حزب المحافظين يحسر خياره ما بين ثالث إمرأة أو أول أسيوي لرئاسة الحكومة البريطانية
كتبت-نهال مجدي:
جاءت نتيجة الانتخابات الداخلية لحزب المحافظين لإختيار زعيم جديد للحزب ورئيسا للحكومة البريطانية خلفا لبوريس جونسون لتحسر المنافسة بين وزير المالية السابق ريشي سوناك ووزيرة الخارجية ليز تراس، بعد إقصاء بيني موردونت من الجولة الخامسة ما قبل الأخيرة.
وظل سوناك في المقدمة بـ137 صوتاً من أصوات النواب المحافظين، بينما حصلت وزيرة الخارجية على 113 صوتاً مقابل 105 أصوات لموردونت.
وبالأمس كان سوناك على مسافة صوتين من حسم بطاقة ترشّحه للتصويت النهائي، لكن الصراع على البطاقة الثانية كان محتدما بعدما انتزعت تراس خمسة أصوات إضافية وحلّت خلف موردنت بفارق ستة أصوات فقط.
ومن المتوقع أن يمضي المرشحان الأخيران، سوناك وتراس، أسابيع يخوضان خلالها حملتهما بين أعضاء الحزب، حتى حلول موعد الاقتراع النهائي في سبتمبر المقبل.
وبعد ظهور النتيجة، قالت المرشحة الخاسرة بيني موردونت أن تراس ستخسر الانتخابات العامة المقبلة، ما يعرض مقاعد نواب حزب المحافظين للخطر.
وقالت تراس في مقالة في صحيفة التلغراف إنها “الشخص الوحيد القادر على إحداث التغيير – بما يتماشى مع مبادئ المحافظين الحقيقية”، بينما أعلنت حملة سوناك بأنه المرشح الذي يمكنه هزيمة حزب العمال.
وجدير بالذكر ان تراس شغلت مناصب وزراية في حكومات كلا من ديفيد كاميرون وتريزا ماي وبوريس جونسون.
تقدم سوناك في جميع جولات التصويت بين النواب المحافظين، لكن هناك نحو 200 ألف عضو في الحزب الحاكم هم من سيختارون الفائز في نهاية المطاف.
ولا يعرف العدد الإجمالي لأعضاء حزب المحافظين على وجه اليقين، لكن هذا العدد في انتخابات زعامة الحزب الأخيرة في عام 2019 كان حوالي 160 ألف عضو، ويُعتقد أنه ارتفع بعد ذلك الحين. ويقول موقع المحافظين على الإنترنت إن الأعضاء يمكنهم توقع تسلم أوراق الاقتراع الخاصة بهم في الفترة ما بين 1 إلى 5 أغسطس.
وتضع المرحلة الأخيرة من السباق والتي تستمر لأسابيع سوناك، المصرفي السابق في بنك جولدمان ساكس والذي رفع الأعباء الضريبية إلى أعلى مستوى منذ خمسينيات القرن الماضي، ضد تراس، التي أيدت خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي وتعهدت بخفض الضرائب واللوائح التنظيمية.
وسيرث من سيفوز عند إعلان النتيجة في الخامس من سبتمبر ظروفا اقتصادية هي لأصعب منذ الحرب العاليمة الثانية، حيث وصلت نسبة التضخم حوالي 11 %، مع توقف معدلات النمو واقتراب الجنيه الإسترليني من أدنى مستوياته مقابل الدولار.
ومن الصعب الحكم على من هو المرشح الأكثر حظاً للفوز بالانتخابات، إذ تظهر المشاركة في استطلاع أخير للرأي انخفاض عدد المشاركين، لكن استطلاع موقع”يوجوف”، الذي أجري بين 725 من أعضاء الحزب يومي الاثنين والثلاثاء أشار إلى أن سوناك سيخسر إما لصالح موردانت، وإما لصالح تراس.
وجدير بالذكر ان سوناك ولد في ساوثهامبتون لأبوين من اقليم البنجاب الهندي، ودرس الفلسفة والسياسة والاقتصاد بكلية لينكولن ، جامعة أكسفورد ، وحصل لاحقًا على درجة الماجستير في إدارة الأعمال من جامعة ستانفورد بصفته باحثًا في برنامج فولبرايت.
أما تراس فدرست بكلية ميرتون بأكسفورد ، حيث كانت رئيسة حزب الديمقراطيين الليبراليين بجامعة أكسفورد. تخرجت في عام 1996 ثم انضمت إلى حزب المحافظين. أصبحت تراس عضوًا في البرلمان في الانتخابات العامة 2010. بصفتها نائبة ، دعت إلى الإصلاح في العديد من مجالات السياسة بما في ذلك رعاية الأطفال وتعليم الرياضيات والاقتصاد.
وبالتالي في سبتمبر المقبل سيتعين علي حزب المحافظين الإختيار ما بين أول رئيس حكومة من أصل اسيوي وإما ثالث سيدة تترأس الحكومة في تاريخ بريطانيا بعد مارجريت تاتشر وتريزا ماي