السعودية والكويت يستدعون سفراء لبنان إحتجاجًا على تصريحات “قرداحي”

كتبت: نهال مجدي
تدقيق لُغوي: إسلام ثروت

أثارت التصريحات الأخيرة لوزير الإعلام اللبناني جورج قرداحي بخصوص الشأن اليمني، موجةً من الانتقادات الحادة من كافة الاتجاهات.
وأول ردود الفعل جاءت من السعودية؛ التي استدعت خارجيتُها السفيرَ اللبناني بالرياض لتُسلمه مذكرة احتجاج رسمية على تصريحات “قرداحي”.
ووصفت الرياض تصريحات “قرداحي” بأنها “تتنافى مع أبسط الأعراف السياسية، ولا تنسجم مع العلاقات التاريخية بين الشعبين”.
وأعربت عن أسفها لما تضمنته التصريحات من “إساءات” تجاه المملكة ودول تحالف دعم الشرعية باليمن، والتي تعتبرها “تحيزًا واضحًا” لجماعة الحوثي.

وكونُها عضوًا بمجلس التعاون الخليجي، استدعت وزارة الخارجية الكويتية، في وقت سابق اليوم، القائم بالأعمال اللبناني للاحتجاج على تصريحات “قرداحي”.
وقال بيان للخارجية الكويتية: “أعربت وزارة الخارجية عن استنكار ورفض دولة الكويت الشديد للتصريحات الإعلامية الصادرة عن وزير الإعلام اللبناني تجاه المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقتان، والتي اتهم فيها البلدين الشقيقين باتهامات باطلة؛ تناقض الدور الكبير والمقدر الذي يقومان به في دعم اليمن وشعبه”.
كما وجّه وزير الخارجية اليمني أحمد عوض بن مبارك سفيرَ بلاده بالعاصمة اللبنانية بيروت بتسليم رسالة استنكار للخارجية اللبنانية لتصريحات “قرداحي” التي اعتبرها “خروجًا عن الموقف اللبناني الواضح تجاه اليمن، وإدانته للانقلاب الحوثي، ودعمه لكافة القرارات العربية والأممية ذات الصلة”، بحسب ما أعلن “بن مبارك” على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي تويتر.

كما أدان وزير الإعلام اليمني مُعمّر الإرياني، في تدوينة على تويتر، تصريحات نظيره اللبناني ووصفها بأنها “تعكس جهلًا فاضحًا بالشأن اليمني، وانحيازًا أعمى لميليشيا الحوثي، وتجاهُل لدور إيران وأجندته التوسّعية باليمن، ودورها في إدارة الانقلاب، وتفجير الحرب، وتقويض جهود التهدئة، ووقف إطلاق النار، وإحلال السلام، كما يتجاهل عمليات القتل الحوثي المُمنهَج لليمنيين”.
وبدوره عبّر الدكتور نايف الحجرف، الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية عن رفضه التام جملةً وتفصيلًا لتصريحات وزير الإعلام اللبناني، والتي تعكس فهمًا قاصرًا، وقراءةً سطحية للأحداث في اليمن.

واستنكر الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي، الدكتور يوسف لتصريحات “قرداحي”، وشدّد الأمين على أنها “تصرُّف غير مسؤول ولا يبالي بمصلحة الشعب اليمني”.
وحتى رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي رفض تصريحات “قرداحي”، وصرّح أنها لا تعبر عن موقف الحكومة، وأكد على عمق العلاقات اليمنية- اللبنانية وعلاقاته مع أشقائه العرب، وتحديدًا المملكة العربية السعودية وسائر دول مجلس التعاون الخليجي، بسحب بيان صدر عن مكتبه.
وأكد “ميقاتي” بعد اجتماع مع الرئيس ميشال عون، اليوم الأربعاء، حرص بلاده على “أطيب العلاقات” مع الدول العربية والخليجية.
وأشار البيان إلى رفض “ميقاتي” ما ورد على لسان وزير الإعلام جورج قرداحي في مقابلة قبل توليه منصبه الوزاري، معتبرًا أنه لا يعبر عن موقف الحكومة.
وقال قرداحي في تصريحات مسجلة لبرنامج “برلمان شعب” الذي بثته قناة “الجزيرة” إبريل الماضي، في معرض رده على سؤال حول موقفه مما يحدث في اليمن: “شعب يدافع عن نفسه، هل يعتدون على أحد؟ في نظري هذه الحرب اليمنية عبثية يجب أن تتوقف”.
ثم اعترضه مقدم البرنامج، قائلا: “الحوثيون يطلقون الطائرات المفخخة المسيرة باتجاه الأراضي السعودية”، فرَد “قرداحي”: “ونرى الأضرار التي تلحق بهم في بيوتهم وجنازاتهم وأفراحهم، وأنهم يُقصفون بالطائرات.. حان الوقت لهذه الحرب أن تتوقف لأنها عبثية”.

واعتبر “قرداحي” أن “الحوثيين يدافعون عن أنفسهم في وجه اعتداء خارجي”، ليوجه له أحد الحضور سؤالًا: “هل تَعتبر أن الإمارات والسعودية تعتديان على اليمن؟”، ليرد: “أكيد فيه اعتداء، ليس لأنهم السعودية أو الإمارات، ولكن لأن هناك اعتداء منذ 8 سنوات مستمرًا، وما لا تستطيع تنفيذه في عامين أو ثلاثة لن تستطيع تنفيذه في 8 سنوات”.