تحقيقات مرفأ بيروت مهددة بالــ”فيتو” الشيعي
كتبت_نهال مجدي
هدد حزب الله اللبناني، وحركة أمل (الذراع الشيعي للسياسة اللبنانية) بتجميد مشاركته في جلسة مجلس الوزراء، ولوحوا بتعليق مشاركتهم في الحكومة الجديدة بعدما ظهرت تقارير إعلامية تلقي بالمسئولية في حادث مرفأ بيروت على حزب الله.
كما اتهم حزب الله وحركة أمل واشنطن بالتدخل فى مسار التحقيقات، وطالبوا بتنحية القاضي طارق بيطار عن القضية حيث لا يمكن للحزب أن “يتحمل نتيجة جريمة لم يرتكبها”.
ودعا حزب الله وحركة أمل” وتيار “المردة” الماروني جماهيرهم للمشاركة في وقفة احتجاجية أمام قصر العدل غداً الساعة 11 صباحاً تحت عنوان “مسيرتنا أنقى من القضاء، وويل لقاضي الأرض من قاضي السماء”، تنديداً بقرارات القاضي البيطار.
وفى المقابل قال أهالي ضحايا انفجار مرفأ بيروتفى بيان “نحن أولياء الدم قضيتنا هي جريمة العصر ويجب أن تخرج من التجاذبات الحزبية، الطائفية والمذهبية، وأن جريمة تفجير مرفأ بيروت طالت جميع الفئات والشرائح لم تميّز بين طرف وآخر، بين لبناني أو أجنبي”. كما توجهوا لمجلس الوزراء مصرين على احترام فصل السلطات، وبالتالي عدم التدخل بعمل المحقق العدلي طارق البيطار وعرقلة التحقيق.
هذا ووصفت وسائل الإعلام اللبنانية الموقف المتشدد الموقف بأنه محاولة لتطييف للقضية وأن التحقيق والحكومة كلها أصبحت الأن أمام لغم “الفيتو الشيعي”.
وبحسب وكالة رويترز أجلت الحكومة اللبنانية جلستها المخصصة، لبحث إمكانية التوصل إلى اتفاق بشأن التحقيق في انفجار مرفأ بيروت.
ولاتزال الاتصالات جارية بين الثنائي الشيعي (حزب الله وحركة أمل) من جهة، ومن جهة أخرى مع رئاسة الجمهورية لمحاولة تدارك الأمر ورأب الصدع بمجلس الوزراء المشكل حديثاً بعد حوالي سنتين من الفراغ السياسي، بحسب وسائل الإعلام اللبنانية.
كما أرسلت الأمانة العامة لمجلس النواب كتاباً لوزارة الداخلية والبلديات اعتبرت فيه أنّ “السير بالإجراءات اللازمة فيما يتعلّق بجريمة انفجار مرفأ بيروت لا يعود اختصاصه للقضاء العدليّ”، مشدّدة على أنّ “أيّ إجراء من قبله يتعلّق بأحد الرؤساء والوزراء والنواب يعتبر تجاوزاً لصلاحيته”.
وفى المقابل جهته طالب رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، رئيسي الجمهورية والحكومة برفض الإذعان لترهيب “حزب الله” بشأن التحقيق في انفجار مرفأ بيروت، وإلا فسيتعين على رئيسي الجمهورية والحكومة الاستقالة فورا إذا خضعا لتلك الضغوط، داعيا إلى الاستعداد لإغلاق عام سلمي في حال حاول التيار الشيعي فرض إرادته بالقوة.
جعجع أكد أيضًا أن خضوع رئاستي الجمهورية والحكومة لأي ابتزاز إضافي سيكون بمثابة مسمار إضافي وأخير في نعش ما تبقى من الدولة اللبنانية.
وعلقت التحقيقات مؤقتا في قضية انفجار مرفأ بيروت بعد تبلّغ قاضي التحقيق دعوى طلب رده من الوزير السابق علي حسن خليل والنائب غازي زعيتر.
ولكن البيطار عقد صباح اليوم جلسة خصصت لاستجواب الوزير السابق علي حسن خليل، الذي لم يحضر شخصيا. وخلال الجلسة طلب محامي خليل مهلة زمنية لتقديم دفوع شكلية وتقديم مستندات، إلا أن المحقق العدلي رفض هذه الطلبات وأصدر مذكرة توقيف غيابية بحق خليل.
وبعد انتهاء الجلسة، تبلغ القاضي بيطار دعوى الرد الجديدة المقدمة ضده من وكلاء خليل والنائب غازي زعيتر، ما استدعى تعليق التحقيق ووقف كل الجلسات”.