للمرة الثانية.. “فيشجراد” الرباعية الأوروبية الأقوى تشارك مصر ملفات دولية واقتصادية
كتب-محمد ماهر
وصل اليوم الرئيس عبد الفتاح السيسي للعاصمة المجرية بودابيست، لحضور قمة “فيشجراد” Visegrád ، Visegrád Four ، V4، التي تضم كلا من المجر والتشيك وسلوفيكيا وبولندا ومصر، بحسب المتحدث الرسمي لرئاسة الجمهورية.
وتُعد هذه هى الزيارة الثانية التي يقوم بها الرئيس للتجمع بينما المرة الأولى كانت عام 2017.
السيسي يصل بلجراد لحضور قمر فيشجرادتجمع فيشجراد، أو الرباعية الأوروبية، هي تحالف ثقافي وسياسي لأربع دول في وسط أوروبا، وهي جمهورية التشيك والمجر وبولندا وسلوفاكيا، وجميعها أعضاء في الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي (الناتو)، ويهدف التجمع الرباعي الى تعزيز التعاون في الشؤون العسكرية والثقافية والاقتصادية والمتعلقة بالطاقة بين دول المجموعة، وتعزيز اندماجهم في الاتحاد الأوروبي.
وشكلت مجموعة فيشجراد في 15 فبراير 1991 في اجتماع عقده رئيس جمهورية تشيكوسلوفاكيا، فاتسلاف هافيل، ورئيس جمهورية بولندا، ليخ واسا، ورئيس وزراء جمهورية المجر، جوزيف أنتال، وعقدت القمة للمرة الأولى بمدينة فيشجراد شمال العاصمة المجرية والواقعة على نهر الدانوب فبراير 1991.
الدافع وراء تشكيل هذا التجمع هم أربعة عوامل رئيسية: الرغبة في القضاء على بقايا الكتلة الشيوعية في أوروبا الوسطى؛ الرغبة في التغلب على العداوات التاريخية بين دول أوروبا الوسطى؛ الاعتقاد بأنه من خلال الجهود المشتركة سيكون من الأسهل تحقيق الأهداف المحددة، ومنها تحقيق التحول الاجتماعي بنجاح والانضمام إلى عملية التكامل الأوروبي؛ وتقارب أفكار النخب السياسية الحاكمة آنذاك.
وبعد انفصال جمهورية تشيكوسلوفاكيا في عام 1993، الي دولتي “التشيك” و”سلوفاكيا” أصبحا عضوين مستقلين في المجموعة، وبالتالي زاد عدد الأعضاء من ثلاثة إلى أربعة.
وتعتبر مجموعة فيشجراد نتاج جهود دول منطقة وسط أوروبا للعمل معًا في عدد من المجالات ذات الاهتمام المشترك ضمن التكامل الأوروبي. ولطالما كانت التشيك والمجر وبولندا وسلوفاكيا جزءًا من حضارة واحدة، تشترك في القيم الثقافية والفكرية والجذور المشتركة في التقاليد الدينية، والتي يرغبون في الحفاظ عليها وتعزيزها.
وكانت تطمح جميع دول تجمع الفيشجراد لأن تصبح أعضاء في الاتحاد الأوروبي، معتبرةً اندماجها في الاتحاد الأوروبي خطوة أخرى إلى الأمام في عملية التغلب على الخطوط الفاصلة المصطنعة في أوروبا من خلال الدعم المتبادل. ولقد وصلوا إلى هذا الهدف في مايو عام 2004، عندما أصبحوا جميعًا أعضاء في الاتحاد الأوروبي.
مصر وفيشجراد
تتناول القمة العديد من الموضوعات من بينها دور مصر في الشرق الأوسط والتعاون في مكافحة الإرهاب والهجرة غير الشرعية وأمن الطاقة. وستتناول المحادثات أيضا سبل تعزيز التجارة والاستثمار والسياحة وتعزيز التعاون بين مصر والاتحاد الأوروبي.
ويجري السيسي محادثات ثنائية مكثفة مع كبار المسؤولين المجريين، بما في ذلك رئيس الوزراء فيكتور أوربان والرئيس يانوس آدير، لمناقشة سبل تعزيز العلاقات السياسية والاقتصادية وكذلك التعاون الدولي والإقليمي.
وتعد مصر أول دولة من الشرق الأوسط وشمال إفريقيا تُدعى لحضور هذه القمة، حيث لم يسبق دعوة أحد لهذه القمة إلا اليابان وألمانيا.
دعمت دول المجموعة للموقف المصري بقوة بعد التحولات السياسية الكبري في 2013، فى الوقت الذي كان الاتحاد الأوروبي يدين تماماً القرار المصري بإزاحة الإخوان.
الثقل الاقتصادي لـتجمع فيشجراد
وجدير بالذكر أن جميع دول هذا التجمع ذات دخل مرتفع، ومؤشر تنمية بشرية مرتفع أيضا، وحافظوا على نمو اقتصادي ثابت إلى حد ما لأكثر من قرن. واللافت للنظر أنه فقط في 2009، اعتمدت سلوفاكيا اليورو كعملة رسمية لها وهي العضو الوحيد في المجموعة الذي يتخذ هذه الخطوة.
وبافتراض اندماج دول هذا التجمع في دولة واحدة، فسيكون الناتج المحلي لها هو الرابع في الاتحاد الأوروبي والخامس في أوروبا والخامس عشر في العالم. ومن حيث الصادرات والواردات، يحتل فيشجراد أيضًا موقع الصدارة ليس فقط في أوروبا، ولكن أيضًا في العالم (الرابع في الاتحاد الأوروبي، والخامس في أوروبا، والثامن في العالم).