بايدن يلتقي أبو مازن ببيت لحم قبيل توجهه للسعودية
كتبت: نهال مجدي
تدقيق: ياسر فتحي
يتوجه الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى السعودية اليوم، في ثاني محطات جولته بالشرق الأوسط، والتي تعد الأولى له منذ توليه منصبه، وتستمر على مدار يومي 15 و 16 يوليو بعد عامين من العلاقات المتوترة.
وكانت المحطة الأولى من جولته هي إسرائيل، حيث أجرى محادثات مع القادة الإسرائيليين، وتعهد بأن الولايات المتحدة “مستعدة لاستخدام جميع عناصر قوتها ” لمنع إيران من الحصول على سلاح نووي.
وقبيل سفره للرياض يلتقي بايدن بالرئيس الفلسطيني محمود عباس أبو مازن في بيت لحم بالضفة الغربية المحتلة، حيث تتركز محادثاتهما على إجراءات اقتصاديّة فقط، وتجنب مناقشة الملفات السياسية والدبلوماسية.
ومن بين الإعلانات المتوقعة، مشروع عن تحويل الإنترنت في الضفة الغربية وقطاع غزة إلى الجيل الرابع، إذ أن استعمال الجيل الثاني والجيل الثالث يُعقِّد التحول الرقمي في الاقتصاد.
وقدَّر البنك الدولي معدّل الفقر في الأراضي الفلسطينية بنحو 27 % العام الماضي.
وعلى الطريق إلى بيت لحم، ارتفعت لوحات كبيرة موقعة من المنظمة الإسرائيلية غير الحكومية “بتسليم” كتب عليها “السيد الرئيس، هذا هو الفصل العنصري”، في إشارة الى السياسة الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية.
كما أفادت بلومبرغ أن بايدن سيعلن عن حزمة مساعدات بقيمة 316 مليون دولار لفلسطين أثناء زياته لبيت لحم، وستشمل الحزمة 100 مليون دولار، لدعم شبكة مستشفيات القدس الشرقية، و200 مليون أخرى لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل لاجئي فلسطين في الشرق الأدنى (الأونروا)، والتي توقفت الولايات المتحدة عن تمويلها مرة أخرى في عهد دونالد ترامب كرئيس.
وأوردت صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية، أن بايدن سيبدأ يومه الثالث في إسرائيل بزيارة مستشفى أوجستا فيكتوريا بمدينة القدس الشرقية، دون مرافقة إسرائيلية، ليعلن من مساعدات مالية بقيمة 200 مليون دولار، نصفها من الميزانية الأمريكية، والنصف الآخر من دول الخليج.
وفور انتهاء لقاء الرئيسين، الأمريكي والفلسطيني، سيطير جو بايدن من بيت لحم بطائرة هليكوبتر حتى مطار بن جوريون الدولي في تل أبيب، ليطير منها إلى مدينة جدة في السعودية، حيث سيكون في وداعه كل من الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتزوج، ورئيس وزرائه، يائير لابيد.
ويفترض أن تغلق الشرطة الإسرائيلية عدة ميادين وشوارع رئيسية في مدينة القدس أثناء زيارة الرئيس الأمريكي، حتى وصوله إلى كنيسة المهد بمدينة بيت لحم، ولقائه الرئيس الفلسطيني لمدة ساعة واحدة فقط، ثم عقدهما مؤتمرًا صحفيًا في نهاية هذا اللقاء.
وسيصبح بايدن أول رئيس أمريكي يسافر مباشرةً إلى السعودية من إسرائيل، وهو ما ينظر إليه على أنه علامة صغيرة، ولكنها مهمة على قبول الرياض المتزايد لإسرائيل بعد عقود من المقاطعة تضامنًا مع الفلسطينيين.
وقبل ساعات من الرحلة، أعلنت السعودية أنها سترفع القيود المفروضة على “جميع” شركات الطيران التي تستخدم مجالها الجوي.
وقال جيك سوليفان، مستشار بايدن لشؤون الأمن القومي، في بيان، إن الرئيس الأميركي يرحب بالقرار التاريخي لقادة السعوديّة فتح مجالهم الجوّي أمام جميع الناقلات الجوّية المدنيّة بلا تمييز.
وفي الوقت نفسه أعلنت الرياض مرارًا أنها ملتزمة بموقف الجامعة العربية المستمر منذ عقود بعدم إقامة علاقات رسمية مع إسرائيل حتى يتم حل الصراع مع الفلسطينيين.
وهناك عدد من الملفات التي يعتزم بايدن التباحث حولها مع القادة السعوديين، ويأتي على رأسها إمدادات النفط، حيث دعا الرئيس الأمريكس المملكة والمنتجين الخليجيين الآخرين إلى زيادة إنتاج النفط للمساعدة في استقرار الأسعار، التي قفزت نتيجة انتعاش قوي في الاستهلاك من أدنى مستوياته التي بلغها بسبب جائحة كورونا والعقوبات على روسيا في الوقت الراهن.
ورغم هذا صرح بايدن فى وقت سابق إنه لن يضغط بشكل مباشر على السعودية لزيادة إنتاج النفط خلال زيارته.
أما الملف الثاني عن العلاقات مع تل أبيب، فمن المرجح أن يشجع بايدن المملكة على إقامة علاقات مع إسرائيل، لتواصل بذلك الولايات المتحدة ضغطها من أجل تشكيل تكتل عربي إسرائيلي يمكن أن يرجح كفة ميزان القوى في الشرق الأوسط بعيدًا عن إيران.
وتأمل واشنطن أن يؤدي مزيد من التعاون إلى اندماج إسرائيل في المنطقة، وقد يؤدي أيضًا إلى مزيد من التطبيع بين إسرائيل ودول الخليج الأخرى.
ولتطبيع العلاقات، اشترطت السعودية إقامة دولة فلسطينية على الأراضي التي احتلتها إسرائيل في حرب 1967.
كما تطرح قضية الحرب في اليمن، حيث وافق الطرفان في أبريل الماضي على اقتراح من الأمم المتحدة بوقف إطلاق النار، مما أدى إلى تعليق الهجمات الجوية والبحرية والبرية وسمح بدخول الواردات إلى موانئ يسيطر عليها الحوثيون وإعادة تشغيل مطار صنعاء جزئيًا، وهذه أول هدنة شاملة يتم الاتفاق عليها منذ بدء الحرب التي أودت بحياة عشرات الآلاف ودفعت اليمن إلى شفا مجاعة.
ومن المرجح أن يطلب بايدن من الرياض الإبقاء على دعمها للهدنة، وفي يونيو اعترف البيت الأبيض بالدور الذي لعبه الأمير محمد بن سلمان في تمديد وقف إطلاق النار في اليمن.
ومن جانبه سيثير الأمير محمد المخاوف السعودية من الملف النووي الإيراني، حيث انتقدت الرياض الاتفاق النووي، وقالت إنه معيب لأنه لا يعالج برامج طهران الصاروخية أو شبكة حلفائها في المنطقة والتي تعتبر مبعث قلق لبعض دول الخليج.
وتشعر السعودية بالقلق منذ فترة طويلة من جهود إحياء الاتفاق النووي المبرم عام 2015 بين إيران والقوى العالمية، والذي خفف العقوبات المفروضة على طهران في مقابل وضع قيود على برنامجها النووي، وتعثرت جهود إحياء الاتفاق منذ شهور.