منذ “الكساد الكبير” فى ثلاثينيات القرن الماضي: أسوأ أزمة اقتصادية تضرب العالم في عام “كورونا”
كتبت: نهال مجدي
تدقيق: ياسر بهيج
يواجه العالم، منذ العام الماضي، وبخاصة الدول المتقدمة كالولايات المتحدة الأمريكية، والصين، أسوأ أزمة اقتصادية، وذلك بسبب جائحة كورونا، التي ضربت كل الدول، بلا استثناء، وإلى الآن، لم يتم تقييم دقيق لأبعاد هذه الأزمة، ولكن المؤسسات الدولية؛ مثل صندوق النقد الدولي، أكدت أنها الأسوأ، منذ “الكساد الكبير”، فى ثلاثينيات القرن الماضي.
وأشارت تقديرات صندوق النقد إلى أن العالم شهد انكماشًا في اقتصاده، بنسبة 4.4%، خلال 2020، لكن تقييم التداعيات الباقية، خلال العامين الجاري، والمُقبل، ستأخذ بعض الوقت.
ارتفاع الطاقة
ويلعب ارتفاع أسعار الطاقة عالميًّا دورًا كبيرًا في حالة التضخم، التي يعانيها الاقتصاد العالمي، وخاصة مع إعادة فتح الاقتصادات العالمية، وزيادة الطلب عليها.
كما يؤدي هذا الارتفاع جزئيًّا إلى انخفاض مؤقت في هوامش ربح المنتجين، وإلى ارتفاع تكاليف الإنتاج، الذي يؤدي بدوره إلى زيادة التضخم الرئيسي.
وتشير التحليلات الاقتصادية إلى أن ارتفاع أسعار الطاقة قد يرفع التضخم العام في منطقة اليورو، بمقدار 0.9%، خلال 2021، لتصل إلى نقطة مئوية واحدة، في 2022.
وعليه، فقد حذر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، فى وقت سابق، من أن أزمة الطاقة، بتداعياتها، تهدد تعافي الاقتصاد العالمى بعد عام الوباء، داعيًا قادة العالم، في قمة مجموعة العشرين، التي أقيمت بالعاصمة الإيطالية روما، إلى العمل معًا، لتحقيق الاستقرار في الإمدادات، وسلاسل التوريد.
وقال لصحيفة “فاينانشيال تايمز” : “في الأسابيع، والأشهر المقبلة، سنحتاج إلى رؤية أفضل للأسعار، واستقرارها، لذا ما نتوقعه هو وجود تنسيق لتجنب ارتفاع الأسعار”.
أمريكا تعاني
وخلال 2020، اتخذت الحكومة الأمريكية إجراءات لاحتواء الأزمة الاقتصادية الناجمة عن جائحة كورونا، حاول خلالها صانعو السياسة الرئيسيون في الكونجرس، وإدارتان رئاسيتان (ترامب وبايدن)، والاحتياطي الفيدرالي، تجنب تكرار الزلات التي أطالت أمد المشكلات فى الأزمة الاقتصادية السابقة لها، والتي وقعت في العام 2007.
.. والصين أيضًا
وعلى جانب آخر، تواجه الصين، أيضًا، تحديات اقتصادية خطيرة، منها أزمة ديون مجموعة “إيفرجراند”، والتأخير المستمر في سلسلة التوريد، وأزمة حادة فى توفير الكهرباء، ما أدت، كل تلك الأزمات، إلى انخفاض إنتاج المصانع لأضعف مستوي، منذ أوائل عام 2020.
ويري المحللون الاقتصاديون أنه إذا استمرت هذه الأزمة في الصين، فسترتفع أسعار المنتجات النهائية هناك، ما سيكون له تأثير سلبي عالميًّا، وسيواجه العالم كله موجة جديدة من ارتفاع الأسعار.
وأشارت وكالة “بلومبيرج” إلى أن هناك 20 مقاطعة صينية فرضت بالفعل قيودًا على استهلاك الكهرباء للمؤسسات الصناعية، والمباني السكنية، منها 3 مقاطعات حيوية للاقتصاد الصيني، وهي؛ جيانجسو، وتشيجيان، وقوانجدونج، التي تمثل قُرابة 30% من الناتج المحلي للصين.
وعلى الصعيد نفسه، أدى ارتفاع أسعار الغاز لارتفاع موازٍ في أسعار الكهرباء، ومن المتوقع استمرار ارتفاع أسعارها العالمية، حتى ربيع العام المُقبل 2022، ما سيتتبعه بالضرورة زيادة في أسعار أغلب السلع.
تاريخ طويل
وتُعرف الأزمة الاقتصادية بأنها تدهور حاد في الحالة الاقتصادية، يؤدي لانخفاض بالإنتاج.
وكانت أولى تجارب العالم، في العصر الحديث، مع الأزمات الاقتصادية العالمية، فى ثلاثينيات القرن الماضي، فيما يعرف بالأزمة الإقتصادية الكبرى، أو “الكساد الكبير”.
ومع بدايات العقد الأول، من الالفية الجديدة، وبالتحديد فى 2007، شهد العالم أزمة اقتصادية أخرى، بدأ بالولايات المتحدة أيضًا، ثم أثّر بشكل كبير على الاقتصاد العالمي، وانتهي بحلول العام 2010، لكن اقتصاد الولايات المتحدة عانى، فيما بعد، مشكلات عدة، مثل قلة الإنفاق من قِبل المستهلكين، والشركات، وبطء شديد في عملية خلق الوظائف.
وتشهد الولايات المتحدة، في المتوسط، أزمة اقتصادية كل 10 سنوات، يصعب تجنبها، نظرًا لاختلاف الأسباب، في كل مرة؛ فالأزمة المالية التي وقعت بين 2008، و2009، كانت بسيط فشل البنوك، ومشكلة الرهن العقاري، ثم تأتي جائحة كورونا لتسبب الأزمة الاقتصادية 2020 .