الفاشية تكتسح الإنتخابات الإيطالية.. وقبول حذر من الإتحاد الأوروبي
كتبت-نهال مجدي
أعلنت زعيمة حزب “فراتيلي ديتاليا” اليميني المتطرف، جورجيا ميلوني، فوزها بالانتخابات العامة في إيطاليا، مستبقة إعلان النتائج الرسمية.
وبعد تاكيد النتائج بشكل نهائي، ستصبح أول امرأة تتولى منصب رئيس الوزراء في تاريخ البلاد. وفي بلد يهيمن فيه الرجال علي السياسية ، جعل فوز ميلوني جورجيا هذا المبدأ جزء من الماضي.
وجدير بالذكر ان إيطاليا غالبا ما تسجل مستويات اقبال كثيف من الناخبين في اي انتخابات، ففى عام 1979، خرج أكثر من 90% من الناخبين للتصويت، وظلت الأرقام مرتفعة خلال التسعينات.
ولكن خلال هذه الانتخابات، نجد أن 64% فقط ممن يحق لهم التصويت قد ادلوا بأصواتهم. وفي عام 2018 أدلى 73% من الناخبين بأصواتهم، والإقبال على التصويت بدأ يتراجع طيلة أكثر من عقد.
وستبدأ ميلوني، بتشكيل حكومة ائتلافية، تقود البلاد، ويغلب عليها الساسة اليمينيون، بحيث تكون أكثر حكومة متطرفة في تاريخ البلاد، منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، وبما ان حزب “اخوان إيطاليا” الفاشي الجديد لم يفز بالأغلبية المطلقة، ستكون الحكومة الإيطالية المقبلة إئتلافية، تقودها ميلوني، ويضم التحالف كلا من زعيم رابطة الشمال ماتيو سالفيني الذي يحظى بقاعدة جماهيرية شعبوية ومعادية للمهاجرين، وكذلك سيلفيو برلسكوني زعيم حزب فورزا إيطاليا الأكثر اعتدالا، والذي تميل سياساته أكثر نحو النزعة المحافظة اللبيرالية.
وإذا ما تأكدت هذه النتائج بشكل رسمي، فإن نتائج الانتخابات في إيطاليا، ثالث قوة اقتصادية في منطقة اليورو، ستشكل زلزالاً حقيقيا في الاتحاد الأوروبي الذي سيضطر إلى التعامل مع السياسيّة المقربة من رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان والمعجبة السابقة بالزعيم الإيطالي الفاشي موسيليني.
وجدير بالذكر ان أوربان اثار حفيظة الاتحاد الاوروبي بعرقلة قرارات بروكسل الجماعية، ويرفض الزج ببلاده في أتون الأزمة الأوكرانية ضد روسيا، وجاء اول رد فعل علي فوز جورجيا من رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين التي صرحت بأن لدى الاتحاد الأوروبي “أدوات” لمعاقبة الدول الأعضاء التي تنتهك سيادة القانون وقيمه المشتركة.
كما بعث رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان ونظيره البولندي ماتيوز مورافيسكي “التهاني” إلى ميلوني مساء أمس .
وقال أوربان في رسالة “نحتاج أكثر من أي وقت مضى إلى أصدقاء يتشاركون رؤية ونهج مشتركين تجاه أوروبا”. وبدوره قال زعيم حزب فوكس الإسباني اليميني المتطرف سانتياجو أباسكال إن ميلوني “أظهرت الطريق نحو أوروبا فخورة وحرة”.
هذا فيما أكّد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، أنه يحترم “الخيار الديمقراطي” للإيطاليين داعيًا روما إلى “مواصلة التعاون” مع الأوروبيين بصفتنا جيرانا وأصدقاء.
وبدورها أكدت موسكو احترامها لهذا الخيار، وأعلن الكرملين استعداده لتطوير علاقات “بنّاءة” مع روما بعد فوز زعيمة اليمين جورجيا ميلوني.
وقال المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، = “نحن مستعدّون لاستقبال أي قوى سياسية قادرة على تخطّي التيار السائد المشحون بالكراهية ضد بلدنا، ونبدي رغبة في أن تكون العلاقات بناءة بيننا”.
كما اكد وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، في تغريدة علي تويترة، على ضرورة احترام إيطاليا لحقوق الإنسان. وأكد أن بلاده تتطلّع إلى العمل مع الحكومة الإيطالية الجديدة، على أهدافنا المشتركة، ألا وهي دعم أوكرانيا حرّة ومستقلّة واحترام حقوق الإنسان وبناء مستقبل اقتصادي مستدام.