفاح المسلح، حيث تم إبلاغ المواطنين بإغلاق المحلات والشركات من الساعة الثامنة مساء وحتى السادسة صباحا، وقال رئيس مكتب حكومة الإقليم أدوغنا أحمد إنها خطوة لتأمين الإقليم.
طائرات تركية جديدة
تسلمت الحكومة الإثيوبية (6) طائرات بدون طيار تركية (TB-2) جديدة في أعقاب اتفاق المساعدات العسكرية التركية في أغسطس الماضي عند زيارة رئيس الوزراء الإثيوبي أبي أحمد مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، في إطار المساعدات التركية ضد قوميات إثيوبيا التى تكافح لإسقاط النظام الإثيوبي.
وكانت جبهة تحرير التجراي لأكثر من مرة أشارت صراحة إلى أن تركيا شاركت في أعمال الإبادة الجماعية ضد قوميتهم، من خلال تسليح النظام الإثيوبي الذي يقومون بمحاربته من خلال ثورتهم.
انفصال القوميات المرتقب
إلى ذلك قال حاكم إقليم التجراي الدكتور دبرصيون قبرميكائيل إن الجبهات الـ(9) اتفقت في العاصمة الأمريكية واشنطن قبل فترة علي هدف واحد هو تدمير العدو بصورة مشتركة، وأن العدو هو عدو مشترك وليس عدوًا لشعب تجراي وحده، لأنه استخدم قدرات دول عدة شاركت لجانبه لتدميرنا والقضاء علي شعب تجراي.
وأضاف د. دبرصيون أن أهم هدف الآن هو تغيير النظام، وأنه لابد من تدمير العدو، موضحًا أنهم اختاروا السلام عدة مرات، لكن النظام الإثيوبي الذي يقوده (قائد فاشي) لا يؤمن بالسلام بل بالقوة، وأنه سيحكم الشعوب من خلال تركيعها بالقوة، وأن بقية جبهات القوميات المتحالفة أكدت أن النضال يخصهم، وأن ماحدث لقومية التجراي قد يحدث معهم، لهذا طلبوا الانضمام لهذا النضال، واتفقوا لمواصلة النضال بصورة موحدة من أجل دحر العدو.
وكشف حاكم إقليم التجراي أنه بعد تدمير نظام آبي أحمد اتفقوا على اختيار حكومة مؤقتة، وأن المناقشات قد تصل لتقرير المصير، وأن هناك أشياءً مشتركة ستكون بين القوميات الإثيوبية، وأخرى ستخص كل قومية.
وقال الدكتور دبرصيون إن تقرير مصير قومية التجراي ليس المطلب الوحيد، بل هناك الانتهاكات والإبادة الجماعية التى تتطلب تقديم المسئولين عنها للمحاكم، وتعويضا ليس من الحكومة الإثيوبية فقط بل من الحكومة الإريترية والآخرين أيضا الذين شاركوا في إبادة شعب التجراي.
وأكد حاكم الإقليم أن هناك تحركات كبيرة وبيانات كبيرة ستصدر خلال الأيام القادمة، وسنعمل معا بصورة كبيرة، وهناك نشاطات كبيرة لجميع من في تحالف الجبهات الـ(9) ، وأهم شيء هو دفن هذا العدو لمستقبل أفضل.
الوساطة الأخيرة
أفادت المعلومات أن زيارة الرئيس الكيني أوهور كينياتا إلى العاصمة الإثيوبية أدس أبابا (أمس الأحد) كانت بهدف إقناعه بمغادرة إثيوبيا، وعدم إيصال المعارك إلى أديس أبابا ، وكشفت المعلومات أن الرئيس الكيني أجرى مباحثات أيضا مع كبار قادة جبهة التجراي
يضاف أن المراقبين ربطوا زيارة الرئيس الكيني أوهور مع نظيره
آبي بالزيارة التى أجراها الرئيس الكيني الراحل جومو كينياتا من إجل إنقاذ إمبراطور إثيوبيا المعزول هيلا سيلاسي.
المعارك الميدانية
سيطرت جبهة تحرير الأورومو على مدينة (سانبات) التي تقع شمال العاصمة الفيدرالية أديس أبابا على نحو (273) كيلومترا اليوم الاثنين، في نفس الوقت تزاد ضراوة القتال في (8) جبهات مختلفة بأرجاء إثيوبيا بحسب مصادر مطلعة، من ضمنها جبهة إقليم عفار، حيث تستمر المعارك من أجل السيطرة على مدينة (ملي) الإستراتيجية التى حال الاستيلاء عليها ستتمكن الجبهات من قطع الطريق بين إثيوبيا ودولة جيبوتي، ونفس المحور يؤدى إلى العاصمة الفيدرالية ، بجانب معارك في منطقة كيميس في إقليم الأمهرة التى تبعد عن (ديسي) نحو (73)كيلو مترًا، في إطار آخر يجري قتال في الحدود بين إقليمي الصومال الإثيوبي مع عفار، وتقول المصادر إنه حال السيطرة على (ملي) فإن سقوط العاصمة أديس أبابا سيكون مسألة يوم أو يومين.