روسيا تقلل تدفقات الغاز لأوروبا.. وإغلاق خط “نورد ستريم” لأعمال الصيانة الدورية
كتبت:نهال مجدي
تدقيق: ياسر فتحي
أعلنت شركة جازبروم أنها ستورد اليوم إلى إيني كميات من الغاز لما يقرب من 21 مليون متر مكعب في اليوم، في حين بلغ المتوسط خلال الأيام القليلة الماضية نحو 32 مليون متر مكعب في اليوم.
وفي المقابل تراجعت أسهم إيني بـ 1.2% إلى 11.09 يورو، بالتزامن مع توقف إمدادات الغاز من روسيا إلى ألمانيا لمدة عشرة أيام لإجراء أعمال صيانة مقررة في خط أنابيب نورد ستريم 1 المار عبر بحر البلطيق.
وكانت إيني قد أعلنت منتصف يونيو الماضي عن تراجع إمدادات الغاز من روسيا، لتنضم الشركة بذلك لقائمة آخذة في الاتساع من شركات تضررت إمداداتها جراء تصاعد التوترات بين موسكو وأوروبا.
وعلى جانب آخر بدأت اليوم أعمال الصيانة السنوية في أكبر خط أنابيب ينقل الغاز الروسي إلى ألمانيا (نورد ستريم)، مع توقع توقف التدفقات لمدة عشرة أيام، لكن الحكومات والأسواق والشركات تخشى أن يتم تمديد الإغلاق بسبب الحرب في أوكرانيا.
وينقل خط أنابيب نورد ستريم 155 مليار متر مكعب سنويًا من الغاز من روسيا إلى ألمانيا تحت بحر البلطيق، وتستمر الصيانة من 11 إلى 21 يوليو.
وجدير بالذكر أنه في الشهر الماضي، خفضت روسيا التدفقات إلى 40٪ من السعة الإجمالية لخط الأنابيب، بسبب تأخر إعادة المعدات لتقوم شركة سيمينز الألمانية بصيانتها في كندا.
وأعلنت كندا نهاية الأسبوع الماضي أنها ستعيد التوربينات التي تم إصلاحها، لكنها قالت أيضًا إنها ستوسع العقوبات المفروضة على قطاع الطاقة الروسي.
وتخشى أوروبا أن تمدد روسيا مدة الصيانة المجدولة لتقييد إمدادات الغاز الأوروبية بشكل أكبر، مما أدى إلى حدوث فوضى بخطط ملء خزانات الغاز لفصل الشتاء، وزيادة أزمة الغاز التي أدت إلى اتخاذ الحكومات الأوروبية إجراءات طارئة، ورفع فواتير الغاز للمستهلكين.
وفي وقت سابق قال وزير الاقتصاد الألماني روبرت هابيك إنه يتعين على البلاد مواجهة احتمال أن تعلق روسيا تدفقات الغاز عبر نورد ستريم 1 إلى ما بعد فترة الصيانة المقررة.
وقال تيم كيلر، العضو المنتدب لاتحاد الصناعات الألمانية زوكونفت غاز، “لقد أظهرت الأشهر القليلة الماضية شيئًا واحدًا: بوتين لا يعرف المحرمات، وبالتالي لا يمكن استبعاد وقف كامل لإمدادات الغاز عبر خط أنابيب نورد ستريم”.
وفي المقابل نفى المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف المزاعم القائلة بأن روسيا تستخدم النفط والغاز لممارسة ضغوط سياسية، قائلاً إن إغلاق خط الغاز للصيانة يتم بصورة دورية ومنتظمة و لا أحد “يخترع” أي إصلاحات.
وقطعت روسيا بالفعل إمدادات الغاز عن عدة دول أوروبية لم تمتثل لمطالبها بالدفع بالروبل.
وفي السنوات السابقة، استمرت فترة الصيانة السنوية لخط الغاز نورد ستريم (سيل الشمال) حوالي 10-12 يومًا وانتهت في الوقت المحدد.
وليس من غير المألوف اكتشاف أخطاء إضافية أثناء الصيانة الروتينية في خطوط الأنابيب أو البنية التحتية للغاز، ويمكن للمشغلين إطالة فترات الانقطاع إذا لزم الأمر.
وقال محللون في بنك جولدمان ساكس إنه بينما يعتبر الوقف الكامل للغاز غير مرجح، لم تعد شركة جازبروم الروسية توجيه التدفقات عبر خطوط أنابيب أخرى، مما يعني أن معدل التدفق المنخفض لفترة طويلة أمر محتمل.
وجدير بالذكر أن ألمانيا انتقلت إلى المرحلة الثانية من خطة طارئة للغاز من ثلاثة مستويات، وهي خطوة واحدة قبل أن تحصص الحكومة استهلاك الوقود.
كما حذرت من ركود إذا توقفت تدفقات الغاز الروسي، وأظهرت بيانات صادرة عن اتحاد الصناعة في ولاية بافاريا الشهر الماضي أن الضربة التي يتعرض لها الاقتصاد قد تصل إلى 193 مليار يورو (195 مليار دولار) في النصف الثاني من هذا العام.