كتب: أحمد علي
السباق الفضائي بين الولايات المتحدة والصين بات “أكثر حدة” حسب وصف وكالة الفضاء الأمريكية “ناسا” التي تدق ناقوس الخطر بشأن طموحات بكين في القمر.
حيث تتخوف واشنطن من سيطرة الصين على سطح القمر في تصريحات لـ “بيل نيلسون” مدير وكالة ناسا، وأضاف في حوار له مع مجلة «بوليتيكو» الأمريكية يوم الأحد الماضي، أن السباق على القمر بين الولايات المتحدة والصين أصبح أكثر حدة، وخلال العامين القادمين سوف يتم تحديد من فيهم سيحظى بالسيطرة، مشيراً إلى أن الصين تسعى للسيطرة على المواقع الغنية بالموارد على سطح القمر.
بعد أن تم تشغيل محطة “تيانغونغ” أصبحت الصين ثالث دولة في العالم تشغل محطة فضائية دائمة، والذي يضعها بالترتيب الثالث بجانب روسيا والولايات المتحدة الأمريكية، ستمنح تلك المحطة بكين موطئ قدم في الفضاء ومنصة لإجراء تجارب علمية، بعد أن أحرزت تقدماً متسارعاً من تلقاء نفسها، حيث هبطت مركبة فضائية على الجانب البعيد من القمر في عام 2019، إضافة إلى مركبة فضائية على سطح المريخ العام الماضي.
ويعود جزء من الصراع الصيني الأمريكي في الفضاء إلى حظر بكين من المشاركة في محطة الفضاء الدولية، التي تستضيف رواد فضاء من الولايات المتحدة وروسيا ودول أخرى لأكثر من عقدين، حيث لا يمكن للصين إرسال روادها إلى محطة الفضاء الدولية، وفقاً لقانون وولف الذي أقره الكونغرس الأميركي عام 2011، ويحظر أي تعاون أميركي مع برنامج الفضاء الصيني بسبب مخاوف من سرقة التكنولوجيا أو أخطار على الأمن القومي.
وتعد محطة “تيانغونغ” الفضائية تتويجاً لثلاثة عقود من العمل في برنامج الفضاء الصيني المأهول، حيث يبلغ طول المحطة 55 متراً وتتألف من ثلاث وحدات تم إطلاقها بشكل منفصل وتجميعها في الفضاء، ويصل حجمها إلى (110 أمتار مكعبة)، أي نحو خمس حجم محطة الفضاء الدولية التي يصل اتساعها إلى ملعب كرة قدم، وتحتوي المحطة أيضاً على ذراع آلية خارجية، يمكنها دعم الأنشطة والتجارب خارج المحطة، وثلاثة منافذ لرسو السفن الفضائية التي ستتردد عليها من أجل إعادة إمداد المحطة.
مظاهر الصراع الفضائي الأمريكي:
• منذ الخمسينات وتختبر أسلحة مضادة للأقمار الصناعية.
• شكلت فرعاً في الجيش أطلقت عليه اسم القوات الفضائية.
• أعلنت عن إتفاقية أرتيمس لتنظيم النشاط الدولي الفضائي على القمر والمريخ.
• وصل حجم الإنفاق على إستكشاف الفضاء إلى 48 مليار دولار عام 2020.
مظاهر الصراع الفضائي الصيني:
• أطلقت في عام 2007 سلسلة تجارب للصواريخ المضادة للأقمار الصناعية.
• تشكيل فرعاً بالجيش الصيني يختص بعمليات الفضاء في العام 2014.
• عارضت إتفاقية أرتيمس وتعهدت بالعمل مع روسيا الإتحادية.
• وصل حجم الإنفاق على إستكشاف الفضاء إلى نحو 9 مليار دولار عام 2020.
وتتخوف واشنطن من طموحات بكين الكبيرة في القمر، وذلك بسبب أن بكين تخطط لبناء محطات ومواقع مكيفة ذاتياً لإستيعاب البشر، وتشكيل إدارة لإدارة القمر على حد زعم وكالة ناسا.
وتخشى واشنطن أيضاً من أن تقدم بكين الفضائي سيتبعه تراجع عسكري كبير، وهو الأمر الذي كانت تتربع على عرشه الولايات المتحدة منذ عقود.
فيما لا تخفي الصين سراً وتخطوا نحو هدفها خطوات ثابتة محددة للمجاراة بل والتجاوز أيضاً للولايات المتحدة وقدراتها.