بدء “حوار بطرسبرج للمناخ” بحضور السيسي وشولتز تمهيدا لمؤتمر المناخ العالمي في شرم الشيخ
كتبت: نهال مجدي
انطلقت اليوم أعمال “حوار بطرسبرغ للمناخ” الذي تنظمه ألمانيا ومصر في برلين، بمشاركة ممثلين عن 40 دولة؛ لبحث عدة ملفات بينها “كيفية المضي قدما في مكافحة التغير المناخي وكذلك مشاكل إمدادات الطاقة ونقص الغذاء”.
وتتشارك ألمانيا ومصر في تنظيم المنتدى، الذي يهدف أيضاً إلى تحديد مسار مؤتمر المناخ العالمي “كوب 27” المقرر عقده في أوائل نوفمبر في مدينة شرم الشيخ.
وبناء على دعوة من المستشار الألماني أولاف شولتز، يزور الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، برلين؛ للمشاركة في “حوار بطرسبرغ“ الذي اعتبرته الرئاسة المصرية “إحدى المحطات المهمة قبل انعقاد الدورة المقبلة من قمة المناخ العالمية بشرم الشيخ لما يمثله من فرصة للتشاور والتنسيق بين مجموعة كبيرة من الدول الفاعلة على صعيد جهود مواجهة تغير المناخ”.
وتأتي الزيارة أيضا في إطار احتفال البلدين بمرور 70 عاما علي تأسيس العلاقات الدبلوماسية بينهما،
وعلى هامش المنتدي عقد المستشار الألماني أولاف شولتز مؤتمرا صحفيا مع الرئيس عبد الفتاح السيسي على هامش حوار بطرسبرج للمناخ بالعاصمة الألمانية برلين.
وأكد الرئيس السيسي، على استعداد مصر الكامل لتقديم ما لديها من تسهيلات، لإيصال الغاز من شرق المتوسط إلى أوروبا”، لمواجهة أزمة الطاقة المتزايدة التي تمر بها أوروبا والعالم بسبب الحملة العسكرية الروسية في أوكرانيا.
وأضف السيسي انه بحث مع شولتز سبل تعزيز تعاوننا في مجال الطاقة على المستوى الثنائي مع ألمانيا والاتحاد الأوروبي، وأعرب عن استعداد مصر التام لوضع أسس للشراكة مع ألمانيا في مجال الطاقة بكل أنواعها، سواء من خلال تصدير الغاز الطبيعي إلى ألمانيا والاتحاد الأوروبي، أو من خلال إقامة شراكة ممتدة للتحول لمركز متميز في إنتاج وتصدير الطاقة النظيفة، خاصة من الهيدروحين الأخضر والطاقة الشمسية وطاقة الرياح”.
واستطرد: “في إطار أن أزمة الطاقة أزمة عالمية، ولا تتعلق فقط بتوفر إمدادات الطاقة ولكن أيضا بتكلفة هذه الإمدادات التي تؤثر بشكل مباشر على الأسعار في دول العالم، ومن بينها مصر، فقد أكدت للمستشار الألماني أن المطلوب هو التنسيق والتعاون فيما يخص هذا الملف بين دول العالم”.
وفيما يتعلق بتأثيرات الحرب في أوكرانيا أيضا، أكد الرئيس المصري أنه تطرق مع شولتز إلى “الوضع الاقتصادي الدولي الصعب الناشئ عن الأزمة بأوكرانيا، خاصة على صعيد أمن الغذاء والطاقة في العالم، والتأثيرات السلبية غير المسبوقة التي شهدتها أسواقهما بسبب الأزمة”.
كما أشار السيسي خلال المؤتمر الصحفي، إلى أنه أطلع المستشار الألماني على استعدادات مصر الجارية لاستضافة القمة العالمية للمناخ بشرم الشيخ في نوفمبر المقبل.
كما تناولت المباحثات المصرية الألمانية، عددا من الملفات الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، “التي تمس مباشرة الاستقرار والأمن على امتداد المنطقة، حيث اكد السيسي لشولتز على أن مصر، عازمة على الاستمرار في بذل جهودها السابقة، بالتنسيق مع الأشقاء والشركاء لتسوية الأزمات ومعالجة مسببات التوتر في المنطقة”.
وأضاف الرئيس”اتفقنا على أن يظل التنسيق بيننا إزاء قضايا المنطقة مستمر، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية والوضع في ليبيا وسوريا واليمن، وسبل مواجهة التطرف والإرهاب، والهجر غير الشرعية”.
