تركيا تستهدف المدنيين وتقصف منتجعًا سياحيًا بإقليم كردستان بالعراق
كتبت: نهال مجدي
تدقيق: ياسر فتحي
أكد رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، اليوم الأربعاء، أن بلاده تحتفظ بحقها الكامل بالرد على الاعتداءات التركية، في أعقاب القصف المدفعي التركي لمنتجع سياحي في بلدة زاخو بمحافظة دهوك بإقليم كردستان، قتل علي إثرها 9 أشخاص وأصيب ما لا يقل عن 33 آخرين، أغلبهم من النساء والأطفال.
وسارع أهالي المنطقة بنقل المصابين بسياراتهم الخاصة إلى مستشفيات المدينة، فيما سارعت فرق الإسعاف بإتمام عمليات نقل المصابين.
وأفادت قنوات تلفزيونية محلية أن تركيا قصفت قرية برخ مرتين اليوم، وأن قصف المدفعية التركية على منطقة برخ السياحية أدى إلى مقتل 8 سياح، 3 نساء وطفلان و3 رجال وإصابة 23 آخرين بجروح، غالبيتهم سياح من وسط وجنوب العراق، بحسب أمير علي، المتحدث باسم دائرة الصحة في زاخو.
واستنكر الكاظمي، اليوم، خلال اجتماع لمجلس الأمن الوطني، القصف التركي للأراضي العراقية واعتبرها انتهاكًا للسيادة العراقية، وقال أن هذا الاعتداء الغاشم يثبت أن الجانب التركي لم يعر الانتباه لمطالبات العراق المستمرة بإيقاف الانتهاكات العسكرية ضد الأراضي العراقية وأرواح العراقيين.
واجتمع الكاظمي بمجلس الأمن الوطني لمناقشة الرد المناسب واتخاذ سلسلة إجراءات تهدف لحماية العراق من الاعتداءات التركية.
وبدورها، أدانت الخارجية العراقية، في بيان، هذا الاعتداء مؤكدة أنه “يمثل انتهاكًا صارخًا لسيادة العراق، وتهديدًا واضحًا للآمنين من المدنيين”.
وحذرت وزارة الخارجية، من أنه “سيتم اتخاذ أعلى مستويات الرد الدبلوماسي، بدءًا من اللجوء إلى مجلس الأمن وكذلك اعتماد كافة الإجراءات الأخرى المقررة في هذا الشأن”.
وانتشر على مواقع التواصل الاجتماعي صورًا للحظات الأولى للقصف، استهدف مصيف برخ في ناحية دركار التابعة لمدينة زاخو.
وأظهرت صور ومقاطع فيديو تصاعد أعمدة الدخان فيما كان مواطنون عراقيون يهرعون لنقل مصابين سقطوا جراء القصف.
ومن جانبه، أكد الرئيس العراقي برهم صالح، أن القصف التركي يمثل انتهاكًا لسيادة البلد وتهديدًا للأمن القومي العراقي، مشددًا على أن تكراره أمر غير مقبول.
وكانت خلية الإعلام الأمني في العراق قد أفادت بصدور توجيه من الكاظمي بإيفاد وزير الخارجية ووفد أمني إلى منطقة القصف التركي في دهوك وزيارة الجرحى.
ومن جانبه استنكر زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر الهجوم التركي، داعيًا إلى التصعيد مع أنقرة، وقال في تغريدة على تويتر “تركيا زادت من وقاحتها ظنًا منها أن العراق لا يستطيع الرد إلا بإدانة هزيلة من وزارة الخارجية”.
وطلب الصدر تقليل التمثيل الدبلوماسي مع تركيا، وإغلاق المطارات والمعابر البرية بين البلدين، ورفع شكوى لدى الأمم المتحدة، وإلغاء الاتفاقية الأمنية معها.
كما دعا رئيس مجلس النواب العراقي محمد الحلبوسي الحكومة إلى اتخاذ الإجراءات اللازمة للتحقيق في حادثة القصف في دهوك واعتماد كل السبل؛ لحفظ البلاد، وحماية أبناء الشعب.
وجدير بالذكر أنه منذ أربعة أيام، قتل 5 أشخاص بينهم امرأة بقصف تركي عبر طائرة مسيرة استهدفت سيارة تقلهم عند قرية دجلة التابعة لحي التنك في الموصل بمحافظة نينوى.
وفي أبريل، شنت تركيا آخر هجماتها باسم عملية “المخلب – القفل” في أنحاء من شمال العراق، ضمن سلسلة من العمليات عبر الحدود التي بدأت في 2019 للتغلب على حزب العمال المستقر في مناطق جبلية من شمال العراق.
وتواصل أنقرة منذ سنوات إطلاق سلسلة من العمليات العسكرية داخل الأراضي العراقية لمطاردة عناصر حزب العمال الكردستاني المصنف إرهابيًا في تركيا.
وتقيم تركيا ثكنات ومقار عسكرية في عمق الداخل العراقي يقابلها رفض ومطالبات رسمية من قبل حكومة بغداد باحترام سيادة البلاد وإيقاف العمليات العسكرية عند الشريط الحدودي مع إقليم كردستان.
وفي تحدٍ واضح للحكومة العراقية، أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أكثر من مرة أن بلاده تعتزم معالجة مسألة حزب العمال الكردستاني في شمال العراق إذا كانت بغداد غير قادرة على القيام بذلك.
ويخوض حزب العمال الكردستاني الذي تصنِّفه أنقرة وحلفاؤها الغربيون منظمة “إرهابية”، تمرّدًا ضد الدولة التركية منذ العام 1984، ويتمركز في مناطق جبلية نائية في العراق.