كما أكد على أنه أطلع شولتس على “آخر تطورات قضية سد النهضة”، مشددا على “استمرار مصر في سعيها لإيجاد حل عادل يراعي متطلبات أمنها المائي الذي لا تفريط فيه، من خلال التوصل إلى اتفاق قانوني ملزم لملء وتشغيل سد النهضة”.
ومن جانبه، أكد المستشار الألماني أن المحادثات مع نظيره المصري، “تناولت قضايا مهمة، من بينها الحرب في أوكرانيا والتحديات التي تواجهنا في هذا السياق، وتلك الدول البعيدة عن نقطة النزاع وتضررت بما يحدث في أوكرانيا”.
وتابع: “روسيا شنت حربا على أوكرانيا وكبدت المجتمع الدولي الكثير من الخسائر، لذا يجب أن نتخذ قرارا جماعيا”.
وأكد شولتس على أن مصر “لها دور مهم ومحوري في عدد من القضايا، مثل التهدئة في غزة، كما تلعب دورا في استقرار ليبيا والسعي نحو تشجيع الأطراف على إقامة انتخابات حرة ونزيهة”.
وأشار كذلك إلى التعاون بين البلدين، لافتا إلى أن “العلاقات الثنائية بين مصر وألمانيا تشهد قائمة على الاحترام والتقدير المتبادل، وهو ما سيستمر”.
وأضاف: “هناك مدارس ألمانية في مصر، وطلبة مصريون في ألمانيا، إلى جانب شركات ألمانية تعمل في مصر، وهذا يدل على الثقة التي يضعها الاقتصاد الألماني في مصر”.
وفيما يتعلق بقضية المناخ، قال: “أريد بدء حوار مجتمع عالمي حول المناخ، حتى نحسن الأوضاع ونكثف جهودنا لتحقيق أهدافنا، عبر التعاون المشترك بين مصر وألمانيا، وأن يكون قائما على التفاهم، وتطوير العديد من المشروعات والمزيد من المبادرات الإضافية، مما سيكون له أثر إيجابي على العلاقات بين بلدينا”.
واختتم المستشار الألماني حديثه، بالقول: “دولة كبرى مثل ألمانيا تولي الطاقة أهمية كبيرة، كالطاقة المتجددة مثل الهيدروجين الأخضر الذي نحتاجه، ونريد تسخير كل الإمكانات لإفادة عدد من الدولة والتعاون معها في هذا المجال، ولنحسن الاقتصاد الثنائي بين بلدينا”.
اما في حوار بطرسبرج للمناخ الذي بدأ اليوم، في أكد المستشار الألماني شولتس أن العودة إلى مصادر الطاقة غير المتجددة بسبب التحديات العالمية يجب ألا تكون على حساب الأهداف المناخية، ووافقه في ذلك الرئيس السيسي الذي دعا لدعم أفريقيا.
وقال شولتز”لا يمكن لأحد أن يرضى بأن تزيد حصة الطاقة المولدة من الفحم مرة أخرى… الأهم الآن أن نوضح شيئًا واحدًا.. هذا إجراء طارئ لفترة زمنية محدودة ولن يكون على حساب أهدافنا المناخية”.
وأكد شولتس أن هذا ينطبق أيضًا على الاستثمارات في البنية التحتية للغاز مثل محطات الغاز المسال، مشيرًا إلى أن هذه الاستثمارات يجب أن تتماشى مع هدف تحقيق الحياد الكربوني في ألمانيا وفي جميع أنحاء العالم في المستقبل، وقال: “على وجه التحديد: هذا يعني أننا لا نخلق أي اعتمادات جديدة ودائمة على مصادر الطاقة الأحفورية – لا هنا في ألمانيا أو في البلدان المنتجة”.
ومن جهته حث الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي على دعم الدول الأفريقية للتعامل مع التحديات التي يتسبب فيها التغير المناخي، الذي وصفه بأنه بات يمثل تهديدًا وجوديًا للكثير من الدول والمجتمعات على مستوى العالم.
وقال السيسي، خلال الجلسة الإفتتاجية للمنتدي ” إن القارة الأفريقية تتأثر بتحديات التغير المناخي على نحو يفوق غيرها من المناطق بالنظر لخصوصية وضعها ومحدودية قدرتها على التعامل مع الأزمات وضعف حجم التمويل المتاح لها للتغلب على تلك الصعاب”.